
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هَــلَّ دَمْعِــي لِفُرْقَــةِ الْأَحْبـابِ
وَاغْتِرابِـي عَـنْ مَعْشـَرٍ بِالْحِضابِ
أُوطِنُوا الْجَزْعَ جَزْعَ بَيْتِ أَبِي مُو
سـَى إِلَـى النَّخْلِ بَيْنَ حِجْرٍ وَقابِ
مِــنْ مُلُــوكٍ مُتَــوَّجِينَ لَــدَيْهِ
وَكُهُــــولٍ أَعِفَّــــةٍ وَشـــَبابِ
وَبَهالِيــلَ كَــاللُّيُوثِ مَصالِيــ
ــتَ مَغاويرَ فِي الْحُرُوبِ اللِّجابِ
بِحُلُــــومٍ رَواجِـــحٍ وَبَهـــاءٍ
وَاقْتِـدارٍ عَلَـى الْأُمُـورِ الصِّعابِ
وَنِســــاءٍ حَواضـــِنٍ عـــاطِلاتٍ
وَبُــدُورٍ مَحْجُوبَـةٍ فِـي الْقِبـابِ
نـازِلاتٍ بَيْنَ الْحُجُونِ إِلَى الْخَيْـ
ـــفِ خَراعِيـبَ كَالـدُّمَى أَتْـرابِ
هـا هُـمُ نـازِلُونَ بِالـذِّكْرِ فِيهِ
حِيـنَ غـابُوا بِـهِ مَغِيبَ الشِّهابِ
أَســْعَدَتْهُمْ أَيَّـامُهُمْ ثُـمَّ وَلَّـوْا
مـا عَلَى الدَّهْرِ بَيْنَهُمْ مِنْ عِتابِ
فَهُـمُ الْمُطْعِمُـونَ جُـوداً فَعادُوا
طُعْمَــةً لِلثَّــرى وَصـُمِّ الْهِضـابِ
فَلِــيَ الْوَيْـحُ بَعْـدَهُمْ وَعَلَيْهِـمْ
وَإِلَيْهِــمْ مِـنْ بَعْـدِ ذاكَ مَـآبِي
كُــلُّ حَــيٍّ يَمُـوتُ حَقّـاً فَيُفْنِـي
ســـَبَبٌ غــالِبٌ مِــنَ الْأَســْبابِ
الحارِثُ بنُ مُضاضِ بنِ عَبْدِ المَسِيحِ بنِ نُفَيْلَةَ بنِ عَبْدِ المدانِ الجُرْهُمِيِّ، يُقالُ كانَ آخِرَ مُلُوكِ جُرهُمٍ فِي مَكَّةَ. وَقَدْ نُسِجَتْ حَوْلَ حَياةِ الحارِثِ قِصَصٌ وَحَوادِثُ عِدَّةٌ بَعْضُها أَشْبَهُ بِالأَساطِيرِ. وَثَمَّةَ اضْطِرابٌ فِي نِسْبَةِ شِعْرِهِ إِلَيْهِ وَشَكٌّ فِي مَدَى صِحَّتِهِ، فَقَدْ نُسِبَ ما قالَهُ مِنْ شِعْرٍ إِلَى مُضاضِ بنِ عَمْرو الجُرْهُمِيِّ، وَقِيلَ هُوَ لِعَمْرِو بنِ الحارِثِ بنِ مُضاضٍ الجُرْهُمِيِّ، وَهُمْ آخِرُ الجُرْهُمِيِّينَ الَّذِينَ كانُوا بِمَكَّةَ، وَفِي عَهْدِهِمْ زالَتْ وِلايَةُ البَيْتِ عَنْ جُرهُمٍ وَاسْتَوْلَتْ عَلَيْها خُزاعَةُ، وَيُرْوَى أَنَّ قبيلةَ جُرهُمٍ فِي آخِرِ عَهْدِهِمْ بِمَكَّةَ كانُوا قَد اسْتَخَفُّوا بِالمَناسِكِ وَالحَرَمِ، وَبَغَى بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، وَارْتَكَبُوا أُمُوراً عِظاماً، فَعاقَبَهُمْ اللّٰهُ بِأَنْواعٍ مِنَ العَذابِ شَتَّى كانَ آخِرَها إِخْراجُهُمْ مِنْ مَكَّةَ.وَيُرْوَى أَنَّ الحارِثَ بنَ مُضاضٍ اعْتَزَلَ قَوْمَهُ فِي حَرْبِهِمْ ضِدَّ خُزاعَةَ، وَعَمَدَ إِلَى ما كانَ عِنْدَهُ مِنْ مالِ الكَعْبَةِ، وَدَفَنَهُ فِي اللَّيْلِ فِي زَمْزَمَ، وَلَمْ يَزَلْ دارِساً حَتَّى اسْتَخْرَجَهُ عَبْدُ المَطَّلِبِ جَدُّ النَّبِيِّ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَوَرَدَ إِنَّ إِبِلاً لَلحارثِ نَزَعَتْ فَخَرَجَ فِي طَلَبِها حَتَّى وَجَدَ أَثَرَها وقَدْ دَخَلَتْ مَكَّةَ، فَمَضَى عَلَى الجِبالِ نَحْوَ أَجْيادٍ، حَتَّى ظَهَرَ عَلَى أَبِي قُبِيْسٍ يَتَبَصَّرُ الإِبِلَ فِي بَطْنِ وادِي مَكَّةَ، فَأَبْصَرَ الإِبِلَ تُنحَرُ وَتُؤْكَلُ وَلا سَبِيلَ لَهُ إِلَيْها، فَخافَ إِنْ هَبَطَ الوادِي أَنْ يُقْتَلَ، فَوَلَّى مُنْصَرِفاً إِلَى أَهْلِهِ وَأَنْشَأَ يَقُولُ:كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بَيْنَ الحُجُونِ إِلَى الصَّفاأَنِيــسٌ وَلَــمْ يَســْمُرْ بِمَكَّـةَ سـامِرُوَمِمّا اشْتُهِرَ عَنْ الحارِثِ بنِ مُضاضٍ أَنَّهُ تَغَرَّبَ حَتَّى ضُرِبَ بِهِ المَثَلُ فِي طُولِ الغُرْبَةِ، فَيُروى أنَّ قبيلةَ جُرهُمٍ هَلَكَتْ بِالوَباءِ فِي مُدَّةِ الحارِثِ بنِ مُضاضٍ، فَخَرَجَ الحارِثُ هارِباً يَجُولُ فِي الأَرْضِ، فَجالَ فِيها ثَلاثَمِئَةِ عامٍ، فَضَرَبَت العَرَبُ بِهِ الأَمْثالَ، وَمِنْ ذلِكَ قَوْلُ أَبِي تَمّامٍ:غُرْبَــةٌ تَقْتَــدِي بِغُرْبَــةِ قَيْـسِ بِـــــنِ زُهَيْــرٍ وَالحــارِثِ بْـنِ مُضـاضِ