
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَعـاذِلُ إِنْ يُصْبِحْ صَدايَ بِقَفْرَةٍ
بَعيِـداً نَـآنِي صاحِبِي وَقَرِيبي
تَرَيْ أَنَّ ما أَبْقَيْتُ لَمْ أَكُ رَبَّهُ
وَأَنَّ الَّـذي أَمْضَيْتُ كانَ نَصِيبي
وَذي إِبِـــلٍ وَيَحْســِبُها لَــهُ
أَخـي نَصـَبٍ فـي سَقِْيِها وَدَؤوبِ
غَـدَتْ وَغَـدا رَبٌّ سِواهُ يَسُوقُها
وَبَـدِّلَ أَحْجـاراً وَحـالَ قَلِيـبِ
وَحَثَّـتْ عَلَى جَمْعٍ وَمَنْعٍ وَنَفْسُها
لَهـا في صُرُوفِ الدَّهْرِ حَقٌّ ذُوبِ
وَكـائِنْ رَأَيْنا مِنْ كَريمٍ مُرَزِّأٍ
أَخِـي ثِقَـةٍ طَلْقِ الْيَدَيْنِ وَهُوبِ
شـَهِدْتُ وَفاتُوني وَكُنْتُ حَسِبْتُني
فَقُلْتُ إِلَى أَنْ يَشْهَدُوا وَتَغِيبي
وَقالَتْ أَلَا فَاسْمَعْ نَعِظْكَ بِخُطْبَةٍ
فَقِيراً سَمِعْنا فَانْطِقي وَأَصِيبي
فَلَـنْ تَنْطِقِي حَقّاً وَلَسْتِ بِأَهْلِهِ
فَقُبِّحْــتِ مِمّـا قـائِلٍ وَخَطِيـبِ
النَّمِرُ بْنُ تَوْلَبٍ شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ عاشَ أَكْثَرَ حَياتِهِ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأَدْرَكَ الإِسْلامَ فَأَسْلَمَ وَكَتَبَ لَهُ الرَّسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كِتاباً إِلَى قَوْمِهِ، وَكانَ كَرِيماً جَواداً كَثِيرَ العَطاءِ يُلَقَّبُ بِشاعِرِ الرَّبابِ، وَلَمْ يَمْدَحْ أَحَداً وَلا هَجَا أَحَداً، وَقَدْ سَمّاهُ أَبُو عَمْرِو بْنُ العَلاءِ الكَيِّسَ لِحُسنِ شِعْرِهِ، وَهُوَ مِنْ المُعَمَّرِينَ ذَكَرَ السّجِسْتانِيِّ أَنَّهُ عاشَ مِئَتَيْ عامٍ وَقَدْ خَرِفَ فِي آخِرِ حَياتِهِ، تُوُفِّيَ نَحْوَ عامِ 14لِلهِجْرَةِ.