
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَمِـنْ رَسـْمِ دارٍ أَقْفَـرَتْ بِالْعَثاعِثِ
بَكَيْــتَ بِعَيْـنٍ دَمْعُهـا غَيْـرُ لابِـثِ
وَمِـنْ عَجَـبِ الْأَيَّـامِ وَالـدَّهْرُ كُلُّـهُ
لَــهُ عَجَــبٌ مِـنْ سـابِقاتٍ وَحـادِثِ
لِجَيْــشٍ أَتانـا ذى عُـرامٍ يَقُـودُهُ
عُبَيْدَةُ يُدْعَى في الْهِياجِ ابْنَ حارِثِ
لِنَتْــرُكَ أَصــْناماً بِمَكَّــةَ عُكَّفـاً
مَــوارِيثَ مَــوْروثٍ كَرِيـمٍ لِـوارِثِ
فَلَمَّــا لَقِينــاهُمْ بِسـُمْرِ رُدَيْنَـةٍ
وَجُـرْدٍ عِتـاقٍ فـي الْعَجـاجِ لَواهِثِ
وَبِيـضٍ كَـأَنَّ الْمِلْـحَ فَـوْقَ مُتُونِها
بِأَيْـدي كُمـاةٍ كَـاللُّيُوثِ الْعَوائِثِ
نُقِيـمُ بِهـا إِصْعارَ مَنْ كَانَ مائِلاً
وَنَشـْفِي الـذَّحُولَ عـاجِلاً غَيْـرَ لابِثِ
فَكُفُّـوا عَلَـى خَـوْفٍ شـَديدٍ وَهَيْبَـةٍ
وَأَعْجَبَهُــمْ أَمْـرٌ لَهُـمْ أَمْـرُ رائِثِ
وَلَـوْ أَنَّهُـمْ لَمْ يَفْعَلُوا ناحَ نِسْوَةٌ
أَيَـامَى لَهُـمْ مِـنْ بَيْنِ نَسْءٍ وَطامِثِ
وَقَـدْ غُـودِرَتْ قَتْلَـى يَخَبِّـرُ عَنْهُـمُ
حَفِـىٌّ بِهُـمْ أَو غافِـلٌ غَيْـرُ بـاحِثِ
فَـأَبْلِغْ أَبـا بَكْـرٍ لَـدَيْكَ رِسـالَةً
فَمـا أَنْـتَ عَـنْ أَعْراضِ فِهْرٍ بِماكِثِ
وَلَمَّــا تَجِـبْ مِنِّـي يَمِيـنٌ غَلِيظَـةٌ
نُجَــدِّدُ حَرْبـاً حَلْفَـةً غَيْـرَ حـانِثِ
عبدُ اللهِ بنُ الزِّبَعْرى بنِ قيسِ بنِ عَدِيِّ السَّهميّ القُرَشيّ، أبو سعد، من بني سَهم من قبيلة قريش المُضَريّة العدنانيّة. شاعرُ قريش ومكّةَ الأوّل، عُرِفَ بِحُبِّهِ لقبيلتِهِ وتمسُكِّهِ في الدّفاعِ عنها والذّبّ عن مآثرِها، وكانَ لشعرِهِ دورٌ كبيرٌ في مناهضةِ الدّعوة الإسلاميّةِ والردّ على شعراءِ المسلمينَ من مثلِ حسّان بن ثابت وكعب بن مالك، وقد وثّقَ في شعرِهِ معظم المعارك الّتي قامت بين النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وقريش؛ من بدر وأحد والخندق وغيرها. هربَ بعد فتح مكّة إلى نجران، وهجاهُ حسّانُ بن ثابت بأبياتٍ جعلته يُعيدُ النّظرَ في موقفِهِ من النبيّ ويتوجّه إليه معتذراً ومعلناً إسلامَه، فقبلَ منه النبيّ وخلعَ عليهِ حُلّةً. وقد مدحَ ابنُ الزّعبرى النبيّ صلى الله عليه وسلّم بمجموعةٍ من القطع والقصائد، وشهدَ المشاهدَ في الإسلام، إلى أن توفّيَ في عهدِ الخليفةِ عمرَ بن الخطّاب نحو سنة 15 هـ. تغلُبُ على شعرِهِ النّزعةُ الحماسيّة، ولا يكادُ شعرُهُ يتجاوزُ وصفَ المعاركِ والمواقعِ والأحداثِ المتعلّقةِ بمكّةَ وقريش.