
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إذا طرقـت ليلـى الرفاق بغمرة
وقـد بهر الليل النجوم الطوالع
وإنـي اهتـدت ليلـى لعـوج مناخة
ومـن دون ليلـى يذبل فالقماقع
فأعطتـك آيـات المنى غير أنها
كـــوذاب أن حصــلتها وخــوادع
تخطـت إلينـا هـول كـل تنوفـة
تطـل الصبا في عرضها والترائع
علـى حين ضم الليل من كل جانب
جنـاحيه وانقضـت نجـوم ضواجع
وأعجلهـا عـن زورة لم أفز بها
من الصبح حاد برعج الليل ساطع
طعمــت بليلـى أن تربـع وإنمـا
تقطـع أعنـاق الرجال المطامع
وبـايعت ليلى في الخلاء ولم يكن
شـهود علـى ليلـى عـدول مقانع
ومـا كـل ما منتك نفسك مخلياً
يكـون ولا كـل الهوى أنت تابع
بكـى صـاحبي مـن حاجـة عرضت له
وهــن بـأعلى ذي سـدير خواضـع
ومـا أنـت من شيء إذا كنت كلما
تـذكرت ليلـى مـاء عينـك دامع
البَعِيثُ هُوَ خِداشَ بْنُ بِشْرٍ، مِنْ بَنِي مُجاشِعَ أَحَدِ بُطونِ تَمِيمٍ، وَكَانَتْ أُمُّهُ فارِسيَّةً، وَهُوَ شاعِرٌ مِنْ شُعَراءِ العَصْرِ الأُمَويِّ، عَدَّهُ ابْنُ سَلَّامٍ فِي طَبَقاتِهِ مِنْ شُعَراءِ الطَّبَقَةِ الثّانِيَةِ مِنَ الإِسْلَامِيِّينَ، وَوَصَفَهُ بِأَنَّهُ شاعِرٌ فاخِرُ الكَلامِ حُرُّ اللَّفْظِ، وَقَدْ نَشَبَتْ مُهاجاةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ جَريرٍ، وَذَلِكَ بَعْدَ أَنْ أَعَانَ البَعِيثُ غَسّانَ السَّلِيطِيَّ عَلَى جَريرٍ، وَقَدْ غَلَبَهُ جَريرٌ وأَخْمَلُهُ. وَكَانَ البَعِيثُ خَطِيباً مُفَوَّهاً، قَالَ فِيه الجاحِظُ: أَخْطَبُ بَنِي تَمِيمٍ إِذا أَخَذَ القَناةَ، عَاشَ فِي البَصْرَةِ وَانْتَقَلَ إِلَى الشّامِ، وتُوُفِّيَ نَحْوَ سَنَةِ 134 لِلْهِجْرَةِ.