
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هَـلْ لِشـَبَابٍ فَـاتَ مِنْ مَطْلَبِ
أَمْ ما بُكَاءُ الْبَائِسِ الْأَشْيَبِ
إِلَّا الْأَضـَالِيلَ وَمَـنْ لَا يَـزَلْ
يُـوفِي عَلَـى مَهْلِكِـهِ يَعْصـَبِ
بُـدِّلْتُ شـَيْباً قَـدْ عَلَا لِمَّتِي
بَعْــدَ شــَبَابٍ حَسـَنٍ مُعْجِـبِ
صــَاحْبْتُهُ ثُمَّــتَ فَــارَقْتُهُ
لَيْـتَ شـَبَابِي ذَاكَ لَمْ يَذْهَبِ
وَقَـدْ أُرَانِي وَالْبِلَى كَاسْمِهِ
إذْ أنا لَمْ أَصْلَعْ وَلَمْ أَحْدَبِ
وَلَـمْ يُعِرْنِي الشَّيْبُ أَثْوَابَهُ
أُصْبِي عُيُونَ الْبِيضِ كَالرَّبْرَبِ
كَأَنَّمــا يَــوْمِيَ حَـوْلٌ إِذا
لَـمْ أَشْهَدِ اللَّهْوَ وَلَمْ أَلْعَبِ
وقَهْــوَةٍ صـَهْباءَ باكَرْتُهـا
بِجُهْمَـةٍ والـدِّيكُ لَـمْ يَنْعَبِ
وَطَامِـحِ الرَّأْسِ طَوِيلِ الْعَمَى
يَــذْهَبُ جَهْلاً كُلَّمــا مَـذْهَبِ
كَــوَيْتُهُ حِيـنَ عَـدَا طَـوْرَهُ
فِي الرَّأْسِ مِنْهُ كِيَّةَ الْمُكْلَبِ
وَغَــارَةٍ شـَعْوَاءَ نَاصـَبْتُها
بِســَابِحٍ ذِي حُضــُرٍ مُلْهَــبِ
تَـرَاهُ بِالْفَارِسِ مِنْ بَعْدِ ما
نكَّــسَ ذُو اللَّأْمَـةِ كَـالْأَنْكَبِ
وصــَاحِبٍ نَبَّهْتُــهُ مَوْهِنــاً
لَيْــسَ بِأَنَّــاحٍ وَلَا جَــأْنَبِ
أرْوَعَ بُهْلُـولٍ خَمِيـصِ الْحَشا
كَالنَّصـْلِ ما تَرْكَبْ بِهِ يَرْكَبِ
فَقَـامَ وَسـْنَانَ إِلَـى رَحْلِـهِ
وَجَســـْرَةٍ دَوْســَرَةٍ ذِعْلِــبِ
وَمَرْبَــأٍ كَــالزُّجِ أَشـْرَفْتُهُ
وَالشَّمْسُ قَدْ كَادَتْ وَلَمْ تَغْرُبِ
تَلُفُّنِـي الرِّيـحُ عَلَـى رَأْسِهِ
كَــأَنَّنِي صـَقْرٌ عَلَـى مَرْقَـبِ
ذَاكَ وَمَــوْلِيٌّ يَمُـجُّ النَّـدَى
قُرْيَــانُهُ أَخْضــَرُ مُغْلَـوْلَبِ
قَفْـرٍ حَمَتْهُ الْخَيْلُ حَتَّى كَأَنْ
زاهِــرُهُ أُغْشــِيَ بِـالزَّرْنَبِ
جَـادَ السـَّما كَانَ بِقُرْيانِهِ
بِـالنَّجْمِ وَالنَّثْرَةِ وَالْعَقْرَبِ
كَــأَنَّ أَصــْوَاتَ عَصــَافِيرِهِ
أَصـْوَابُ رَاعِـي ثَلَّـةٍ مُحْصـِبِ
قُـدْتُ بْـهِ أَجْـرَدَ ذَا مَيْعَـةٍ
عَبْـلَ الشَّوَى كَالصَّدَعِ الْأَشْعَبِ
فَــرْداً تُغَنِّينِــي مُكَـاكِيُّهُ
تَغَنِّـيَ الْوُلْـدَانِ وَالْمَلْعَـبِ
الأسودُ بنُ يُعْفُرَ النهشليّ، أبو الجرّاح، شاعرٌ من بني نهشل المنحدرينَ من قبائلِ تميم، عَدّه ابنُ سلام الجحيّ في شعراءِ الطّبقةِ الثامنة. اشتُهِر بكثرة تنقّله بين القبائل العربيّة طلباً للإجارة إذ كان على خلافٍ مع قومِه، وأنتجت كثرة تنقّله الكثير من القصائد والمقطوعات في مدح القبائل العربيّة أو هجائها، وهو من الشُّعراءِ العُشْي (أي المكفوفين)؛ إذ كُفّ بصره في آخر حياته، وأشار في شعره إلى شيخوخته وشيبه وكثرت مقطوعات اشتياقه إلى الشّباب وأيّام اللهو فيه.