
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نَـامَ الْخَلِـيُّ وَمَـا أُحِـسُّ رُقَادِي
وَالْهَــمُّ مُحْتَضــِرٌ لَـدَيَّ وِسـَادي
مِـنْ غَيْـرِ مـا سـَقَمٍ وَلَكِنْ شَفَّنِي
هَــمٌّ أَرَاهُ قَــدْ أَصـَابَ فُـؤَادي
وَمِـنَ الْحَـوَادِثِ لَا أَبا لَكِ أَنَّنِي
ضــُرِبَتْ عَلَــيَّ الْأَرْضُ بِالْأَســْدَادِ
لَا أَهْتَـدِي فِيهـا لِمَوْضـِعِ تَلْعَـةٍ
بَيْـنَ الْعِـرَاقِ وَبَيْـنَ أَرْضِ مُرَادِ
وَلَقَـدْ عَلِمْـتُ سِوَى الَّذِي نَبَّأْتِنِي
أَنَّ السـَّبِيلَ سـَبِيلُ ذِي الْأَعْـوَادِ
إنَّ الْمَنِيَّــةَ وَالْحُتُـوفَ كِلَاهُمـا
يُـوفِي الْمَخَـارِمَ يَرْقُبَانِ سَوَادِي
لَـنْ يَرْضـَيَا مِنِّـي وَفَـاءَ رَهِينَةٍ
مِــنْ دُونِ نَفْسـِي طَـارِفِي وَتِلَادِي
مــاذَا أُؤَمِّــلُ بَعْـدَ آلِ مُحَـرِّقٍ
تَرَكُـوا مَنَـازِلَهُمْ وَبَعْـدَ إيـادِ
أَهْـلِ الْخَوَرْنَـقِ وَالسَّدِيرِ وَبَارِقٍ
وَالْقَصـْرِ ذِي الشُّرُفاتِ مِنْ سِنْدَادِ
أَرْضــاً تَخَيَّرَهـا لِـدَارِ أَبِيهُـمِ
كَعْـبُ بْـنُ مَامَـةَ وَابْنُ أُمِّ دُؤَادِ
جَـرَتِ الرِّياحُ عَلَى مَكَانِ دِيَارِهِمْ
فَكَأَنَّمــا كَـانُوا عَلَـى مِيعـادِ
وَلَقَـدْ غَنُـوا فِيها بِأَنْعَمِ عِيشَةٍ
فِــي ظِـلِّ مُلْـكٍ ثَـابِتِ الْأَوْتـادِ
نَزَلُـوا بِـأَنْقِرَةٍ يَسـِيلُ عَلِيهِـمُ
مَـاءُ الْفُـرَاتِ يَجِيـءُ مِنْ أَطْوَادِ
أَيْـنَ الَّذِين بَنَوْا فَطَالَ بِنَاؤُهُمْ
وَتَمَتَّعُــــوا بِالْأَهْـــلِ وَالْأَوْلَادِ
فَـإِذا النَّعِيمُ وَكُلُّ ما يُلْهَى بِهِ
يَوْمـاً يَصـِيرُ إِلَـى بِلَـىً وَنَفَادِ
فِـي آلِ غَـرْفٍ لَوْ بَغَيْتِ لِيَ الْأُسَى
لَوَجَــدْتِ فِيهِـمْ أُسـْوَةَ الْعُـدَّادِ
مَـا بَعْـدَ زَيْـدٍ في فَتَاةٍ فُرِّقُوا
قَتْلاً وَنَفْيــاً بَعْـدَ حُسـْنِ تَـآدي
فَتَخَيَّـرُوا الْأَرْضَ الْفَضـَاءَ لِعِزِّهِمْ
وَيَزِيـدُ رَافِـدُهُمْ عَلَـى الرُّفَّـادِ
إمَّـا تَرَيْنِـي قَـدْ بَلِيتُ وَغَاضَنِي
مـا نِيـلَ مِـنْ بَصَرِي وَمِنْ أَجْلَادي
وعَصـَيْتُ أَصْحَابَ الصَّبَابَةِ وَالصِّبَا
وَأَطَعْــتُ عَــاذِلَتِي وَلَانَ قِيـادي
فَلَقَـدْ أَرُوحُ عَلَى التِّجَارِ مُرَجَّلاً
مَــذِلاً بِمَــالِي لَيِّنـاً أَجْيَـادي
وَلَقَـدْ لَهَـوْتُ وَللشـَّبابِ لَـذَاذَةٌ
بســُلَافَةٍ مُزِجَــتْ بِمـاءِ غَـوَادي
مِـنْ خَمْـرِ ذِي نَطَـفٍ أغَـنَّ مُنَطَّـقٍ
وَافَــى بِهـا لِـدَرَاهِمِ الْأَسـْجَادِ
يَسـْعَى بِهـا ذُو تُـومَتَيْنِ مُشـَمِّرٌ
قَنَــأَتْ أَنـامِلُهُ مِـنَ الْفِرْصـَادِ
والْبِيضُ تَمْشِي كَالْبُدُورِ وَكَالدُّمَى
وَنَـــوَاعِمٌ يَمْشــِينَ بِالْأَرْفــادِ
وَالْبِيـضُ يَرْمِيـنَ الْقُلُوبَ كَأَنَّها
أُدْحِــيُّ بَيْــنَ صــَرِيمَةٍ وَجَمَـادِ
يَنْطِقْــنَ مَعْرُوفـاً وَهُـنَّ نَـوَاعِمٌ
بِيـضُ الْوُجُـوهِ رَقِيقَـةُ الْأَكْبَـادِ
يَنْطِقْـنَ مَخْفُـوضَ الْحَدِيثِ تَهَامُساً
فَبَلَغْـنَ مـا حَـاوَلْنَ غَيْرَ تَنادِي
وَلَقَــدْ غَـدَوْتُ لِعَـازِبٍ مُتَنـاذِرٍ
أَحْـوَى الْمَـذَانِبِ مُؤْنِـقِ الرُّوَّادِ
جَــادَتْ ســَوارِيهِ وَآزَرَ نَبْتُــهُ
نُفَــأٌ مِـنَ الصـَّفْرَاءِ وَالزُّبَّـادِ
بِـالْجَوِ فَـالْأَمَرَاتِ حَـوْلَ مُغَـامِرٍ
فَبِضـــَارِجٍ فَقَصــِيمَةِ الطُّــرَّادِ
بِمُشـــَمِّرٍ عِتِــدٍ جَهِيــزٍ شــَدُّهُ
قَيْـدِ الْأَوَابِـدِ وَالرِّهـانِ جَـوَادِ
يَشـْوِي لَنَا الْوَحَدَ الْمُدِلَّ بِحُضْرِهِ
بِشــَرِيجِ بَيْـنَ الشـَّدِّ وَالْإِيـرَادِ
وَلَقَـدْ تَلَـوْتُ الظَّـاعِنِينَ بِجَسْرَةٍ
أُجُــدٍ مُهَـاجِرَةِ السـِّقَابِ جَمَـادِ
عَيْرَانَـةٍ سـَدَّ الرَّبِيـعُ خَصاصـَها
مَـا يَسـْتَبِينُ بِهـا مَقِيـلُ قُرَادِ
فَــإِذا وَذَلِـكَ لَا مَهَـاهَ لِـذِكْرِهِ
وَالـدَّهْرُ يُعْقِـبُ صـَالِحاً بِفَسـَادِ
الأسودُ بنُ يُعْفُرَ النهشليّ، أبو الجرّاح، شاعرٌ من بني نهشل المنحدرينَ من قبائلِ تميم، عَدّه ابنُ سلام الجحيّ في شعراءِ الطّبقةِ الثامنة. اشتُهِر بكثرة تنقّله بين القبائل العربيّة طلباً للإجارة إذ كان على خلافٍ مع قومِه، وأنتجت كثرة تنقّله الكثير من القصائد والمقطوعات في مدح القبائل العربيّة أو هجائها، وهو من الشُّعراءِ العُشْي (أي المكفوفين)؛ إذ كُفّ بصره في آخر حياته، وأشار في شعره إلى شيخوخته وشيبه وكثرت مقطوعات اشتياقه إلى الشّباب وأيّام اللهو فيه.