
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـابنَ الخَلائِفِ مـا لـي بَعـدَ تَقرِبَةٍ
إِلَيـكَ أُقصـى وَفـي حالَيـكَ لـي عَجَبُ
مـا لـي أُذادُ وَأُقصـى حيـنَ أَقصِدُكُم
كَمـا تُـوُقِّيَ مِـن ذي العُـرَّةِ الجَـرَبُ
كَــأَنَّني لَــم يَكُـن بَينـي وَبَينَكُـم
إِلٌّ وَلا خُلَّــــةٌ تُرعـــى وَلا نَســـَبُ
لَـو كـانَ بِـالوُدِّ يُدنى مِنكَ أَزلَفَني
بِقُربِــكَ الــوُدُّ وَالإِشـفاقُ وَالحَـدَبُ
وَكُنــتُ دونَ رِجــالٍ قَــد جَعَلتُهُــم
دونـي إِذا مـا رَأَونـي مُقبِلا قَطَبوا
إِن يَسمَعوا الخَيرَ يُخفوه وَإِن سَمِعوا
شـَرّاً أَذاعوا وَإِن لَم يَسمَعوا كَذَبوا
رَأَوا صـُدودَكَ عَنّـي فـي اللِقاءِ فَقَد
تَحَــدَّثوا أَن حَبلــي مِنــكَ مُنقَضـِبُ
فَــذوا الشـَماتَةِ مَسـرورٌ بَهَيضـَتِنا
وَذو النَصـــيحَةِ وَالإِشـــفاقِ مُكتَئِبُ
هَلّا تَحَســَّبتَ عَــن عَــذري وَبَغيِهِــم
حَتّـى تَبِيـنَ عَلـى مَـن يَرجِـعُ الكَذِبُ
مـا كـانَ يَشـقى بِهـذا مِنـكَ مُرتَغِبٌ
خالٌ وَلا الجارُ ذو القُربى وَلا الجُنُبُ
أَيـنَ الذِمامَـةُ وَالحَـقُّ الَّـذي نَزَلَت
بِحِفظِـــهِ وَبِتَعظيــمٍ لَــهُ الكُتُــبُ
وَحَــوِكى الشــِعرَ أُصــفيهِ وَأنظِمُـهُ
نَظـمَ القَلائِدِ فيهـا الـدُرُّ وَالـذَهَبُ
وَهَــزِّيَ العيــسَ مِــن أَرضٍ يَمانِيَـةٍ
إِلَيـكَ خوصـاً بِهـا التَعيينُ وَالنُقَبُ
يَقــودُني الــوُدُّ وَالإِخلاصُ مُختَرَمــي
مِـن أَبعَـدِ الأَرضِ حَتّـى مَنزِلـي كَثَـبُ
وَكُنـتُ جـاراً وَضـيفاً مِنـكَ فـي خَفَرٍ
قَـد أَبصـَرَت مَنزَلـي فـي ظِلِّكَ العَرَبُ
وَكـانَ مَنعُـكَ لـي كَالنـار فـي عَلَمٍ
فَـردٍ يَشـُبُّ سـَناها الريـحُ وَالحَطَـبُ
وَإِن ســُخطَكَ شــَىءٌ لَــم أُنـاجِ بِـهِ
نَفسـي وَلَـم يَـكُ مِمّـا كُنـتُ أَكتَسـِبُ
لكِــن أَتــاكَ بِقَــولٍ كــاذِبٍ أَثِـمٍ
قَـومٌ بَغَـوني فَنـالوا فِيَّ ما طَلَبوا
وَمــا عَهِــدتُكَ فيمـا زَلَّ تَقطَـعُ ذا
قُربـى وَلا تَـدفَعُ الحَـقَّ الَّـذي يَجِـبُ
وَلا تُوَجَّـــعُ مِـــن حَـــقٍّ تَحَمَّلُـــهُ
وَلا تَتَبَّــعُ بِالتَكــديرِ مــا تَهَــبُ
فَقَـد تَقَرَّبـتُ جُهـداً مِـن رِضـاكَ بِما
كـانَت تُنـالُ بِـهِ مِـن مِثلِـكَ القُرَبُ
فَلا أَرانـــي بِإِخلاصـــى وَتَنقِيَــتي
لَــكَ الثَنـاءَ وَقُربـى مِنـكَ أَقتَـرِبُ
قَـد كَنـتُ أَحسـبُني غَيرَ الغَريب فَقَد
أَصـبَحتُ أُعلِـنُ أَنّـي اليَـومَ مُغتَـرِبُ
فَغَيــرَ دَفعِـكَ حَقّـي وَاِرتَفاضـَكَ لـي
وَطِيِّــكَ الكَشــح عَنّـي كُنـتُ أَحتَسـِبُ
أَمُشـــمِتٌ بِــيَ أَقوامــاً صــُدورُهُمُ
عَلَــيَّ مِنــكَ إِلـى الأَذقـان تَلتَهِـبُ
قَـد كُنـتُ أَحسـَبُ أَنّـي قَد لَجَأتُ إِلى
حِـــرزٍ وَأَلّا يَضــُرّوني وَإِن أَلبــوا
إِنَّ الَّـذي صـُنتُها عَـن مَعشـَرٍ طَلَبوا
مِنّـي إِلَـيَّ الَّـذي لَـم يُنجِـحِ الطَلَبُ
أَخلَصـتُها لَـكَ إِخلاصَ اِمرِىءٍ عَلِمَ الأَ
قــوامُ أَن لَيــسَ إِلّا فيــكَ يُرتَغَـبُ
أَصــبَحتَ تَــدفَعُها مِنّــي وَأَعطِفُهـا
عَلَيـكَ وَهـيَ لِمَـن يُحـبى بِهـا رَغَـبُ
فَـإِن وَصـَلتَ فَأَهـلُ العُـرفِ أَنتَ وَإِن
تَــدفَع يَــدَيَّ فَلـى بُقيـا وَمُنقَلَـبُ
فَـاِحفَظ ذِمامَـكَ وَاِعلَـم أَنَّ صُنعَكَ بي
بِمَســمَعٍ مٍــن عِــداة ضــَغنُهُم ذَرِبُ
إِنّــي كَريــمُ كِـرامٍ عِشـتُ فـي أَدَبٍ
نَفـى العُيـوب وَمَلـكُ الشـيمَةِ الأَدَبُ
قَــد يَعلَمـونَ بِـأَنَّ العُسـرَ مُنقَطِـعٌ
يَومــا وَأَنَّ الغِنــى لا بُـدَّ مُنقَلِـبُ
فَمــالُهُم حُبــسٌ فـي الحَـقِّ مُرتَهَـن
مِثــلُ الغَنـائِمِ تُحـوى ثُـمَّ تُنتَهَـبُ
وَمــا عَلــى جـارِهِم أَلّا يَكـونَ لَـهُ
إِذا تَكَنَّفَــــهُ أَبيـــاتُهُم نَشـــَبُ
لا يَفرَحـونَ إِذا مـا الـدَهرُ طاوَعَهُم
يَومـاً بِيُسـر وَلا يَشـكونَ إِن نُكِبـوا
قَــومٌ لَهُـم إِرثُ مَجـدٍ غَيـرُ مُؤتَشـَبٍ
تَنقـادُ طَوعـاً إِلَيـهِ العُجمُ وَالعَرَبُ
فَلا تَســــُرَّنَّكُم نَعمـــاءُ ذاهِبَـــةٌ
وَلا تَغُمَّنَكُــــم بَأســـاءُ تُقتَضـــَبُ
فـارَقتُ قَـومِيَ فَلَـم اَعتَض بِهِم عِوِضاً
والـدَهرُ يُحـدِثُ أَحـداثاً لَهـا نُـوَبُ
طُريح بن إسماعيل بن عبيد بن أُسَيد بن علاج بن أبي سلمة بن عبد العُزى (من ثقيف)، أبو الصلت.شاعر الوليد بن يزيد الأموي وخليله.وفي نهاية الأرب أن جدّه (سعيد بن عبيد) هو الذي رمى أبا سفيان بن حرب يوم الطائف فقلع عينه وفي الأغاني أن جد أمه (سباع بن عبد العزى) قتله حمزة بن عبد المطلب يوم أحد.نشأ في الطائف ثم رحل إلى دمشق ووفد على الوليد بن يزيد بن عبد الملك وكانت بينهما خؤولة، فقر به الوليد وأغدق عليه فمدحه طريح بشعره.وبعد مقتل الوليد سنة 126هـ انتهى ذكر الشاعر وقد أغفلت المصادر العلاقة بين طريح وغيره من الشعراء الذين التفوا حول الوليد مثل النابغة الشيباني وإسماعيل بن يسار وابن هرمة القرشي.ويقال أنه بقي إلى أول الدولة العباسية فمدح المنصور والسفاح.