
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
صـلى علـى الملـك الشهيد مليكه
وسـقاه فـي ظـل الجنـان الكوثر
مــولىً دهتــه عبيــده، وغضـنفر
تركتـه أيـدي العفـر وهـو معفر
كــانت تهيبــه الأســود فغــاله
فــي قصــره مستضــعف مســتحقر
لـم يثـن عـز الملـك عنـه منونه
فسـمت لـه مـن حيـث لم يك يحذر
ختلتـــه ســراً والقبــائل درع
تحميــه لكــن المنايــا جســر
ولـو إنهـا رامتـه جهـراً لانثنـت
والــبيض تقـرع والقنـا يتكسـر
مــا غـاب بـدر التـم إلا ريثمـا
جلـى الـدجى عنـا الصباح الأزهر
إن يهــو مـن أفـق الخلافـة نيـر
يهــدي الســبيل فقـد تلاه نيـر
بالقاسـم المـأمون أفـرخ روعنـا
فالقســم وافٍ والنصــيب مــوفر
عبادة بن عبد الله الأنصاري أبو بكر الشهير بعبادة بن ماء السماء إمام الوشاحين ورأس الشعراء في الدولة العامرية وهو من ذرية سعد بن عبادة (ر)، قال ابن بسام: وقيل له ابن ماء السماء لجدهم الأول، ولحق بقرطبة الدولة العامرية والحمودية ومدح رجالها. وكان في ذلك العصر شيخ الصناعة، وإمام الجماعة، سلك إلى الشعر مسلكاً سهلاً، فقالت له غرائبه مرحباً وأهلاً. وكانت صنعة التوشيح التي نهج أهل الأندلس طريقتها، ووضعوا حقيقتها، غير مرقومة البرود، ولا منظومة العقود، فأقام عبادة هذا منآدها، وقوم ميلها وسنادها، فكأنها لم تسمع بالأندلس إلا منه، ولا أخذت إلا عنه، واشتهر بها اشتهاراً غلب على ذاته، وذهب بكثير من حسناته (ثم حكى نبذة عن الموشحات واعلامها ثم قال): وأوزان هذه الموشحات خارجة عن غرض هذا الديوان إذ أكثرها على غير أعاريض أشعار العرب وقد أثبت من شعر عبادة في هذا الفصل ومن سائر كلامه، ما يدل على تقدمه وإقدامه. ثم أورد منتخبا من شعره بسنده إلى ابن حزم صاحب "طوق الحمامة" وفيها انه كان حيا في صفر سنة (421) وفيه كان البرد المشهور خبره والذي لم ير مثله. (ويوافق يناير من عام 1030م).قال ابن بسام (قال أبو عبد الله الحميدي: وذكر أبو عامرٍ ابن شهيد أن عبادة هذا مات في شوال سنة تسع عشرة (419) بمالقة، ضاعت له مائة مثقال فاغتم عليها وكانت سبب وفاته. فلا أدرى من وهم منهما، وأبو محمد بن حزم أعلم بالتواريخ وأحفظ للتقييد، والله أعلم)