
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَمِـنْ لَيْلَـى وَجارَتِهـا تَـرُوحُ
وَلَيْــسَ لِحاجَـةٍ مِنْهـا مُرِيـحُ
وَلَيْـسَ مُبَيِّـنٌ فـي الدّارِ إِلّا
مَبِيــتُ ظَعـائِنٍ وَصـَدَىً يَصـِيحُ
وَلَـمْ تَعْلَـمْ بِبَيْـنِ الْحَيِّ حَتَّى
أَتَــاكَ بِــهِ غُــدَافِيٌّ فَصـِيحُ
فَظِلْـتُ أُكَفْكِـفُ الْعَبَـراتِ مِنِّي
وَدَمْـعُ الْعَيْـنِ مُنْهَمِـرٌ سـَفُوحُ
وَدَمْعِـي يَـوْمَ ذَلِـكَ غَـرْبُ شـَنٍّ
بِجــانِبِ شـَهْمَةٍ مـا تَسـْتَرِيحُ
وَمَـا قَلَـبَ الصَّبابَةَ مِثْلُ شَوقٍ
وَقَبْلَـكَ مـا انْقَضَى خُلُقٌ سَجِيحُ
وَلَـمْ أَبْـرَحْ رُسُومَ الدّارِ حَتَّى
أَزَاحَــتْ عِلَّتِــي حَـرَجٌ مَـرُوحُ
لَهـا قَـرَدٌ كَجُـثِّ النَّمْـلِ جَعْدٌ
تَغَـصُّ بِـهِ الْعَرَاقِـي وَالْقُدُوحُ
أَعَــانَ سـَرَاتَهُ وَبَنَـى عَلَيْـهِ
بِمَـا خَلَـطَ السـَّوادِيُّ الرَّضِيخُ
ســَناماً يَرْفَــعُ الْأَحْلاسَ عَنْـهُ
إِلَـى سَنَدٍ كَمَا ارْتُفِدَ الضَّرِيحُ
كَــأَنَّ قُتُودَهــا بِأُرَيْنِبــاتٍ
تَعَطَّفَهُـــنَّ مَوْشـــِيُّ مُشـــِيحُ
تَضــَيَّفَهُ إِلَــى أَرْطـاةِ حِقْـفٍ
بِجَنْــبِ ســُوَيْقَةٍ رِهَـمٌ وَرِيـحُ
فَبَــاكَرَهُ مَـعَ الْإِشـْراقِ غُضـْفٌ
يَخُـبُّ بِهـا جَدَايَـةُ أَوْ ذَرِيـحُ
وَأَضـْحَى وَالضـَّبَابُ يَـزِلُّ عَنْـهُ
كَوَقْـفِ الْعـاجِ لَيْـسَ بِهِ كُدُوحُ
فَجَــالَ كَـأَنَّ نِصـْعاً حِمْيَرِيّـاً
إِذَا كَفَـرَ الْغُبـارُ بِـهِ يَلُوحُ
فَلَمَّــا أَنْ دَنَــوْنَ لِكـاذَتَيْهِ
وَأَسـْهَلَ مِـنْ مَغـابِنِهِ الْمَسِيحُ
يَســُدُّ فُرُوجَــهُ رَبِــذٌ مُضـَافٌ
يُقَلِّبُــهُ عِجــالُ الْوَقْـعِ رُوحُ
فَلَمَّــا أَخْرَجَتْـهُ مِـنْ عَرَاهـا
كَرِيهَتُـهُ وَقَـدْ كَثُـرَ الْجُـرُوحُ
قَلِيلاً ذادَهُــــنَّ بِصـــَعْدَتَيْهِ
بِســَحْماوَيْنِ لِيطُهُمــا صـَحِيحُ
تَـوَاكَلْنَ الْعُـواءَ وَقَدْ أَرَاها
حِيـاضَ الْمَـوْتِ شـاصٍ أَوْ نَطِيحُ
وَغـــادَرَ فَلَّهــا مُتَشــَتِّتاتٍ
عَلَى الْقَسِماتِ شامِلُها الْكُدوحُ
وَأَصـْبَحَ نائِيـاً مِنْهـا بَعِيداً
كَنَصـْلِ السـَّيْفِ جَـرَّدَهُ الْمُلِيحُ
وَأَضـْحَى لَاصـِقاً بِالصـُّلْبِ مِنْـهُ
ثَمـائِلُهُ كَمـا قَفَـلَ الْمَنِيـحُ
وَأَصـْبَحَ يَنْفُـضُ الْغَمَـراتِ عَنْهُ
كَوَقْــفِ الْعـاجِ طُرَّتُـهُ تَلُـوحُ
بِشْرُ بْنُ أَبِي خازِمٍ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، مِنْ قَبِيلَةِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ، أَبو نَوْفَلٍ، شاعِرٌ مِنْ فُحُولِ الشُّعَراءِ الجاهِلِيِّينَ، وَضَعَهُ ابْنُ سَلَّامٍ فِي الطَّبَقَةِ الثّانِيَةِ، كانَ مِنْ الفُرْسانِ الشُّجْعانِ وغَلَبَ عَلَى شِعْرِهِ الحَماسَةُ وَالفَخْرُ وَوَصْفُ المَعْارِكِ وَالغَزَواتِ، وَقَد أُسِرَ فِي غَزْوَةٍ عَلَى قَبِيلَةِ طَيْءٍ، وَكانَ قَدْ هَجا أَوْسَ بْنَ حارِثَةَ الطائِيَّ فَافْتَداهُ أوسٌ بِمِئَتَيْ بعيرٍ، ثُمَّ عَفا عَنْهُ فَمَدَحَهُ، تُوُفِّيَ مَقْتُولاً فِي أَحَدِ غَزَواتِهِ عَلَى بَنِي صَعْصَعَةَ وَلَهُ قَصِيدَةٌ حِينَ وَفاتِهِ مَطْلَعُها (أَسائِلَةٌ عُمِيرَةُ عَنْ أَبِيها) وَكانَتْ وَفاتُهُ فِي نهايةِ القَرْنِ السادسِ المِيلادِيِّ، نَحْوَ عامِ 22 قَبْلَ الهِجْرَةِ.