
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلَا بـانَ الْخَلِيـطُ وَلَـمْ يُزارُوا
وَقَلْبُـكَ فـي الظَّعـائِنِ مُسـْتَعَارُ
أُســَائِلُ صـَاحِبِي وَلَقَـدْ أَرَانِـي
بَصـِيراً بِالظَّعـائِنِ حَيْـثُ صَارُوا
تَـؤُمُّ بِهـا الْحُـدَاةُ مِيـاهَ نَخْلٍ
وَفِيهــا عَــنْ أَبَـانَيْنِ ازْوِرارُ
أُحــاذِرُ أَنْ تَبِيـنَ بَنُـو عُقَيْـلٍ
بِجارَتِنــا فَقَــدْ حُـقَّ الْحِـذارُ
فَلَأْيـاً مـا قَصـَرْتُ الطَّـرْفَ عَنْهُمْ
بِقَانِيَــةٍ وَقَــدْ تَلَـعَ النَّهَـارُ
بِلَيْــلٍ مــا أَتَيْـنَ عَلَـى أُرُومٍ
وَشــابَةَ عَــنْ شـَمائِلِها تِعـارُ
أَراهُــمْ كُلَّمـا بـانُوا تَوَلَّـوا
بِرَهْــنٍ مِنْــكَ لَيْـسَ لَـهُ حِـوارُ
كَــأَنَّ ظِبــاءَ أَســْنُمَةٍ عَلَيْهـا
كَـوانِسُ قالِصـاً عَنْهـا الْمَغَـارُ
يُفَلِّجْــنَ الشـِّفاهَ عَـنِ اقْحُـوَانِ
جَلَاهُ غِــــبَّ ســـَارِيَةٍ قِطَـــارُ
وَفِــي الْأَظْعَــانِ آنِســَةٌ لَعُـوبٌ
تَيَمَّــمَ أَهْلُهـا بَلَـداً فَسـَارُوا
مِــنَ اللَّائِي غُـذِينَ بِغَيْـرِ بُـؤْسٍ
مَنَازِلُهــا الْقُصــَيْبَةُ فَـالْأُوارُ
غَــذَاها قــارِصٌ يَجْـرِي عَلَيْهـا
وَمَحْــضٌ حِيــنَ تَنْبَعِـثُ الْعِشـارُ
نَبِيلَــةُ مَوْضـِعِ الْحِجْلَيْـنِ خَـوْدٌ
وَفـي الْكَشـْحَيْنِ وَالْبَطْنِ اضْطِمارُ
ثَقَــالٌ كُلَّمــا رَامَــتْ قِيامـاً
وَفِيهــا حِيـنَ تَنْـدَفِعُ انْبِهـارُ
فَبِــتُّ مُســَهَّداً أَرِقــاً كَــأَنِّي
تَمَشــَّتْ فــي مَفَاصـِلِيَ الْعُقـارُ
أُرَاقِـبُ فـي السـَّماءِ بَناتِ نَعْشٍ
وَقَـدْ دارَتْ كَمـا عُطِـفَ الصـِّوارُ
وَعانَــدَتِ الثُّرَيّــا بَعْـدَ هَـدْءٍ
مُعانَــدَةً لَهــا العَيُّـوقُ جـارُ
فَــإِنْ تَكُــنِ الْعُقَيْلِيّـاتُ شـَطَّتْ
بِهِــنَّ وَبِالرَّهِينــاتِ الــدِّيارُ
فَقَــدْ كـانَتْ لَنـا وَلَهُـنَّ حَتَّـى
زَوَتْنــا الْحَــرْبُ أَيّـامٌ قِصـارُ
لَيَــالِيَ لا أُطَـاوِعُ مَـنْ نَهـانِي
وَيَضــْفُوا فَــوْقَ كَعْبَــيَّ الْإِزارُ
فَأَعْصــِي عَـاذِلِي وَأُصـِيبُ لَهْـواً
وَأُوذِي فـي الزِّيـارَةِ مَـنْ يَغارُ
فَيَــا لَلنَّـاسِ لِلرَّجُـلِ الْمُعَنَّـى
طَـوَالَ الـدَّهْرِ إِذْ طـالَ الْحِصارُ
وَلَمَّـا أَنْ رَأَيْـتُ النَّـاسَ صَارُوا
أَعَــادِيَ لَيْـسَ بَيْنَهُـمُ ائْتِمـارُ
مَضــَى ســُلَّافُنا حَتَّــى حَلَلْنَــا
بِــأَرْضٍ قَــدْ تَحامَتْهــا نِـزارُ
وَشــَبَّتْ طَيِّــئُ الْجَبَلَيْـنِ حَرْبـاً
تَهِــرُّ لِشــَجْوِها مِنْهــا صـُحَارُ
يَســُدُّونَ الشــِّعابَ إِذا رَأَوْنـا
وَلَيْــسَ يُعِيـذُهُمْ مِنَّـا انْجِحـارُ
وَصـَوَّبَ قَـوْمَهُ عَمْـرُو بْـنُ عَمْـرٍو
كَهــادِمِ عِــزِّهِ وَبِــهِ انْتِصـارُ
وَأَصـْعَدَتِ الرِّبـابُ فَلَيْـسَ مِنْهـا
بِصـــارَاتٍ وَلَا بِــالْحُبْسِ نَــارُ
يَســُومُونَ الســِّلَاحَ بِـذَاتِ كَهْـفٍ
وَمــا فِيهـا لَهُـمْ سـَلَعٌ وَقَـارُ
فَحاطُونـا الْقَصـا وَلَقَـدْ رَأَوْنا
قَرِيبــاً حَيْـثُ يُسـْتَمَعُ السـِّرارُ
وَأَنْــزَلَ خَوْفُنــا سـَعْداً بِـأَرْضٍ
هُنالِــكَ إِذْ تُجِيــرُ وَلَا تُجــارُ
وَأَدْنَــى عــامِرٍ حَيّــاً إِلَيْنـا
عُقَيْــلٌ بِالْمِرانَــةِ فَالْوِبــارُ
وَبُــدِّلَتِ الْأَبَاطِــحُ مِــنْ قُشـَيْرٍ
سـَنابِكَ يُسـْتَثَارُ بِهـا الْغُبَـارُ
وَلَيْــسَ الحَــيُّ حَــيُّ بَنِـي كِلابٍ
بِمُنْجِيهِـمْ وَإِنْ هَرَبُـوا الْفِـرارُ
وَقَــدْ ضــَمَزَتْ بِجِرَّتِهــا سـُلَيْمٌ
مَخافَتَنــا كَمـا ضـَمَزَ الْحِمـارُ
وَحَــلَّ الْحَــيُّ حَـيُّ بَنـي سـُبَيْعٍ
قُراضــِبَةً وَنَحْــنُ لَهُــمْ إطـارُ
وَأَمَّــا أَشـْجَعُ الخُنْثَـى فَوَلَّـوا
تُيُوســاً بِالشــَّظِيِّ لَهُـمْ يُعَـارُ
وَلَــم نَهْلِـكْ لِمُـرَّةَ إِذْ تَوَلَّـوا
فَسـَارُوا سـَيْرَ هارِبَـةٍ فَغَـارُوا
أَبَــى لِبَنِـي خُزَيْمَـةَ أَنَّ فِيهِـمْ
قَـدِيمَ الْمَجْـدِ وَالْحَسـَبُ النُّضارُ
هُـــمُ فَضـــَلُوا بِخِلّاتٍ كِـــرَامٍ
مَعَــدّاً حَيْثُمـا حَلُّـوا وَسـَارُوا
فَمِنْهُــنَّ الْوَفــاءُ إِذا عَقَـدْنَا
وَأَيْســـارٌ إِذا حُــبَّ الْقُتَــارُ
فَـأَبْلِغْ إِنْ عَرَضـْتَ بِنَـا رَسـُولاً
كِنَانَـةَ قَوْمَنـا فـي حَيْثُ صَارُوا
كَفَيْنــا مَـنْ تَغَيَّـبَ وَاسـْتَبَحْنا
ســَنَامَ الْأَرْضِ إِذْ قَحِـطَ الْقِطـارُ
بِكُــلَّ قِيــادِ مُســْنِفَةٍ عَنُــودٍ
أَضـَرَّ بِهـا الْمَسـَالِحُ وَالْغِـوارُ
مُهارِشــَةِ الْعِنــانِ كَـأَنَّ فِيـه
جَــرادَةَ هَبْـوَةٍ فِيهـا اصـْفِرارُ
كَــأَنِّي بَيْــنَ خَــافِيَتَيْ عُقـابٍ
تُكَفِّئْنــي إذا ابْتَــلَّ العِـذارُ
نَســـُوفٍ لِلْحِــزامِ بِمِرْفَقَيْهــا
يَســُدُّ خَـواءَ طُبْيَيْهـا الْغُبـارُ
تَراهـا مِـن يَـبيسِ الْماءِ شُهْباً
مُخـــالِطَ دِرَّةٍ مِنْهـــا غِــرارُ
بِكُــلِّ قَـرارَةٍ مِـنْ حَيْـثُ جـالَتْ
رَكِيَّــةُ ســُنْبُكٍ فيهـا انْهِيـارُ
وَخِنْذِيــذٍ تَـرَى الْغُرْمُـولَ مِنْـهُ
كَطَــيِّ الــزِّقِّ عَلَّقَــهُ التِّجـارُ
كَــأَنَّ حَفِيــفَ مِنْخَـرِهِ إِذَا مـا
كَتَمْــنَ الرَّبْــوَ كِيـرٌ مُسـْتَعارُ
وَجَـدْنا فـي كِتـابِ بَنِـي تَمِيـمٍ
أَحَـقُّ الْخَيْـلِ بِـالرَّكْضِ الْمُعـارُ
يُضــَمَّرُ بِالْأَصــائِلِ فَهْــوَ نَهْـدٌ
أَقَــبُّ مُقَلِّــصٌ فِيــهِ اقْــوِرارُ
كَــأَنَّ ســَراتَهُ وَالْخَيْــلُ شـُعْثٌ
غَــداةَ وَجِيفِهــا مَســَدٌ مُغـارُ
يَظَــلُّ يُعَـارِضُ الرُّكْبَـانَ يَهْفُـو
كَـــأَنَّ بَيَــاضَ غُرَّتِــهِ خِمــارُ
أَرَى أَمْــراً لَــهُ ذَنَــبٌ طَوِيـلٌ
عَلَــى مَقْــراهُ كِفْـلٌ أَوْ حِصـارُ
وَمَـا يُـدْرِيكَ مـا فَقْـرِي إِلَيْـهِ
إِذا مَا الْقَوْمُ كَرُّوا أَوْ أَغَارُوا
وَلا يُنْجِــي مِــنَ الْغَمَـراتِ إِلَّا
بُراكــاءُ الْقِتـالِ أَوِ الْفِـرارُ
بِشْرُ بْنُ أَبِي خازِمٍ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، مِنْ قَبِيلَةِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ، أَبو نَوْفَلٍ، شاعِرٌ مِنْ فُحُولِ الشُّعَراءِ الجاهِلِيِّينَ، وَضَعَهُ ابْنُ سَلَّامٍ فِي الطَّبَقَةِ الثّانِيَةِ، كانَ مِنْ الفُرْسانِ الشُّجْعانِ وغَلَبَ عَلَى شِعْرِهِ الحَماسَةُ وَالفَخْرُ وَوَصْفُ المَعْارِكِ وَالغَزَواتِ، وَقَد أُسِرَ فِي غَزْوَةٍ عَلَى قَبِيلَةِ طَيْءٍ، وَكانَ قَدْ هَجا أَوْسَ بْنَ حارِثَةَ الطائِيَّ فَافْتَداهُ أوسٌ بِمِئَتَيْ بعيرٍ، ثُمَّ عَفا عَنْهُ فَمَدَحَهُ، تُوُفِّيَ مَقْتُولاً فِي أَحَدِ غَزَواتِهِ عَلَى بَنِي صَعْصَعَةَ وَلَهُ قَصِيدَةٌ حِينَ وَفاتِهِ مَطْلَعُها (أَسائِلَةٌ عُمِيرَةُ عَنْ أَبِيها) وَكانَتْ وَفاتُهُ فِي نهايةِ القَرْنِ السادسِ المِيلادِيِّ، نَحْوَ عامِ 22 قَبْلَ الهِجْرَةِ.