
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلا مَــنْ لِهَــمٍّ آخِـرَ اللَّيْـلِ مُنْصـِبِ
وَشـَعْبِ الْعَصـا مِـنْ قَوْمِـكَ الْمُتَشـَعِّبِ
وَجَرْبَـى أَراهـا مِـنْ لُـؤَيِّ بْـنِ غالِبٍ
مَتَـى مـا تُزاحِمْهـا الصـَّحِيحَةُ تَجْرَبِ
إِذا مــا مُشـِيرٌ قـامَ فِيهـا بِخُطَّـةٍ
أَلَــظَّ بِــهِ ذَنْــبٌ وَلَيْــسَ بِمُــذْنِبِ
وَمـا ذَنْـبُ مَنْ يَدْعُو إِلى اللهِ وَحْدَهُ
وَدِيــنٍ قَــدِيمٍ أَهْلُــهُ غَيْــرُ خُيَّـبِ
وَما ظُلْمُ مَنْ يَدْعُو إِلَى الْبِرِّ وَالتُّقَى
وَإِنْ يَسـْتَطِعْ أَنْ يَـرْأَبَ الشـَّعْبَ يَرْأَبِ
وَقَـدْ جرَّبُـوا فِيمـا مَضـَى غِبَّ أَمْرِهِمْ
وَمـا عـالِمٌ أَمْـراً كَمَـنْ لَـمْ يُجَـرِّبِ
وَقَـدْ كـانَ فِـي أَمْـرِ الصَّحِيفَةِ عِبْرَةٌ
أَتــاكَ بِهــا مِــنْ عــائِبٍ مُتَعَصـِّبِ
محـا اللـهُ مِنْهـا كُفْرَهُـمْ وَعُقُوقَهُمْ
وَمـا نَقَمُـوا مِـنْ صادِقِ الْقَوْلِ مُنْجِبِ
فَأَصـْبَحَ مـا قـالُوا مِنَ الْأَمْرِ باطِلاً
وَمَـنْ يَخْتَلِـقْ مـا لَيْـسَ بِالْحَقِّ يَكْذِبِ
فَأَمْسـَى ابْـنُ عَبْدِ اللهِ فِينا مُصَدَّقاً
عَلَـى سـاخِطٍ مِـنْ قَوْمِنـا غَيْـرِ مُعْتَبِ
فَلا تَحْســـِبُونا خـــاذِلِينَ مُحَمَّــداً
لِـــذِي غُرْبَـــةٍ مِنَّــا وَلا مُتَقَــرِّبِ
ســـَتَمْنَعُهُ مِنَّـــا يَـــدٌ هاشــِمِيَّةٌ
مُرَكَّبُهــا فِــي الْمَجْـدِ خَيْـرُ مُرَكَّـبِ
وَيَنْصــُرُهُ اللــهُ الَّــذِي هُـوَ رَبُّـهُ
بِأَهْــلِ الْعُقَيْــرِ أَوْ بِسـُكَّانِ يَثْـرِبِ
فَلا وَالَّــذِي يَخْــدِي لَـهُ كُـلُّ مُرْتَـمٍ
طَلِيــحٍ بِجَنْبَــيْ نَخْلَــةٍ فَالْمُحَصــَّبِ
يَمِينـاً صـَدَقْنا اللهَ فِيها وَلَمْ نَكُنْ
لِنَحْلِـــفَ بُطْلاً بِــالْعَتِيقِ الْمُحَجَّــبِ
نُفـــارِقُهُ حَتَّـــى نُصـــَرَّعَ حَــوْلَهُ
وَمـا بـالُ تَكْـذِيبِ النَّبِـيِّ الْمُقَـرَّبِ
فَيــا قَوْمَنــا لا تَظْلِمُونـا فَإِنَّنـا
مَتَـى مـا نَخَـفْ ظُلْـمَ الْعَشِيرَةِ نَغْضَبِ
وَكُفُّـوا إِلَيْكُـمْ مِـنْ فُضـُولِ حُلُـومِكُمْ
وَلا تَـذْهَبُوا مِـنْ رَأْيِكُـمْ كُـلَّ مَـذْهَبِ
وَلا تَبْــــدَؤُونا بِالظُّلامَـــةِ وَالْأَذَى
فَنَجْزِيكُـــمُ ضــِعْفاً مَــعَ الْأُمِّ وَالْأَبِ
أبو طالب بن عبد المطّلب، عمُّ النبيّ صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ وكفيلُهُ بعدَ جدِّهِ عبدِ المطّلب. لُقِّب برئيسِ مكة، وشيخِ الأباطِحِ، وسيِّدِ بني هاشم. وهو والِدُ الخليفةِ الرّاشديِّ الرّابعِ عليِّ بنِ أبي طالب رضيَ اللهُ عنه. كان من رجالات مكة المعدودين، وكان مُعَظَّمًا في أهلهِ وبين الناس فما يجسُر أحدٌ على إخفار ذمَته واستباحة حماه، وكان صاحب تجارة كسائر قريش وله مكانة وشرفًا بينهم. وكان أبو طالب جيّد الكلام وله شعر حسن غالبه في الدفاع عن النبي ونصرته، وأهمُّ قصائدِهِ في هذا الصّدَد لاميّتُهُ في مدح النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم والدّفاع عنه.