
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَقــالَ الْقُضــاةُ مِـنْ مَعَـدٍّ وَغَيْرِهـا
تَمِيمُــكَ أَكْفــاءُ الْمُلُــوكِ الْأَعـاظِمِ
هُـــمُ أَهْــلُ عِــزٍّ ثــابِتٍ وَأَرُومَــةٍ
وَهُـمْ مِـنْ مَعَـدٍّ فِـي الـذُّرَى والْغَلاصِمِ
وَهُـمْ يَضـْمَنُونَ الْمـالَ لِلْجارِ ما ثَوَى
وَهُــمْ يُطْعِمُــونَ الــدَّهْرَ ضـَرْبَةَ لازِمِ
شـَرِيفُ الـذُّرَى مِـنْ كُـلِّ كَوْمـاءَ بازِلٍ
مُقِيــمٌ لِمَــنْ يَعْفُــوهُمُ غَيْـرُ حـازِمِ
وَكَيْــفَ تُنــاهِيهِ الْأَعــاجِمُ بَعْــدَما
عَلَـوْا لِجَسـِيْمِ الْمَجْـدِ أَسـْلِ الْمَواسِمِ
وَبَـذْلِ النَّـدَى لِلسَّائِلِينَ إِذا اعْتَفَوْا
وَحُـبِّ الْمَتـالِي فِـي السِّنينَ اللَّوازِمِ
وَمَـدِّهِمُ الْأَيـدِي إِلَـى الْبـاعِ وَالْعُلَى
إِذا كَرُمَـــتْ حِينـــاً أَكُـــفُّ الْأَلائِمِ
وَإِذْ مــالُهُمْ فِـي النَّائِبـاتِ تِلادُهُـمْ
لِفَــكِّ الْعُنــاةِ أَوْ لِكَشـْفِ الْمَغـارِمِ
وَقَـوْدِهِمُ الْخَيْـلَ الْعِتـاقَ إِلَى الْعِدا
ضــَوامِرَ تُـرْدِي فِـي فِجـاجِ الْمَخـارِمِ
مُجَنَّبَــةٍ تَشـْكُو النُّسـُورَ مِـنَ الْوَجـا
يُعانِــدْنَ أَعْنــاقَ الْمَطِـيِّ الرَّواسـِمِ
لِتَنْقُــضَ وِتْــراً أَوْ لِتَحْــوِيَ مَغْنَمـاً
كَــذَلِكَ قُــدْماً هُـمْ حُمـاةُ الْمَغـانِمِ
وَكــائِنْ أَصـابُوا مِـنْ غَنِيمَـةِ قـاهِرٍ
حَــرائِقَ مِــنْ نَخْــلٍ بِقَــرَّانَ نـاعِمِ
وَكــانَ لِهَــذا الْحَـيِّ مِنْهُـمْ غَنِيمَـةٌ
كَمـا أَحْـرَزُوا الْمِرْباعَ عِنْدَ الْمَقاسِمِ
كَــذَلِكَ كــانَ اللــهُ شــَرَّفَ قَوْمَنـا
بِهــا فِـي الزَّمـانِ الْأَوَّلِ الْمُتقـادِمِ
وَحِيــنَ أَتَــى الْإِسـْلامُ كـانُوا أَئِمَّـةً
وَقــادُوا مَعَــدّاً كُلَّهــا بِـالْخَزائِمِ
إِلــى عِــزَّةٍ كــانَتْ ســَناءً وَرِفْعَـةً
لِبـــاقِيهِمُ فِيهِــمْ وَخَيْــرِ مُراغِــمِ
إِذا الرِّيـفُ لَـمْ يَنْـزِلْ عَرِيـفٌ بِصَحْنِهِ
وَإِذ هُــو تُكَفْكِفْــهُ مُلُــوكُ الْأَعـاجِمِ
فَجــاءَتْ تَمِيـمٌ فِـي الْكَتـائِبِ نُصـْرَةً
يَســِيرُونَ صــَفّاً كَـاللُّيُوث الضـَّراغِمِ
عَلَــى كُــلِّ جَـرْداءِ السـَّراةِ وَمُلْهِـبٍ
بَعِيـدِ مَـدَى التَّقْريـبِ عَبْـلِ الْقَوائِمِ
عَلَيْهِــمْ مِــنَ الْمـاذِيِّ زَعْـفٌ مُضـاعَفٌ
لَـــهُ حُبُـــكٌ مِـــنْ شــَكَّةِ الْمُتَلازِمِ
فَقِيـلَ لَكُمْ: مَجْـدَ الْحَيـاةِ، فَجاهِدُوا
وَأَنْتُـمْ حُمـاةُ النَّـاسِ عِنْـدَ الْعَظائِمِ
وَهُبُّــوا لِأَهْـلِ الشـِّرْكِ ثُـمَّ تَكَبْكَبُـوا
فَطـارُوا عَلَيْهِـمْ بِالسـُّيُوفِ الصـَّوارِمِ
فَمــا بَرِحُــوا يَعْصــُونَهُمْ بِسـُيُوفِهِمْ
عَلَـى الْهـامِ مِنْهُـمْ وَالْأُنُوفِ الرَّواغِمِ
لَــدُنْ غَــدْوَةٍ حَتَّـى تَوَلَّـوْا تَسـُوقُهُمْ
رِجــالُ تَمِيــمٍ ذَحْلُهــا غَيْـرُ نـائِمِ
مِنَ الرّاَكِبينَ الْخَيْلَ شُعْثاً إِلَى الْوَغَى
بِصــُمِّ الْقَنـا وَالْمُرْسـِفاتِ الْقَواصـِمِ
فَتِلْـكَ مَسـاعِي الْأَكْرَمِيـنَ ذَوِي النَّـدَى
تَمِيمُـــكَ لا مَســـعاةُ أَهْـــلِ الْأَلائِمِ
هُوَ أَبُو نُجَيْدٍ نافِعُ بْنُ الأَسْوَدِ بْنِ قُطْبَةَ بْنِ مالِكٍ الأُسَيْدِيُّ التَّمِيمِيُّ، صَحابِيٌّ وَشاعِرٌ مُخَضْرَمٌ وَفارِسٌ شَهِدَ الفُتُوحاتِ فِي الشّامِ وَالعِراقِ، وَلَهُ فِي الفُتُوحاتِ أَشْعارٌ كَثِيرَةٌ، وَيَنْتَمِي نافِعُ بْنُ الأَسْوَدِ إِلَى بَنِي أُسَيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ، وَهُمْ مِنْ بُطُونِ تَمِيمٍ الَّتي عُرِفَتْ بِالبَأْسِ وَالشَّجاعَةِ، وَكانَ مِنْها عَدَدٌ مِنْ القادَةِ وَالمُقَدَّمُونَ فِي بَنِي تَمِيمٍ كَأَكْثَمَ بْنِ صَيْفِيٍّ وَرِبْعِيِّ بْنِ عامِرٍ، وَمِمّا قالَهُ نافِعُ بْنُ الأَسْوَدِ مُفْتَخِراً بِقَبِيلَتِهِ:قُــومِي أُسـَيْدٌ إِنْ سـَأَلْتَ وَمَنْصـِبِي وَلَقَــدْ عَلِمْــتَ مَعــادِنَ الأَحْســابِوَهُوَ فِي شِعْرِهِ كَثِيرُ الفَخْرِ بِبَنِي تَمِيمٍ، مِنْ ذلِكَ قَوْلُهُ:بَنُــو تَمِيمٍ عَتادُ الحَرْبِ قَدْ عَلِمُواوَالنّاهِضُــونَ إِذا فُرْسـانُها رَكِبُواوَالحــامِلُونَ إِذا مــا أَزْمَةٌ أَزِمَتْفِعْـلَ العَشائِرِ إِنْ هَمُّوا وَإِنْ ضَرَبُواوَقَدْ شَهِدَ حُرُوبُ الرَّدَّةِ مَعَ خالِدِ بْنِ الوَلِيدِ، وَلَمّا قُتِلَ عَبْدُ اللّٰهِ بْنُ المُنْذِرِ بْنِ الحَلاحِلِ التَّمِيمِيِّ بِاليَمامَةِ مَعَ خالِدِ بْنِ الوَلِيدِ، رَثاهُ بِقَصِيدَتِهِ الَّتِي يَقُولُ فِيها:اذْهَــبْ فَلا يُبْعِــدْنْكَ اللّٰهُ مِنْ رَجُلٍمُــورِي حُــرُوبٍ وَلِلعافِينَ وَالنّادِيما كانَ يَعْدِلُهُ فِي النّاسِ مِنْ أَحَدٍ =وَلا يُـوازِيهِ فِـي نُعْمَـى وَإِرْصـادِوَذَكَرَ الدَّارقُطنِي فِي (المُؤْتَلِف وَالمُخْتَلِف) أَنَّ نافِعَ بْنِ الأَسْوَدِ شَهِدَ قِتالَ الفُرْسِ فِي خِلافَةِ عُمَرَ وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ:وَنَحْـنُ لَفَّفْنـا الفُـرْسَ أَيّامَ فارِسٍ بِمُعْتَــرَكٍ ضــَنْكٍ كَلَــفَّ الســَّرادِقِوكانَ نافِعُ بْنُ الأَسْوَدِ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أبِّي طالِبٍ رضِيَ اللهُ عنهُ فِي صَفَّيْنِ، وَمِمّا قالَهُ بَعْدَ انْصِرافِ عَلَيٍّ مِنْ صَفَّيْنِ:وَإِنّــا أُنـاسٌ مـا تُصـِيبُ رِماحُنـا إِذا ما طَعَنَّا القَوْمَ غَيْرَ المَقاتِلِوَلا يُعْرَفُ تارِيخٌ مُحَدَّدٌ لِوَفاتِهِ وقد أَشارَ الزُّرْكَلِيُّ فِي (الأَعْلامِ) إِلَى أَنَّهُ ماتَ بَعْدَ سَنَةِ 37 لِلهِجْرَةِ.