
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فهـل تـرى أحسـن من أكؤس
يقبل الثغر عليها اليدا؟
يقول للساقي: أغثني بها
وخـذ لجينـاً وأعـد عسجدا
أغـرق فيها الهم لكن طفا
حبابهـا مـن فوقها مزبدا
كأنمـــا شــيبها شــارب
أمسـكها فـي كفـه سـرمدا
عبادة بن عبد الله الأنصاري أبو بكر الشهير بعبادة بن ماء السماء إمام الوشاحين ورأس الشعراء في الدولة العامرية وهو من ذرية سعد بن عبادة (ر)، قال ابن بسام: وقيل له ابن ماء السماء لجدهم الأول، ولحق بقرطبة الدولة العامرية والحمودية ومدح رجالها. وكان في ذلك العصر شيخ الصناعة، وإمام الجماعة، سلك إلى الشعر مسلكاً سهلاً، فقالت له غرائبه مرحباً وأهلاً. وكانت صنعة التوشيح التي نهج أهل الأندلس طريقتها، ووضعوا حقيقتها، غير مرقومة البرود، ولا منظومة العقود، فأقام عبادة هذا منآدها، وقوم ميلها وسنادها، فكأنها لم تسمع بالأندلس إلا منه، ولا أخذت إلا عنه، واشتهر بها اشتهاراً غلب على ذاته، وذهب بكثير من حسناته (ثم حكى نبذة عن الموشحات واعلامها ثم قال): وأوزان هذه الموشحات خارجة عن غرض هذا الديوان إذ أكثرها على غير أعاريض أشعار العرب وقد أثبت من شعر عبادة في هذا الفصل ومن سائر كلامه، ما يدل على تقدمه وإقدامه. ثم أورد منتخبا من شعره بسنده إلى ابن حزم صاحب "طوق الحمامة" وفيها انه كان حيا في صفر سنة (421) وفيه كان البرد المشهور خبره والذي لم ير مثله. (ويوافق يناير من عام 1030م).قال ابن بسام (قال أبو عبد الله الحميدي: وذكر أبو عامرٍ ابن شهيد أن عبادة هذا مات في شوال سنة تسع عشرة (419) بمالقة، ضاعت له مائة مثقال فاغتم عليها وكانت سبب وفاته. فلا أدرى من وهم منهما، وأبو محمد بن حزم أعلم بالتواريخ وأحفظ للتقييد، والله أعلم)