
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حَتَّـى الـدِّيارُ مَحـا مَعارِفَ رَسْمِها
طُــولُ الْبِلَــى وَتَـراوُحُ الْأَحْقـابِ
فَكَأَنَّمــا كَتَـبَ الْيَهُـودُ رُسـُومَها
إِلَّا الْكَنيـــفَ وَمَعْقِــدَ الأَطْنــابِ
قَفْـراً كَأَنَّـكَ لَـمْ تَكُـنْ تَلْهُو بِها
فـــي نِعْمَــةٍ بِــأَوانِسٍ أَتْــرابِ
فَـاتْرُكْ تَـذَكُّرَ مـا مَضـَى مِنْ عِيشَةٍ
وَمَحِلَّــةٍ خَلَــفِ الْمَقــامِ يَبــابِ
وَاذْكُــرْ بَلاءَ مَعاشــِرٍ وَاشــْكُرْهُمُ
ســَارُوا بِــأَجْمَعِهِمْ مِـنَ الْأَنْصـابِ
أَنْصــابِ مَكَّــةَ عامِــدينَ لِيثْـرِبٍ
فــي ذىِ غَياطِــلَ جَحْفَــلٍ جَبْجـابِ
يَــدَعُ الْحُـزونَ مَناهِجـاً مَعْلومَـةً
فــي كُــلِّ نَشــْزٍ ظــاهِرٍ وِشـِعابِ
فِيــهِ الْجِيــادُ شـَوازِبٌ مَجْنُونَـةٌ
قُــبُّ الْبُطُــونِ لَواحِــقُ الْأَقْـرابِ
مِــنْ كُــلِّ سـَلْهَبَةٍ وَأَجْـرَدَ سـَلْهَبٍ
كَالســِّيدِ بــادَرَ غَفْلَـةَ الرُّقَّـابِ
جَيْــشٌ عُيَيْنَــةُ قاصــِدٌ بِلِــوائِهِ
فِيـــهِ وَصــَخْرٌ قــائِدُ الْأَحْــزابِ
قَرْمـانِ كَالْبَـدْرَينِ أَصـْبَحَ فِيهِمـا
غَيْــثُ الْفَقِيــرِ وَمَعْقِـلُ الْهُـرّابِ
حَتَّى إِذا وَرَدُوا الْمَدينَةَ وَارْتَدَوا
لِلْمَـــوْتِ كُـــلَّ مَجَـــرَّبٍ قَضــَّابِ
شــَهْراً وَعَشــْراً قـاهِرينَ مُحَمَّـداً
وَصـِحابُهُ فـي الْحَـرْبِ خَيْـرُ صـِحابِ
نــادَوا بِرِحْلَتِهِـمْ صـَبِيحَةَ قُلْتُـمُ
كِــدْنا نَكُـونُ بِهـا مَـعَ الخُيَّـابِ
لَـوْلا الْخَنـادِقُ غادَرُوا مِنْ جَمْعِهِمْ
قَتْلَــــى لِطَيْـــرٍ ســـُغَّبٍ وَذِئابِ
عبدُ اللهِ بنُ الزِّبَعْرى بنِ قيسِ بنِ عَدِيِّ السَّهميّ القُرَشيّ، أبو سعد، من بني سَهم من قبيلة قريش المُضَريّة العدنانيّة. شاعرُ قريش ومكّةَ الأوّل، عُرِفَ بِحُبِّهِ لقبيلتِهِ وتمسُكِّهِ في الدّفاعِ عنها والذّبّ عن مآثرِها، وكانَ لشعرِهِ دورٌ كبيرٌ في مناهضةِ الدّعوة الإسلاميّةِ والردّ على شعراءِ المسلمينَ من مثلِ حسّان بن ثابت وكعب بن مالك، وقد وثّقَ في شعرِهِ معظم المعارك الّتي قامت بين النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وقريش؛ من بدر وأحد والخندق وغيرها. هربَ بعد فتح مكّة إلى نجران، وهجاهُ حسّانُ بن ثابت بأبياتٍ جعلته يُعيدُ النّظرَ في موقفِهِ من النبيّ ويتوجّه إليه معتذراً ومعلناً إسلامَه، فقبلَ منه النبيّ وخلعَ عليهِ حُلّةً. وقد مدحَ ابنُ الزّعبرى النبيّ صلى الله عليه وسلّم بمجموعةٍ من القطع والقصائد، وشهدَ المشاهدَ في الإسلام، إلى أن توفّيَ في عهدِ الخليفةِ عمرَ بن الخطّاب نحو سنة 15 هـ. تغلُبُ على شعرِهِ النّزعةُ الحماسيّة، ولا يكادُ شعرُهُ يتجاوزُ وصفَ المعاركِ والمواقعِ والأحداثِ المتعلّقةِ بمكّةَ وقريش.