
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كـن جـار كلـب وجـار الشرة اجتنب
ولــو أخـا لـك مـن أم يـرى وأب
مـا جـار كلـب شـكا يوما بوائقه
إذا شـكا غيـره مـن وصـمة الوصـب
وجـانب الـدار إن ضـاقت مرافقهـا
والمـرأة السوء لو معروفة النسب
ومركبـــا شــرس الأخلاق لا ســيما
إن كـان ذا قصـر أو أبـتر الذنب
أو كـان ذا بطء سير والعمائم ما
تفاحشـت كـبرا تبـدو كمـا القبب
كـذا الخفـاف إذا ضاقت أو اتسعت
جـدا وكـل عسـير الفتـح مـن ضـبب
واحـذر سـراجا ضعيف الضوء ترقبه
فــإنه الغمــة العظمــى لمرتقـب
كـذا الطعـام إذا اشـتدت حرارته
وصـارت اليـد لـم تقبلـه مـن لهب
مـا فيـه مـن بركـات مـا حرارته
دامـت كمـا ذكـرت فـابرده وارتقب
لا تلـق نفسك يوما في الزحام فما
فـي زحمـة لـك خير لو على الذهب
وخـذ عـن الكثفـا فجـا بعيـد مدى
علـى متـون جيـاد العـزم والنجـب
قــوم دروعهـم التكـدير فـي نفـر
مــن التنــافر والإيحـاش والشـغب
ثقل العنا وجدوا والذوق قد فقدوا
عـن أنسـهم شـردوا ..أعجـب العجب
بعـض اللطـاف تقايـا عند رؤيتهم
والبعــض أغمــى وبعـض آل للعطـب
هـمُ معـاولُ صـدعِ الصـخر ما وُجدوا
فاصــدع بهـم حيثمـا آلاتـه تغـب
إن رمـت يومـا عقاب الذيقيين فطف
بهـم علـى عـدماء الـذوق واعتقـب
لـو قطـرة مـازجت منهـم بحار صفا
لكـدرت مـا صـفا مـن مائها العذب
أو أنهـم بسـموا يومـا لعـاد دجى
عـرى عـن النيريـن الضـوء والشهب
إن الكثــاف لســم للطــاف فيـا
نعـم التعـاكس لكـان الزمـان غبي
فانجع بنفسك عنهم ما استطعت فمن
عنهـم تباعـد حـاز السـبق بالقصب
يـا نقمـة اللـه حلـي حيَّهـم بحيا
حصـبا أبابيـل أهـل الفيل واحتصب
لــترجع الأرض فرغـى مـن أذيتهـم
وماانــاطوه مــن صـاب ومـن نصـب
إلهنـا يـا غيـاث المسـتغيث ويا
معطـي الجزيل ويا منجي من الكرب
أحسـن إلـى حسـن البـدري بمغفرة
وأعطـه الأمـن يـوم الضـيق والرهب
وصــل ربِّ وســلم مــا همـت سـحبٌ
علــى نبيـك خيـر العجـم والعـرب
والآل والصـحب مـا دامـت مـآثرهم
والتــابعين بإحســان وكــل نـبي
حسن البدري الحجازي الأزهري: شاعر من كبار شعراء مصر، يعتبر ديوانه سجلا تاريخيا لما جرى في مصر في عصره، لم تنشب فتنة إلا وصفها، ولا لفت الأنظار رجل إلا وفي ديوانه وصف له، وقد ترجم له الجبرتي في "عجائب الآثار" وفيات سنة (1131هـ) وأورد الكثير من شعره في ذيل ترجمته وفي اماكن اخرى من التاريخ، ولا وجود لذلك في نسخة تاريخ الجبرتي المتداولة في المواقع، إذ ليس في هذه النسخة من شعره سوى ثلاثة أبيات فقط من البائية الاولى (قارن ذلك مع طبعة بولاق التي اعاد نشرها محققة د. عبد الرحيم عبد الرحمن عبد الرحيمقال الجبرتي في وفيات سنة 1131هـ ومات الشيخ العمدة المنتقد الفاضل الشاعر البليغ الصالح العفيف حسن البدري الحجازي الأزهري وكان عالماً فصيحاً مفوها متكلماً منتقداً على أهل عصره وأبناء مصره، سمعت من الشيخ الوالد قال رأيته ملازماً لقراءة الكتب الستة تحت الدكة القديمة منجمعاً عن خلطة الناس معتكفاً على شأنه قانعاً بحاله، وله في الشعر طريقة بديعة وسليقة منيعة على غيره رفيعة، وقلما تجد في نظمه حشواً أوتكملة. وله أرجوزة في التصوف نحو ألف وخمسمائة بيت على طريق "الصادح والباغم" ضمنها أمثالاً ونوادر وحكايات، وديوان على حروف المعجم سماه باسمين "تنبيه الأفكار للنافع والضار" و"إجماع الإياس من الوثوق بالناس" شرح فيه حقيقة شرار الخليقة من الناس المنحرفة طباعهم عن طريقة قويم القياس، استشهد بكثير من كلامه في هذا المجموع بحسب المناسبة وفي بعض الوقائع والتراجم.وله مزدوجة سماها "الدرة السنية في الأشكال المنطقية" ونظم رسالة الوضع للعلامة العضد ونظم لقطة العجلان في تعريف النقيضين والضدين والخلافين والمثلين، وفي حكم المضارع صحيحاً كان أو معتلاً ورموز الجامع الصغير وختم ديوانه بأراجيز بديعة ضمنها نصايح ونوادر وأمثالاً واستغاثات وتوسلات للقبول موصلات. (ثم أورد قطعة من شعره) ثم قال: (وله غير ذلك كثير اقتصرنا منه على هذا البعض. توفي سنة إحدى وثلاثين ومائة وألف رحمه الله).وفي كتاب "محمود سامي البارودي إمام الشعراء في العصر الحديث" لمؤلفه الشيخ كامل محمد عويضة (ص20) ترجمة نفيسة للشاعر، جديرة بان تنقل إلى صفحته هذه، قال:(حسن البدري الحجازي (ت 1718م) يبدو انه كان الشاعر المفضل عند الجبرتي فهو يستشهد بكثير من شعره من اول كتابه إلى آخره ... وتذخر قصائده بالنقد اللاذع للحياة المصرية في عصره، ويظهر فيها تعاطفه مع الشعب وإشفاقه عليهم من حياة التخلف والاعتقاد بالخرافات والانغماس في بوائق الفسق ...ولما وفد إلى القاهرة دجال من الفيوم والتف الناس حوله يلتمسون بركاته ألهمه هذا قصيدة وصف فيها سلوك هذا الرجل ...ونظم قصيدة اخرى عام 1705 حين تأخر فيضان النيل انتقد فيها من ربطوا تاخره بالسحر والشعوذة وفي عام 1711 نظم عدة قصائد صوّر فيها الموقف السياسي بمصر منددا ببعض امراء المماليك، وقد حفظ الجبرتي لنا قصيدتين أخريين للبدري في عبد الرحمن بك (ت 1707م) وفي الأمير علي (1711م) وكان الأخير في غاية القسوة فى معاملة المصريين الذين غمرتهم السعادة لوفاته ...إلخ)ومن نوادره قصيدته في وصف بطش أهل مصر باليهودي المسؤول عن ضرب النقود (ص 52) ومطلعها:بمصــــر حــــل يهــــودي قضــــى عليــــه الإلــــهوقصيدته في ذم شيوخ الأزهر، وتقع في 25 بيتا من مخلع البسيط أولها:الجــــامع الأزهـــر ابتلاهُ رب لـــه العـــز والوجــودُو قصيدته التي مطلعها:ليتنا لم نعش إلى أن رأينا كـل ذي جنة لدى الناس قطباعلمـاهم بـه يلـوذون بل قد تخـذوه من دون ذي العرش رباوإذا مــات يجعلــوه مـزاراولــه يهرعـون عجمـا وعجبـاوجدير بالذكر هنا أن الباباني في "هدية العارفين" والزركلي في "الأعلام" خلطا بينه وبين سميه حسن البدري العوضي الرفاعي، الذي كان من أصدقاء الجبرتي، لذلك رأيت أن أنقل هنا كلام الجبرتي في ترجمة حسن بن علي البدري العوضي وهو من أصدقاء الجبرتي ترجم له في وفيات سنة (1214هـ) قال:(ومات السيد الأفضل والسند الأكمل المقري بن المقري والفهامة الذي بكل فن على التحقيق يدري بدر أضاء في سماء العرفان وعارف وضح دقائق المشكلات بإتقان فلله دره من فاضل أبرز درر اللطائف من كنوزها وكشف عن مخدرات الفهوم لثامها فأظهر الأنفس من نفيسها والأعز من عزيزها فلا غرو فإنه بذلك حقيق كيف لا وما ذكر من بعض صفاته التي به تليق العلامة الشريف الحسن بن علي البدري العوضي ربي في حجر أبيه وحفظ القرآن والمتون وأخذ عن أبيه علم القراءات وأتقن القراءات الأربعة عشر بعد أن أتقن العربية والفقه وباقي العلوم وحضر أشياخ الوقت وتمهر وأنجب وقرأ الدروس ونظم الشعر الجيد وشهد له الفضلاء وله ديوان مشهور بأيدي الناس وامتدح الأعيان وبينه وبين الصلاحي وقاسم ابن عطاء الله مطارحات ذكرنا منها طرفاً في ترجمتهما، وله أيضاً تآليف وتقييدات وتحقيقات ورسائل في فنون شتى ورسالة بليغة في قوله تعالى "استكبرت أم كنت من العالين" وكان الباعث على تأليفها مناقشة حصلت بينه وبين الشيخ أحمد يونس الخليفي في تفسير الآية بمجلس علي بك الدفتردار فظهر بها على الشيخ المذكور وأجازه الأمير المذكور بأن رتب له تدريساً بالمشهد الحسيني ورتب له معلوماً بوقته وقدره كل يوم عشرة أنصاف فضة يستغلها من جانب الوقف في كل شهر واستمر بقبضها حتى مات في شعبان من هذه السنة رحمه الله ولم يخلف بعده مثله في الفضائل والمعارف)وترجم لأبيه في وفيات سنة 1199(ومات الإمام الصالح الناسك المجود السيد علي بن محمد العوضي البدري الرفاعي المعروف بالقراء، وهو والد صاحبنا العلامة السيد حسن البدري، ولد بمصر وحفظ القرآن وجوده على شيخ القراء شهاب الدين أحمد بن عمر الاسقاطي، وبه تخرج وأقرأ القرآن بالسبعة كثيراً بالجامع الأزهر وبرواق الأروام، وانتفع به الطلبة طبقة بعد طبقة وكان له معرفة ببعض الأسرار والروحانيات وغير ذلك)وفيما يلي خلط صاحب "هدية العارفين" بين البدري العوضي والبدري الحجازي قال:(الحجازي: حسن بن علي العوض البدري أبو الفضائل الحجازي الأزهري نزيل مصر توفي سنة 1131 إحدى وثلاثين ومائة وألف. له إجماع الإياس من الوثوق بالناس شرح فيه حقيقة شرار الناس. أرجوزة في التصوف. تنبيه الأفكار للنافع والضار في ديوان شعره مرتب على حروف المعجم. الدرة السنية في الأشكال المنطقية. فصل المقال على نظم ابن غاز. فواصل المال في القراآت. نظم رسالة العضد في الوضع. نظم لقطة العجلان)أما الزركلي فقال:البَدْري (؟ - 1214هـ، ؟ - 1799م)حسن بن عليّ بن محمد العوضى البدرى، بدر الدين: مقرئ فاضل. من أهل دمشق. له (ديوان شعر) وتآليف ورسائل في فنون شتى (ورجع في ترجمته إلى مقدمة شرح الام - خ - والجبرتي 3: 114)وقد ذكر الشيخ كامل محمد عويضة الشاعر حسن البدري العوضي في كتابه (ص 26) أثناء ترجمة الشاعر قاسم بن عطاء الله (انظر ديوانه) قال: وكان صديقا للسيد حسن البدري العوضي (ت 1799هـ) وهو عالم وشاعر له ديوان كم الشعر عنوانه "اللوائح الأفورية"