
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بَنُـو تَمِيمٍ عَتادُ الْحَرْبِ قَدْ عَلِمُوا
وَالنَّاهِضـُونَ إِذا فُرْسـانُها رَكِبُوا
وَالْحـامِلُونَ إِذا مـا أَزْمَـةٌ أَزَمَتْ
فِعْلَ الْعَشائِرِ إِنْ هَمُّوا وَإِنْ ضَرَبُوا
وَالْفاصـِلُونَ إِذا مـا خُطَّـةٌ جَهِلَـتْ
عِنْـدَ الْجُمُـوعِ وَفِيهِمْ تُفْصَلُ الْخُطَبُ
وَالْمـانِعُونَ مِـنَ الْأَعْـداءِ دارَهُـمُ
عِنْدَ الْهِياجِ إِذا ما اهْتَزَّتِ الطُّنُبُ
وَالْـوارِدُونَ عَلَـى كِسـْرَى مَـدائِنَهُ
قَسـْراً وَمِـنْ دُونِهـا بَحْـرٌ لَهُ لَجَبُ
نَحْــوِي نِهـابَهُمُ وَالْخَيْـلُ مُشـْعَلَةٌ
وَسـْطَ الـدِّيارِ وَمِنْهـا حَـوْلَهُ عُصَبُ
شـُعْثٌ عَلَيْهـا لُيُـوثُ مـا يُجَمْجِمُها
عِنْـدَ الصـِّياحِ بَهـا عُجْـمٌ وَلا عَرَبُ
شــُمْسٌ بِأَيْــدِيهِمُ ســُمْرٌ مُثَقَّفَــةٌ
وَكُــلُّ عَضـْبٍ لَـهُ فِـي مَتْنِـهِ شـُطَبُ
إِذا جَلَوْهـا عَلَـى الْأَعْداءِ فِي فَزَعٍ
لاحَــتْ كَــأَنَّ عَلـى أَيْـدِيهِمُ شـُهُبُ
هُوَ أَبُو نُجَيْدٍ نافِعُ بْنُ الأَسْوَدِ بْنِ قُطْبَةَ بْنِ مالِكٍ الأُسَيْدِيُّ التَّمِيمِيُّ، صَحابِيٌّ وَشاعِرٌ مُخَضْرَمٌ وَفارِسٌ شَهِدَ الفُتُوحاتِ فِي الشّامِ وَالعِراقِ، وَلَهُ فِي الفُتُوحاتِ أَشْعارٌ كَثِيرَةٌ، وَيَنْتَمِي نافِعُ بْنُ الأَسْوَدِ إِلَى بَنِي أُسَيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ، وَهُمْ مِنْ بُطُونِ تَمِيمٍ الَّتي عُرِفَتْ بِالبَأْسِ وَالشَّجاعَةِ، وَكانَ مِنْها عَدَدٌ مِنْ القادَةِ وَالمُقَدَّمُونَ فِي بَنِي تَمِيمٍ كَأَكْثَمَ بْنِ صَيْفِيٍّ وَرِبْعِيِّ بْنِ عامِرٍ، وَمِمّا قالَهُ نافِعُ بْنُ الأَسْوَدِ مُفْتَخِراً بِقَبِيلَتِهِ:قُــومِي أُسـَيْدٌ إِنْ سـَأَلْتَ وَمَنْصـِبِي وَلَقَــدْ عَلِمْــتَ مَعــادِنَ الأَحْســابِوَهُوَ فِي شِعْرِهِ كَثِيرُ الفَخْرِ بِبَنِي تَمِيمٍ، مِنْ ذلِكَ قَوْلُهُ:بَنُــو تَمِيمٍ عَتادُ الحَرْبِ قَدْ عَلِمُواوَالنّاهِضُــونَ إِذا فُرْسـانُها رَكِبُواوَالحــامِلُونَ إِذا مــا أَزْمَةٌ أَزِمَتْفِعْـلَ العَشائِرِ إِنْ هَمُّوا وَإِنْ ضَرَبُواوَقَدْ شَهِدَ حُرُوبُ الرَّدَّةِ مَعَ خالِدِ بْنِ الوَلِيدِ، وَلَمّا قُتِلَ عَبْدُ اللّٰهِ بْنُ المُنْذِرِ بْنِ الحَلاحِلِ التَّمِيمِيِّ بِاليَمامَةِ مَعَ خالِدِ بْنِ الوَلِيدِ، رَثاهُ بِقَصِيدَتِهِ الَّتِي يَقُولُ فِيها:اذْهَــبْ فَلا يُبْعِــدْنْكَ اللّٰهُ مِنْ رَجُلٍمُــورِي حُــرُوبٍ وَلِلعافِينَ وَالنّادِيما كانَ يَعْدِلُهُ فِي النّاسِ مِنْ أَحَدٍ =وَلا يُـوازِيهِ فِـي نُعْمَـى وَإِرْصـادِوَذَكَرَ الدَّارقُطنِي فِي (المُؤْتَلِف وَالمُخْتَلِف) أَنَّ نافِعَ بْنِ الأَسْوَدِ شَهِدَ قِتالَ الفُرْسِ فِي خِلافَةِ عُمَرَ وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ:وَنَحْـنُ لَفَّفْنـا الفُـرْسَ أَيّامَ فارِسٍ بِمُعْتَــرَكٍ ضــَنْكٍ كَلَــفَّ الســَّرادِقِوكانَ نافِعُ بْنُ الأَسْوَدِ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أبِّي طالِبٍ رضِيَ اللهُ عنهُ فِي صَفَّيْنِ، وَمِمّا قالَهُ بَعْدَ انْصِرافِ عَلَيٍّ مِنْ صَفَّيْنِ:وَإِنّــا أُنـاسٌ مـا تُصـِيبُ رِماحُنـا إِذا ما طَعَنَّا القَوْمَ غَيْرَ المَقاتِلِوَلا يُعْرَفُ تارِيخٌ مُحَدَّدٌ لِوَفاتِهِ وقد أَشارَ الزُّرْكَلِيُّ فِي (الأَعْلامِ) إِلَى أَنَّهُ ماتَ بَعْدَ سَنَةِ 37 لِلهِجْرَةِ.