
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نـامَ الخَلِيُّ مِن الهُمومِ وَباتَ لي
ليـــلٌ أَكابِــدُه وَهَــمٌّ مَضــلِعُ
وَســَهِرتُ لا أســرِى وَلا فـي لّـذَّةٍ
أَرَقـى وَأَغفَـلُ مـا لَقيـتُ الهُجَّعُ
أَبغـي وُجـوهَ مَخـارِجي مِـن تُهمَةٍ
أَزَمَـت عَلَـي وَسـُدَّ مِنهـا المَطلَعُ
جَزَعـاً لِمَعتَبَـةِ الوَليدِ وَلَم أَكُن
مَـن قَبـلِ ذاك مِن الحَوادِثِ أَجزَعُ
يـا بـنَ الخَلائِفِ إِنَّ سُخطَكَ لامرِىءٍ
أَمســـَيتَ عِصـــمَتَهُ بَلاءٌ مُفظِــعُ
فَلأُنزِعَــنَّ عَـن الَّـذي لَـم تَهـوَهُ
إِن كـانَ لـي وَرَأَيـتَ ذلِـكَ مَنزعُ
فَـاِعطِف فِـداكَ أَبـي عَلَـيَّ تَوَسُّعاً
وَفَضـيلَةً فَعَلـى الفَضـيلَةِ تَتبَـعُ
فَلَقَـد كَفـاكَ وَزادَ ما قَد نالَني
إِن كُنــت لــي بِبَلاء ضـُرٍّ تَقنَـعُ
ســِمَةٌ لِــذاكَ عَلَـيَّ جِسـمٌ شـاحِبٌ
بـــادٍ تَحَســُّرُهُ وَلَــونٌ أَســفَعُ
إِن كُنـتَ فـي ذَنـبٍ عَتَبـتَ فَإِنَّني
عَمّــا كَرَهــتَ لَنــازِعٌ مُتَصــَرِّعُ
وَيَئِســتُ مِنـكَ فَكُـلُّ عُسـرٍ باسـِطٌ
كَفّــا إِلَــيَّ وَكُــلُّ يُسـرٍ أَقطَـعُ
مِـن بَعـدِ أَخذي مِن حِبالِكَ بِالَّذي
قَــد كُنـتُ أَحسـَبُ أَنَّـهُ لا يُقطَـعُ
فَـاَربُب صـَنيعَكَ بـي فَـإِنَّ بِأَعيُنٍ
لِلكاشــِحينَ وَسـَمعِهِم مـا تَصـنعُ
أَدَفعتَنـي حَتّـى اِنقَطَعـتُ وَسـُدِّدَت
عَنّـي الوُجـوه وَلَم يَكُن لي مَدفَعُ
وَرُجيـتُ وَاِتُّقِيَـت يَـدايَ وَقيلَ قَد
أَمســى يَضــُرُّ إِذا أَحَـبَّ وَيَنفَـعُ
وَدَخَلـتُ فـي حَرَمِ الذِمامِ وَحاطَني
خَفَــرٌ أَخَــذتُ بِـه وَعَهـدٌ مولِـعُ
أَفهـادِمٌ مـا قَـد بَنَيـتَ وَخـافِضٌ
شـَرَفي وَأَنـتَ لِغَيـرِ ذلِـكَ أَوسـَعُ
أَفَلا خَشــيتَ شــَماتَ قَـومٍ فُتَّهُـم
ســَبقا وَأَنفُســُهُم عَلَيـكَ تَقَطَّـعُ
وَفَضـَلتَ فـي الحَسـَبِ الأَشَمِّ عَلَيهِم
وَصَنَعتَ في الأَقوامِ ما لَم يَصنَعوا
فَكَــأَنَّ آنُفَهُــم بِكُــلِّ صــَنيعَةٍ
أَســدَيتَها وَجَميــلِ فِعـلٍ تُجـدَعُ
وَدّوا لَــو أَنَّهُـم يَنـالُ أَكُفَّهُـم
شــَلَل وَأَنَّـكَ عَـن صـَنيعِكَ تَنـزِعُ
أَو تَســتَليمُ فَيَجعَلــوكَ أُســوَةً
وَأَبـي المَلامَ لَكَ النّدى وَالمَوضِعُ
طُريح بن إسماعيل بن عبيد بن أُسَيد بن علاج بن أبي سلمة بن عبد العُزى (من ثقيف)، أبو الصلت.شاعر الوليد بن يزيد الأموي وخليله.وفي نهاية الأرب أن جدّه (سعيد بن عبيد) هو الذي رمى أبا سفيان بن حرب يوم الطائف فقلع عينه وفي الأغاني أن جد أمه (سباع بن عبد العزى) قتله حمزة بن عبد المطلب يوم أحد.نشأ في الطائف ثم رحل إلى دمشق ووفد على الوليد بن يزيد بن عبد الملك وكانت بينهما خؤولة، فقر به الوليد وأغدق عليه فمدحه طريح بشعره.وبعد مقتل الوليد سنة 126هـ انتهى ذكر الشاعر وقد أغفلت المصادر العلاقة بين طريح وغيره من الشعراء الذين التفوا حول الوليد مثل النابغة الشيباني وإسماعيل بن يسار وابن هرمة القرشي.ويقال أنه بقي إلى أول الدولة العباسية فمدح المنصور والسفاح.