
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لاح بــرق جــرى لنـا منـه مجـرى
بعــد وهــن والليل قـد مـد سترا
وتغنــت حـــمامة الأيــك بالــدو
ح عــلى بانـة تجـــاوب أخـــرى
وســرى النشــر مــن معـالم حسـن
ضــوع الخـافــقين نـدّاً وعـطــرا
بنســيم كــأن مجــراه فـي الـدو
ح كمجـرى الأرواح فـي الكون سرا
هــب مــن ذلـك الجنـاب علـى دو
ح غـصــون القلــوب صفـقــن بشرا
خفقــت فــي الصـدور منـا طبـول
فأجــابت قــوت الصــبابة زجــرا
رقصــت فـي الـذوات منهـا صـفات
فـأجـادت لــهـا المـدامـع نثـرا
ثـــم دارت كــاساتها فـسقــتنا
خـمـــرة حــرة تمــازج حـــرا
بينمــا نحـــن بيـن طــي ونشــر
وصــحاة مـــن الغــرام وسَكــْرا
إذ أتتنـــا صحـــائف مكـرمـــات
فـفـضـضــنا خـتامـهــن لنـقـرا
فوجـدنا سـيرو إلـى العلـم الفـر
د وحــثوا الـركـــبان سهلا ووعرا
فـــركبنا سفــن الفــلاة وســرنا
وتركـــنا للـغـير زيدا وعـمـرا
وركـــبنا فــي كــل هــول مهيـل
فـعزمــنا حـتى قـطـعـناه بحـرا
بحــر تيــه بغيــر شــاطئ خضـم
تجمـع الزاخـرات فـي مـاه نهرا
وركبنــا ســفن النجــاة وسـرنا
عـايمــيه حـتى قـطعــناه قهــرا
وسعـــينا إلــى الخــيام مريـدي
ن ومحــــبين لا نحـــاول أجــرا
ووقفنــا علــى الوصــيد عكوفـا
ولثمنــا الوصـيد عشـرا فعشـرا
فــأبيحت لنـا الخيـام ومـا ضـم
م مثـاني الخيـام بيضـا وسمرا
فحســرنا علــى كــل وجـه نقابـاً
ورشــفنا مــن كــل ثغــر خمـرا
ورجعنــا وفــي القلــوب غليــل
مــن ظمـا كالنـاظر المـاء شـزرا
كلمــا هّــب مــن حمــاكم نشــرا
قـلــت بالأمــس كنـت في الحب غرا
مـن معينـي مـن مسـعدي مـن سعيفي
كـان حـبي شـفعا فقـد صـار وتـرا
صــار ســخطي رضــى ومـوتي حيـاة
وبعــادي قــربا ووصـلي هـجـرا
وضـــلالي فيمــا تشــيرون رشــدا
وغنـائي فـي دولـة الحـب فـقرا
أبو بكر بن فتيان الشطي الفراتي الحسيني الهاشمي المنتظمي المعروف بعرودك، دفين المقام المشهور في المحلة التي تحمل اسمه في صالحية دمشق، يرد اسم أبيه في فهارس المخطوطات (قنيان) او (منيان) والصواب (فتيان) لا شك في ذلك، وقد رجعت إلى المخطوطة اليابانية فرأيته يقول في قصيدته الفائية:وأنــا ابــن فتيــان وقطـب معـردك ...والظاهر أن معردك تصحيف عرودك. (انظر النسخة اليايابنية المتاحة على الشبكة ص 36 البيت الثامن) وهذه القصيدة أكبر شاهد على ما أشار إليه الإمام الذهبي من تفشي اللحون والأخطاء في شعره.وجدير بالذكر أن محقق الديوان أثبت (قطب مبجل) مكان (قطب عرودك) (1) .وهو من أسرة موصلية الأصل هاجر أبوه نجم الدين إلى دمشق وتدير الصالحية، وفي الصالحية اليوم الكثير ممن يفاخرون بالانتساب إليه. ويذكرون أنه كان ابن خالة محيي الدين ابن عربي. وأبو بكر اسمه ولا تعرف كنيته.ترجم له الإمام الذهبي في التاريخ في وفيات سنة 672 وترجم له في سير أعلام النبلاء فجعل وفاته سنة 642 وقد تبين لي أن قوله وأربعين تصحيف لا محالة لأن كتاب التاريخ مضبوط بالسنوات يستحيل التصحيف فيه. ولقبه في سير أعلام النبلاء ب (المنتظمي) وليس لهذه النسبة ذكر في غير كتاب السير في هذا الموضع فقط. !! والشطي نسبة إلى موضعين شط عثمان بالبصرة وشط الفرات كما في الأنساب للسمعاني. ويؤيد نسبته إلى شط الفرات قوله:ألا أيهــا الســاري علـى متـن ضـامريقــدّ أديــم الشاســعات مـن البعـدلــك الخيــر إن جئت الفــرات وشـطهوأصــدرت مـن مـاء العمـائر والـوردفحــيّ ديــاراً قـد خلـت مـن أنيسـهاخلـت مـن سـليمى والربـاب ومـن هنـدإلى أن قال:وإن سألتك الدار عني فقل لها مقيــم بســفح القاســيون مـن السـدتجـرعــــه الأيــام ضـــد طباعـــه وترثــي لـه صـم الصـخور مـن الصـدوانا أنقل هنا كلام الذهبي في الترجمتين لندرتهما.قال في التاريخ: (أبو بكر ابن فتيان الشطي الزاهد العارف ابن الزاهد القدوة رحمهما الله تعالى سكن جبل قاسيون، وكان زاهدا صالحا، له أحوال وكرامات ومقامات، وله أتباع ومحبون ومريدون، وله شعر كثير رأيته في ديوان منفرد، وهو شعر طيب يقع على القلب، ويحرك الساكن ويثير العزم وإن كان ملحونا فمنه (كان كان) ثم أورد (الكان كان) انظره في صفحة القصيدة الأولى ثم قال: توفي الشيخ أبو بكر في جمادى الأولى وكان أبوه من كبار المشايخ رحمهما الله)وقال في (السير): (المنتظمي الشيخ الزاهد الكبير أبو بكر ابن فتيان الشطي الفقيه الساكن بجبل قاسيون صاحب حال وتألّه وتوكّل، وله أتباع ومريدون، وله نظم كثير محرّك إلى الإنابة، لكنه ملحون، وفيه حكم ووصايا جيّدة، وتحذير من الدعاوى والشطح توفي في جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعين وستمائة (1) وكان والده النجم فتيان من الصالحين أيضا) ا.هـوقد صدر ديوانه مؤخرا محققا بعناية د. علي حداد عن مركز التراث العلمي العربي جامعة بغداد. وفي مقدمة التحقيق نبذة عن عرودك استقاها المحقق من شعره ونشرها في مجلة التراث العلمي العربي العدد 2 2017م وفيها أنه ولد في دمشق وتوفي عام 672هـ ولم يصلنا من آثاره سوى الديوان وقد رجع في تحقيقه إلى ثلاثة مخطوطات لديوانه وأهمها نسخة متأخرة مرتبة حسب الحروف، ومنها نسخة سعودية وأخرى يابانية.وليس لعرودك ذكر بلقبه في كتب التاريخ التي وصلتنا حتى الربع الأول من القرن الثاني عشر الهجري إذ يرد ذكر المحلة التي تحمل اسمه في الصالحية في كتاب ابن كنّان (1153هـ) (الحوادث اليومية من تاريخ أحد عشر وألف ومية) في حوادث عام 1112هـومن نوادره في الرائية التي عارض بها يا ساهر البرق وهي في النسخة اليابانية ص 31 وأولها:يـا سـاهر الطـرف أيقـظ راقـد السمرلعــل بــالجزع أعوانـا علـى السـهر(1) وهذا يدعونا للتساؤل ما المقصود ب(عرودك) هل هو اسم المحلة التي تحمل هذا الاسم قبل أن يولد عرودك، أم اسم قبيلة حسينية كان ابن فتيان ينتسب إليها، إلا أن كل المؤرخين قريبي العهد بعرودك لم يذكروا هذا اللقب في ترجمته. والعُرود لغة الطول قال في التاج: (عَرَد النَّبْتُ يَعْرُد عُرُوداً طَلَعَ وارتَفَع وخَرَج عن نَعْمَته وغُضُوضَتِه فاشتَدَّ. قال ذو الرُّمَّة:يُصــَعِّدْنَ رُقْشــاً بيــنَ عُــوجٍ كأَنَّهـا زِجَــاجُ القَنَـأ منهـا نَجِيـمٌ وعَـارِدُقال: والعَرَدَاتُ: وادٍ لبَجِيلةَ القَبِيلةِ المشهورة، نقله الصاغانيُّ. وعَرَادٌ، كسَحابٍ: نَبْتٌ صُلْبٌ مُنْتَصِبٌ. وفي اللسان: العَرَادُ والعَرَادَةُ: حَشِيشٌ طَيِّبُ الرِّيحِ .. وبه سمي الرجل. والعَرادة اسم أَفْرَاس من خَيْلِ الجاهليةِ، (ثم سماها) قال: وعَرَّادَةُ: بلدة قُرْبَ نَصِيبِينَ، بينها وبين رأْسِ عَيْنٍ، على رأْسِ تَلٍّ شِبْه القَلْعَة. ...والعَرِيد: البَعِيدُ (يَمَانِيَةٌ). والعَرِيد: العادَةُ يقال ما زالَ ذلك عَرِيدَه، أَي دَأْبَه وهِجِّيرَاه، عن اللِّحْيَانِيِّ. والعُرُّوَنْدُ، بضمتين والرّاءُ مُشَددة وسكون النون بعد واوٍ مفتوحة: حِصْنٌ بِصَنعاءِ اليَمَنِ عن الصاغانيِّ ... والعُرُدّ مثل عُتُلٍّ. قال الفراءُ: رُمْح عُرُدٌّ ووتَرٌ عُرُدٌّ: شَدِيدٌ. ...