
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
شخصـتُ لعـزمِ الـبينِ فاخترَمَتْ شخصي
زيـادةُ وجـدٍ تنهـكُ الجسـمَ بالنقصِ
وقــد كنـتُ سـلطاناً عليهـا محكمـاً
فمـا نلـتُ للرقـبى سوى خُلَسِ اللّصّ
كـأنَّ اللَّيـالي لـم تكـنْ قطّ أرخصَتْ
بنيـل المُنَـى من ذلك البَشَرِ الرخص
لقــد برَّحتنــي النائبـاتُ بعيثهـا
فمـــن ألــمٍ ومــن أمــلٍ تقصــي
ســأقتصُّ للملــك الهمــام شـكيتي
فيبسـطَ لـي فـي صـَرْفها يـدَ مقتـصّ
أبــي زكريــاءَ المهــذبِ مـن أبـي
محمــدٍ النــامي لمجـد أبـي حفـص
أميـرٌ يطيـعُ اللـه مـن قد أطاعه
ويعصـي حـدودَ اللـهِ مَن أمرَهُ يعصي
فكــم تحـرصُ الـدُّنيا لتحظـى بـودّه
فيصـرف وجهَ الزهدِ عن رغبة الحرص
يشــيّد أركــانَ المعــالي براحـةٍ
بنـاءُ العُلا مـن سـعيها مُحكمُ الرصّ
وتضــطر أوصــافُ المحامــدِ عنـده
إلـى خَـرَس الوصـّافِ أو كـذِبِ الخرص
فيسـتغرق الرَّاجـي الأيـادي مـن يدٍ
ويسـتجمعُ الرَّامـي العوالمَ في شخص
وإن كـانَ هـذا الشـقّ منبـت شـعبتي
لأرضـَى بـذاك الشـّقّ حظِّـيَ أو شِقْصـي
وتؤنســـني ذكـــرايَ تـــونسَ آملاً
علـى بعـدِ مهوَى أرضِ تونسَ من حمص
ســـتذكرني آفـــاقُ أنــدلسٍ بمــا
جلــوتُ بهـا مـن رائقٍ حَسـَنِ النـصّ
فقــد بخســتْ بـالغمط حقِّـي كأنَّهـا
رأتْ أن عيـنَ الشـَّمسِ تلحـقُ بالبخص
وأهــوي إلـى ذاك الجنـابِ ركـائبي
بكـلّ نحـوصٍ عنـدها السـَّهلُ كالنُّحص
أقسـّمُ فـرقَ اللَّيـلِ عـن سُنَّةِ الضّحى
وأهبـط خصـرَ القاع من كفَلِ الدعص
إلـى أن أرَى وجهـاً إذا شـمتُ برقَهُ
رأيـتُ جـبينَ البـدرِ مكتمـلَ القرص
محمد بن أحمد بن الصابوني الإشبيلي الصدفي أبوبكر شاعر، من أهل إشبيلية نعته ابن الأبار في الحلة السيراء بشاعر وقته، وقال في "تحفة القادم": شاعر عصره المجيد، والمبدىء في محاسن القريض المعيد، الذي ذهبت البدايع بذهابه، وختمت الأندلس شعراءها به، توجه إلى المشرق فتوفي في طريقه من الأسكندرية إلى مصر سنة أربع وثلاثين وست ماية،وذكره في "الحلة السيراء" أثناء ترجمة والي مرسية أبي بكر عزيز بن عبد الملك بن محمد ابن خطاب، قال: وفي ولاية أبي بكرهذه، قدم عليه أبو بكر محمد بن أحمد بن الصابوني الإشبيلي شاعر وقته - وذلك سنة اثنتين وثلاثين - فامتدحه بقصيد فريد أوله:أهلاً بطيـف خيـال منـك منساب أدال عتبك عندي حين إعتابيونقل الصفدي في الوافي كل ما حكاه ابن الأبار في "تحفة القادم" ولم يزد شيئا، ووقع فيه خطأ في نقل تاريخ وفاته والصواب ما هو في تحفة القادم سنة 634والظاهر انه جد ابن الصابوني الذي ترجم له الصفدي في "أعيان العصر" قال: ( عيسى بن محمد بن أحمد بن إبراهيم الصدفي المعروف بابن الصابوني، مجد الدين الإشبيلي. قال شيخنا أثير الدين: لقيته بثغر دمياط وكان يتجر في البز، ثم انتقل إلى الإسكندرية...إلخ)