
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَـنَـــعَ الرُّقــادَ بِلابِــلٌ وَهُمــومُ
وَاللَّيْـلُ مُعْـتَــلِجُ الـرِّواقِ بَهيــمُ
مِمَّـــا أَتانِــي أَنَّ أَحْمَــدَ لامَنِــي
فـيــهِ فَـبِــتُّ كَـأَنَّــنِـي مَحْـمـومُ
يـا خَيْـرَ مَـنْ حَمَلَـتْ عَلَـى أَوْصالِها
عَـيْــرانَــةٌ سـُرُحُ الْيَدَيْــنِ غَشـومُ
إِنِّــي لَمُـعْـتَــذِرٌ إِلَيْـكَ مِـنَ الَّذِي
أَسـدَيْتُ إِذْ أَنـا فِـي الضـَّلالِ أَهيـمُ
أَيَّــامَ تَـأْمُـــرُنِي بِـأَغْــوى خُطَّـةٍ
سَهْــمٌ وَتَـأْمُــرُنِـــي بِهـا مَخْـزومُ
وَأمُـدُّ أَسْبــابَ الـرَّدَى وَيَقُـودُنِــي
أَمْــرُ الْغُــواةِ وَأَمْرُهُــمْ مَشْــؤُومُ
فَـالْيَــوْمَ آمَـنَ بِالنَّـبِــيِّ مُحَـمَّـدٍ
قَـلْبِـــي وَمُـخْــطِــئُ هَـذِهِ مَحْـرومُ
مَضَــتِ الْعَـداوَةُ وَانْقَضـَتْ أَسـْبابُها
وَدَعَــتْ أَواصِــرُ بَـيْـنَـنــا وَحُلومُ
فَاغْــفِرْ فِـدَىً لَـكَ وَالِـدايَ كِلاهُمـا
زَلَلـي فَـــإِنَّكَ راحِـــمٌ مَــرْحــومُ
وَعَلَيْـــكَ مِـنْ عِلْـمِ الْمَليـكِ عَلامَـةٌ
نُـــورٌ أَغَـــرُّ وَخـاتَمٌ مَـخْــتُــومُ
أَعْـطـــاكَ بَعْــدَ مَحَـبَّــةٍ بُرْهـانَهُ
شَـرَفـــاً وَبُـرْهــانُ الإِلَـهِ عَظِـيـمُ
وَلَقَــدْ شَهِــدْتُ بِـأَنَّ دِينَــكَ صـادِقٌ
حَــقٌّ وَأَنَّــكَ فِـي الْعِبــادِ جَسـيـمُ
وَاللـهُ يَشْـهَــدُ أَنَّ أَحْمَــدَ مُصـْطَفىً
مُسْـتَـقْـبَــلٌ فـي الصَّالِحــينَ كَريمُ
قَــرْمٌ عَــلا بُنْـيــانُهُ مِـنْ هاشِــمٍ
فَــرْعٌ تَـمَـــكَّنَ فـي الـذُّرَى وَأُرومُ
عبدُ اللهِ بنُ الزِّبَعْرى بنِ قيسِ بنِ عَدِيِّ السَّهميّ القُرَشيّ، أبو سعد، من بني سَهم من قبيلة قريش المُضَريّة العدنانيّة. شاعرُ قريش ومكّةَ الأوّل، عُرِفَ بِحُبِّهِ لقبيلتِهِ وتمسُكِّهِ في الدّفاعِ عنها والذّبّ عن مآثرِها، وكانَ لشعرِهِ دورٌ كبيرٌ في مناهضةِ الدّعوة الإسلاميّةِ والردّ على شعراءِ المسلمينَ من مثلِ حسّان بن ثابت وكعب بن مالك، وقد وثّقَ في شعرِهِ معظم المعارك الّتي قامت بين النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وقريش؛ من بدر وأحد والخندق وغيرها. هربَ بعد فتح مكّة إلى نجران، وهجاهُ حسّانُ بن ثابت بأبياتٍ جعلته يُعيدُ النّظرَ في موقفِهِ من النبيّ ويتوجّه إليه معتذراً ومعلناً إسلامَه، فقبلَ منه النبيّ وخلعَ عليهِ حُلّةً. وقد مدحَ ابنُ الزّعبرى النبيّ صلى الله عليه وسلّم بمجموعةٍ من القطع والقصائد، وشهدَ المشاهدَ في الإسلام، إلى أن توفّيَ في عهدِ الخليفةِ عمرَ بن الخطّاب نحو سنة 15 هـ. تغلُبُ على شعرِهِ النّزعةُ الحماسيّة، ولا يكادُ شعرُهُ يتجاوزُ وصفَ المعاركِ والمواقعِ والأحداثِ المتعلّقةِ بمكّةَ وقريش.