
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
الأسودُ بنُ يُعْفُرَ النهشليّ، أبو الجرّاح، شاعرٌ من بني نهشل المنحدرينَ من قبائلِ تميم، عَدّه ابنُ سلام الجحيّ في شعراءِ الطّبقةِ الثامنة. اشتُهِر بكثرة تنقّله بين القبائل العربيّة طلباً للإجارة إذ كان على خلافٍ مع قومِه، وأنتجت كثرة تنقّله الكثير من القصائد والمقطوعات في مدح القبائل العربيّة أو هجائها، وهو من الشُّعراءِ العُشْي (أي المكفوفين)؛ إذ كُفّ بصره في آخر حياته، وأشار في شعره إلى شيخوخته وشيبه وكثرت مقطوعات اشتياقه إلى الشّباب وأيّام اللهو فيه.
عَمْرُو بْنُ قَمِيئَةَ، مِنْ قَبِيلَةِ بَكْرِ بْنِ وائِلٍ، وهو مِنْ أَقْدَمِ الشُّعَراءِ الجاهِلِيِّينَ، شاعِرٌ فَحْلٌ صَنَّفُهُ ابْنُ سَلّامٍ فِي الطَّبَقَةِ الثّامِنَةِ مِنْ طَبَقاتِ فُحُولِ الشُّعَراءِ، اشْتُهِرَ بِمُرافَقَتِهِ لِاِمْرِئِ القَيْسِ فِي رِحْلَتِهِ إِلَى مَلِكِ الرُّومِ، وَإِيّاهُ عَنَى امْرَؤُ القَيْسِ بِقَوْلِهِ (بَكَى صاحِبِي لَما رَأَى الدَّرْبَ دُونَهُ)، وَقد تُوُفِّيَ فِي رِحْلَتِهِ هذِهِ فَسُمِّيَ عَمْراً الضّائِعَ، وَكانَتْ وَفاتُهُ نَحْوَ عامِ 85هـ/ 540م.
السُّليك بن السُّلَكة هو السُّليك بنُ بنُ عمرِو بنِ سنان، من قبيلةِ سعد بنِ زيد مناة المنحدرة من قبائل تميم النّزارية العدنانيّة. والسُّلَكَة: أمُّه، ويُنسَب إليها. شاعرٌ جاهليٌّ من كبارِ الشّعراءِ الصّعاليك، عُرِفَ بغاراتِهِ على قبائلِ مراد وخثعم وبكر بن وائل، وكان معروفاً بشدّة البأس والقدرةِ الفائقةِ على العَدْو والمعرفة العظيمة بالصّحراء والمفاوز والقفار. يُعَدّ من أغربةِ العرب؛ لسوادِ بشرتِهِ ونسبتِهِ إلى أمِّه وشجاعتِهِ وشاعريّته، وقد قُتِل على يد أنس بن مدرك الخثعميّ نحو سنة 17ق.ه/606م. عدّهُ المفضّل الضبّيّ من أشدّ رجال العرب وأنكرِهم وأشعرِهم، ويدورُ شعرُه حول وصفِ صعلكتِهِ وغاراتِهِ ومشاهدِه.
امرُؤ القيس بن حُجر بن الحارث الكِنْدِيّ، يُلقّبُ بالملك الضّلّيل وبذي القُروح. شاعرٌ جاهليٌّ كبيرٌ من قبيلةِ كندة الّتي شكّلت مملكةً في نجد قبل الإسلام، تُوفّيَ نحو 85ق.ه/545م. عاشَ مرحلتينِ بارزتينِ من حياته؛ ابتدأت الأولى منذُ صباه وتميّزت بالتّرفِ واللَّهو النّاتجينِ عن كونِهِ ابناً لأسرةٍ ملكيّة، والأخرى ابتدأت بمقتل أبيه الملك حُجر بن الحارث على يد قبيلةِ أسد، وهي مرحلة امتازت بالحروب وطلب الثّأرِ والتنقّل بين القبائل العربيّة إلى أن وصلَ إلى قيصرِ الرّوم طلباً للمساعدة، وهناك أهداهُ الملكُ حلّةً مسمومةً جعلته يموتُ بمرضٍ جلديّ. يُعَدّ شاعراً من أهمّ الشّعراء العرب على مرّ العُصور؛ فهو من أصحاب الطّبقة الأولى وله المعلّقة الأشهر في الأدب العربيّ، وقد اعتُنِيَ بديوانه عناية بالغة في القديم والحديث. أمّا موضوعاتُ شعرِه فتركّز على الوصف والطّبيعة والأطلال ووصفِ الفرس والصّيد والمرأة واللّهو، بالإضافة إلى الشّعر المقولِ في التأريخِ لمقتل أبيه والأحداث اللّاحقة.
طَرَفَةُ بْنُ العَبْدِ بْنِ سُفْيانَ بْنِ سَعْد بن مالكٍ، من قبيلة بكْرِ بن وائِلٍ، مِنْ أَشْهَرِ شُعَراء الجاهِلِيَّةِ، وَمِنْ أَصْحابِ المُعَلَّقاتِ، وُلِدَ فِي بادِيَةِ البَحْرَيْنِ، وَنَشَأَ يَتِيماً، وَامْتازَ بِالذَكاءِ وَالفِطْنَةِ مُنْذُ صِغَرِهِ، وَأَقْبَلَ فِي شَبابِهِ عَلَى حَياةِ اللَّهْوِ وَالمُجُونِ وَمُعاقَرَةِ الخَمْرِ، ثُمَّ وَفَدَ عَلَى عَمْرِو بْنِ هِنْدٍ مَلِكِ الحَيْرَةِ مَعَ خالِهِ المُتَلَمِّسِ وَأَصْبَحَ مِنْ نُدَمائِهِ، وَقَدْ أَمَرَ عَمْرُو بْنُ هِنْدٍ عامِلَهُ فِي البَحْرَيْنِ أَنْ يَقْتُلَ طَرَفَةَ لِهَجاءٍ قالَهُ فِيهِ، فَقَتَلَهُ وَقَدْ بَلَغَ العِشْرِينَ وَقِيلَ سِتّاً وَعِشْرِينَ سَنَةً، كانَتْ وَفاتُهُ نَحْوَ سَنَةٍ (60 ق.هـ/ 565م).
زُهَيْرُ بْنُ أَبِي سُلْمَى رَبِيعَةَ بْنِ رَباحٍ، المُزَنِيّ نَسَباً، الغَطَفانِيُّ نَشْأَةً، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ مِنْ أَصْحابِ المُعَلَّقاتِ، وَمِنْ أَصْحابِ الطَبَّقَةِ الأُولَى بَيْنَ الشُّعَراءِ الجاهِلِيِّينَ، عاشَ فِي بَنِي غَطَفانَ وَعاصَرَ حَرْبَ داحِس وَالغَبْراءَ، وَكَتَبَ مُعَلَّقَتَهُ يَمْدَحُ هَرِمَ بْنَ سِنان وَالحارِثَ بْنَ عَوْفٍ اللَّذَيْنِ ساهَما فِي الصُّلْحِ وَإِنْهاءِ الحَرْبِ، تُوُفِّيَ حَوالَيْ سَنَةِ 13 قَبْلَ الهِجْرَةِ.
عَبِيدُ بنُ الأبرصِ الأسديّ، أبو زِياد، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ قَديم، تُوفّيَ نحو 77ق.ه/545م. أحدُ شعراءِ المعلّقاتِ في تصنيف التّبريزيّ وشعراء المجمهراتِ في تصنيف أبي زيدٍ القرشيّ، وعدّه ابنُ سلّام في شعراء الطّبقة الرّابعة. كانَ شاعرَ قبيلتِهِ "أسد" وأحد وجهائها الكبار، اشْتُهِرَ بتوثيقِهِ لمآثرِ قبيلتِهِ لا سيّما حادثة قتلِهِم للملك الكِنْدِيّ "حُجر بن الحارث"، وفي شعرِهِ مناكفاتٌ مع امرئ القيس الّذي كان يطلبُ ثأرَه في قبيلةِ عَبيد. يُعَدّ في الشّعراء المعمّرين، وتدور موضوعاتُ شعرِهِ حول الحكمة ووصف الشّيب والشّيخوخة، بالإضافة إلى شعرِهِ في الفخر بنفسهِ وقبيلتِه، وشعرِهِ في وصفِ العواصفِ والأمطار. يرى كثيرٌ من الباحثين أنّ شعرَهُ مضطربٌ من النّاحية العروضيّة، ويستدلّ آخرون بشعرِهِ على أنّه ممثّل لبدايات الشّعر العربيّ. قُتِلَ على يدِ المنذر بن ماء السّماء بسببِ ظهورِهِ عليهِ في يومِ بُؤسِهِ كما تقولُ الرّواياتُ التّاريخيّة.
هو عروة بن الورد بن حابس العبسيّ، من قبيلةِ عبس المنحدرةِ من قبائلِ غطفان النزاريّة العدنانيّة، كُنيتُهُ أَبو نجد، شاعِرٌ وفارسٌ من رؤوسِ الصّعاليكِ في العصرِ الجاهليّ، وقد لُقِّبَ بأبي الصّعاليك لأنّه كان يحمي الصّعاليك ويقودُهم في الغارات، كما أنّه أحدُ المنظّرين الكبار للصّعلكة في الشّعر الجاهليّ؛ فقد نظّرَ لضرورةِ ثورةِ الصّعاليك على الأغنياء وإعادة علاقات التّوازن الاقتصاديّ في المجتمع. اشتُهِرَ بكرمِهِ وجودِهِ وحمايتِه للضّعفاء والملهوفين ودعوته إلى مكارم الأخلاق. تدورُ معظمُ قصائدُه حول الصّعلكة وضرورة الضّرب في الأرض بحثاً عن الرّزق، كما أنّ له قصائد في بعض الشؤون القبليّة في عصرِه.
السَّمَوْأَلُ بْنُ عُرَيضِ بْنِ عادِياءَ، مِنْ قَبِيلَةِ الأَزْدِ، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ، جَعَلَهُ ابْنُ سَلامٍ عَلَى رَأْسِ طَبَقَةِ الشُّعَراءِ اليَهُود، لَهُ حِصْنٌ مَشْهُورٌ بِتَيْماءَ يُسَمَّى الأَبْلَق، عُرِفَ السَّمَوْأَلُ بِالوَفاءِ وَلَهُ قِصَّةٌ مَشْهُورَةٌ حَوْلَ حِفْظِهِ لِدُرُوعِ امْرِئِ القَيْسِ، وَهُوَ مِنْ الشُّعَراءِ المُقِلِّينَ وَأَشْهَرُ شِعْرِهِ لامِيَّتُهُ الَّتِي مَطْلَعُها: (إِذا المَرْءُ لَمْ يَدْنُسْ مِنْ اللُّؤْمِ عِرْضُهُ فَــكُـــلُّ رِداءٍ يَــرْتَـــدِيـــهِ جَــمِــيــلُ) وَقَدْ نُسِبَتْ لِغَيْرِهِ، وَكانَتْ وَفاتُهُ نَحْوَ عامِ 65ق.هـ المُوافِقُ لعامِ 560م.
أَوسُ بنُ حَجَرٍ، مِن بَنِي تَمِيمٍ، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ مُقَدَّمٌ، كانَ يُعَدُّ شاعِرَ مُضَرَ فِي الجاهِلِيَّةِ لَم يَتَقَدَّمْهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ حَتَّى نَشَأَ النّابِغَةُ وَزُهَيْرٌ فَأَخْمَلاهُ، وَهُوَ زَوْجُ أُمِّ زُهَيْرِ بنِ أَبِي سُلْمَى، وَكانَ زُهَيْرٌ راوِيَتَهُ، وَقَدْ عَدَّهُ ابنُ سَلَّامٍ فِي طَبَقاتِهِ مِن شُعَراءِ الطَّبَقَةِ الثّانِيَةِ، وَكانَ أَوسٌ مُعاصِراً لِعَمْرِو بنِ هِندٍ، وَنادَمَ مُلُوكَ الحِيْرَةِ. عُمِّرَ طَوِيلاً وَتُوُفِّيَ نَحْوَ السَّنَةِ الثّانِيَةِ قَبْلَ الهِجْرَةِ.
عَمْرُو بْنُ كُلْثُومِ بنِ مالكِ بنِ عَتّابٍ، مِن قَبيلَةِ تَغْلِبَ بنِ وائِلٍ، وَأُمُّهُ لَيلى بِنتُ مُهلْهِلِ بنِ رَبيعةَ، شَاعِرٌ جَاهليٌّ مِن أَصحابِ المُعلَّقاتِ، وَهو مِنَ الشُّعراءِ المُقلِّينَ، سَادَ قَومَهُ وَهو فِي الخامِسةَ عشرةَ مِن عُمرهِ وكان فارِساً شُجاعاً وهو أحدُ فُتَّاكِ الجاهليّةِ، قَتلَ عَمرَو بنَ هِندٍ مَلِكِ الحِيرةِ فِي قِصّةٍ مَشْهُورَةٍ، وَماتَ وَقدْ بَلغَ مئةً وخَمسينَ عاماً، وكانت وفاتُه نحوَ سَنةِ 40ق.هـ/ 584م.
هو الأسودُ بنُ يُعفُر بن عبد الأسود بن جندل بن نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مرّ بن إد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
وَ"يُعفُر" بضمِّ الياء والفاء؛ مثلُ "يُونُس".
أمّا قَبيلتُهُ فهي قبيلةُ نهشل المنحدرةُ من قبائلِ دارِم المنحدرة من قبائل تميم المضريّة النّزاريّة العدنانيّة، وقبيلةُ تميم تُعَدُّ من أشهرِ القبائلِ العربيّةِ القديمةِ، كما تُعَدّ من جماجم العرب.
وأُمُّهُ هي رُهمُ بنتُ العَتَّاب -وقيل العَبّاب-، من بني سهم بن عُجَل.
وَلَهُ أخٌ شاعرٌ اسمُهُ حُطائِطُ بنُ يُعفُر، وهو شاعرٌ مُقِلّ، له أبياتٌ في عتابِ أمِّه "رِهم" له على إنفاقِه المال.
كُنيتُهُ المشهورة: أَبو الجَرَّاح. وله كنيةٌ أخرى هي: أَبو نَهشل.
ومِن ألقابه: ذو الآثار؛ لأنّه كان بارعاً في الهجاءِ يتركُ من خلالِه أثراً فيمن يهجوه.
كذلك يُلقَّب بأعشى بني نهشل؛ لأنّ بصرَهُ قد كُفّ في آخر عمره.
أمّا أسرته فقد أشار في شعرِهِ إلى ابنِهِ الجرَّاح، فقال يصفُ صراعَهُ مع صبيانِ الحَيّ:
سَيَجْرَحُ جَرَّاحٌ وأَعْقِلُ ضَيْمَهُ إِذا كانَ مَخْشِيّاً مِنَ الضَّلَعِ الْمُبْدِي
فآباءُ جَرَّاحٍ ذُؤابَةُ دارِمٍ وَأَخْوالُ جَرَّاحٍ سَراةُ بَني نَهْدِ
وقِيلَ إنّ ابنَه الجرّاح كان شاعراً كذلك، وهو ابنُه من زوجةٍ سبيّةٍ سباها الأسودُ من بني نَهْد.
وذكرَ أبو الفرج الأصفهانيّ أنّ للأسود بن يُعفُر ابنةً اسمُها "سلمى"، وهي الّتي عاتبته على إضاعتِهِ للمال وإنفاقِهِ على فقراءِ قومِه، فقال عنها:
وَقالَتْ: لا أَراكَ تُلِيقُ شَيْئاً أَتُهْلِكُ ما جَمَعْتَ وَتَسْتَفِيدُ
فُقُلْتُ: بِحَسْبِها يَسَرٌ وعارٌ وَمُرْتَحِلٌ إِذا رَحَلَ الْوُفودُ
كان الأسودُ بنُ يُعفُر من الشّعراءِ كثيري التّنقّل والارتحالِ بين قبائلِ العرب، وقد أشارَ إلى هذه الظّاهرةِ في شعرِهِ فقال:
وَمِنَ الْحَوَادِثِ لَا أَبا لَكِ أَنَّنِي ضُـرِبَــتْ عَـلَيَّ الْأَرْضُ بِالْأَسْـدَادِ
لَا أَهْتَـدِي فِيـهـا لِمَوْضِعِ تَلْعَةٍ بَيْـنَ الْعِرَاقِ وَبَيْـنَ أَرْضِ مُرَادِ
وكان لهذا التنقّل والارتحالِ أسبابُهُ لدى الأسودِ بنِ يُعفُر؛ إذ لم يكُن على وفاقٍ معَ قومِهِ ولم يكُن يشعرُ على نفسِهِ وأبنائِهِ بالأمانِ وهو بينَهم، وفي أخبارِه أنّ ابنَهُ الجرّاح أغار مع قومِهِ على بني الحارث بن تيم الله بن ثعلبة، غير أنّ غارتَهم باءت بالفشل إذ أسرهم رجلٌ من بني الحارث، واستطاعَ الجرّاحُ أن يَفِرّ على فرَسٍ من أفراسِ هذا الرّجل، فطلب الحارثيُّ ممّن بقي معه من أسرى بني نهشل أن يضمنوا له عودة الفرس، فضمنوا له ذلك، وعادوا إلى قومهم يطلبون الفرسَ من الأسود بن يعفر وابنه الجرّاح، مستعينين برجلٍ نهشليٍّ يُقالُ له "التّيحان بن بلج بن جرول بن نهشل"، فاستاءَ الأسود بن يُعفُر من تعاون أفراد قبيلته عليه وعلى ابنِه، وقال يهجوهم:
أَتَانِـي وَلَمْ أَخْشَ الَّذِي تَبْعَثَانِهِ خَفِـيـرا بَنِـي سَلْمَى حُرَيْرٌ وَرَافِعُ
هُمـا خَيَّبـَانِـي كُلَّ يَوْمٍ غَنِـيـمَةً وَأَهْـلَكْــتُهُــمْ لَوْ أَنَّ ذَلِكَ نَـافِــعُ
وَأَتْبَـعْـتُ أُخْرَاهُـمْ طَرِيـقَ أُلاهُمُ كَمَـا قِيـلَ نَجْـمٌ قَدْ خَوَى مُتَتَائِعُ
وَخَـيْــرُ الَّذِي أُعْطِـيـكُـمُ هِيَ شِرَّةٌ مُهَــوَّلَةٌ مِــنْهــا سُـيُــوفٌ لَوَامِـعُ
فَلَا أَنَا مُعْـطِـيـكُـمْ عَلَيَّ ظُلَامَةً وَلَا الْحَقَّ مَعْرٌوفاً لَكُمْ أَنَا مَانِعُ
وَإِنِّي لَأَقْرِي الضَّيْفَ وَصَّى بِهِ أَبِي وَجَارُ أَبِي التِّيحـانِ ظَمْآنُ جَائِعُ
فَقُـولَا لِتِيحانَ بْنِ عَامِرَةِ اسْتِها أَمُجْـرٍ فَلَاقِي الْغَيَّ أَمْ أَنْتَ نَازِعُ
وَلَوْ أَنَّ تِيـحـانَ بْنَ بَلْجٍ أَطَاعَنِي لَأَرْشَــدْتُهُ إِنَّ الْأُمُــورَ مَـطَــالِعُ
وَإِنْ يَـكُ مَـدْلُولاً عَـلَيَّ فَـإِنَّنــِي أَخُو الْحَرْبِ لَا قَحْمٌ وَلَا مُتَجَاذِعُ
غيرَ أنّ قومَه أصرّوا على أن يأخذوا منه الفرس وما معها من الأمهار، فردّها عليهم الأسودُ ولم يردّ الأمهار، فأخذوا يتهدّدونه ويوعدونه بأخذها، فقال يُعيّرهم بقوّتهم على القريب وضعفهم عن البعيد:
أَحَقّاً بَنِي أَبْنَاءِ سَلْمَى بْنِ جَنْدَلٍ وَعِـيـدُكُـمُ إِيَّايَ وَسْطَ الْمَجَـالِسِ
فَهَلَّا جَعَـلْتُـمْ نَحْوَهُ مِنْ وَعِيدِكُمْ عَلَى رَهْطِ قَعْقَاعٍ وَرَهْطِ ابْنِ حَابِسِ
هُمُ مَنَـعُـوا مِنْـكٌمْ تُرَاثَ أَبِيكُمُ فَصَـارَ التُّرَاثُ لِلْكِرَامِ الْأَكَايِسِ
هُمُ أَوْرَدُوكُمْ ضِفَّةَ الْبَحْرِ طَامِياً وَهُمْ تَرَكُـوكُـمْ بَيـنَ خَازٍ وَنَاكِسِ
وعلى الرّغم من هجائِه المستمرّ لقومِه وارتحالِه عنهم، إلّا أنّ الأسود بن يعفر كان كبقيّة الشّعراء الجاهليّين معتزّاً بنسبِه مفتخراً بآبائه، يقولُ في ذلك:
خَالِي ابْنُ فَارِسِ ذِي الْوُقُوفِ مُطْلَّقٌ وَأَبِي أَبُو أَسْمَـاءَ عَبْـدُ الْأَسْوَدِ
نَـقَــمَـتْ بَنُـو صَخْـرٍ عَلَيَّ وجَنْـدَلٌ نَسَـبٌ لَعَمْـرُ أَبِيـكَ لَيْسَ بِقُـعْـدُدِ
غيرَ أنّ افتخارَه بنسبِهِ لم يحُل بينه وبين الارتحال عن قومِهِ الظّالمين له؛ فكان يُكثرُ التنقّل في قبائل العرب طلباً للإقامة في جوارهم. ومن القبائل الّتي استجار بها الأسود بنو مرّة بن عُباد، وقد أغارَ على إبلِهِ وهو في جوارهم جماعةٌ من بكر بن وائل، فاستنصرَ بني عُباد قائلاً:
يَآلَ عُبَـادٍ دَعْوَةٌ بَعْـدَ هَجْـمَةٍ فَهَـلْ مِـنْــكُـمُ مِنْ قُوَّةٍ وَزِمَاعِ
فَتَـسْعَوْا لِجارٍ حَلَّ وَسْطَ بُيُوتِكُمْ غَـرِيــبٍ وَجَـارَاتٍ تُرِكْـنَ جِيَـاعِ
ومن القبائل الّتي استجارَ بها كذلك بنو مُحلَّم بن ذهل بن شيبان، وقد قال فيهم:
قُلْ لِبَني مُحَلَّمٍ يَسيروا
بِذِمَّةٍ يَسْعى بِها خَفِيرُ
لا قَدْحَ بَعْدَ الْيَوْمِ إِنْ لَمْ تُورُوا
فأجارَهُ بنو مُحلَّم، فقال يمدحُهم:
تَــدَارَكَـــنِـــي أَسْــيَــابُ آلِ مُـحَــلِّمٍ وَقَدْ كِدْتُ أَهْوَى بَيْـنَ نِيقَيْنِ نَفْنَفِ
هُمُ الْقَوْمُ يُمْـسِي جارُهُمْ في غَضَارَةٍ سَـلِيــمــاً سَـوِيَّ اللَّحْمِ لَمْ يُتَـجَـرَّفِ
وَهُمْ يَضْـرِبُـونَ الْكَبْـشَ يَبْـرُقُ بَيْضُهُ بِـأَسْـنَـانِهِـمْ وَالْمَاسِـخِـيِّ الْمُزَخْـرَفِ
وكان من شأنِ هذا الارتحال المستمرّ للأسود بن يعفر في قبائل العرب أن يُنتِجَ المديحَ -كما هو الحال مع بني عُباد وبني محلَّم- وأن ينتجَ الهجاءَ كذلك؛ فقد هجا الأسود مجموعة من القبائل الّتي قعدت عن إجارتِه؛ منهم بنو نُجيح من بني مجاشع بن دارم، قال يهجوهم:
أَبَـــنِــــي نُــجَـــيْـــحٍ إِنَّ أُمَّكــُمُ أَمَــــةٌ وَإِنَّ أَبَــــاكُـــــمُ وَقْــــبُ
أَكَـلَتْ خَـبِــيـثَ الزَّادِ فًاتَّخـَمَـتْ عَــنْهُ وَشَــمَّ خِـمَــارَهــا الْكَـلْبُ
وَرَأَيْــتُـــمُ لِمُـجَــاشِــعٍ نَـسَــبــاً وَبَــنِـــي أَبِــيـــهِ حَـامِــلٌ زَعْـبُ
وَقَـلَبْــتُــمُ ظَهْـرَ الْمِـجَــنِّ لَنـا إنَّ اللَّئِيــمَ الْعَــاجِـــزُ الْخَــبُّ
ولم يقتصر ارتحالُ الأسود بن يعفر على القبائل فقط، بل كان يرتحلُ إلى بعض الأشخاص من السّادات الّذين يعتقد أنّ في جوارهم المنعَةَ والأمن، ومن هؤلاءِ رجلٌ من قومِه اسمُه مسروقُ بنُ المنذر بن سلمى بن جندل بن نهشل، وقد كان مُؤثراً للأسود بن يعفر يُكثر من مواصلته وبرّه ويُغدق له الأعطيات، وقد قال الأسود في رثائه:
أَقُـولُ لَمَّا أَتَـانِــي هُـلْكُ سَيِّدِنـا لَا يُبْـعِـدِ اللهُ رَبُّ النَّاسِ مَسْرُوقا
مَـنْ لَا يُـشَــيِّعــُهُ عَـجْــزٌ وَلَا بُخُـلٌ وَلَا يَـبِـيـتُ لَدَيْهِ اللَّحْمُ مَوْشُـوقـا
مِرْدَى حُروبٍ إِذا ما الْخَيْلُ ضَرَّجَها نُضْـحُ الدِّمَاءِ وَقَدْ كَانَـتْ أَفَارِيقا
وَالطَّاعِـنُ الطَّعْنَةَ النَّجْلَاءَ تَحْسَبُها شَنّاً هَزِيـمـاً تَمُـجُّ الْمَاءَ مَحْزُوقا
وَجَـفْــنَــةٍ كَنَـضِـيـحِ الْبِئْرِ مُتْـأَقَـةٍ تَرَى جَوَانِـبَهـا بِاللَّحْـمِ مَفْـتُـوقـا
يَــسَّرْتَهـــا لِيَـتَــامَــى أَوْ لِأَرْمَـلَةٍ وَكُنْـتَ بِالْبَـائِسِ الْمَتْـرُوكِ مَحْقُوقا
يا لَهْفَ أُمِّي إِذا أَوْدَى وَفَارَقَـنِـي أَوْدَى ابْنُ سَلْمَى نَقِيَّ الْعِرْضِ مَرْمُوقا
ومن السّادات الآخرين الّذين مدحهم الأسود الحارث بن هشام بن المغيرة القرشيّ شقيق أبي جهل، يقول في مدحه:
إِنَّ الْأَكَارِمَ مِنْ قُرَيْـشٍ كُلِّهـا قَامُوا فَرَامُوا الْأَمْرَ كُلَّ مَرَامِ
حَتَّى إِذَا كَثُرَ التَّحَاوُلُ بَيْنَهُمْ فَصَـلَ الْأُمُورَ الْحَارِثُ بْنُ هِشَامِ
أمّا أهمّ الشخصيّات الّتي عاصرَها الأسود بن يعفر فقد كان النّعمان بن المنذر ملك المناذرة في الحيرة، وعلى الرغم من أنّ ديوان الأسود خالٍ من قصائد مديح مباشرة للنعمان، لكن جاء في أخباره أنّه كان ممّن ينادمُه، وأنّه مرضَ مرّةً فبعثَ له النعمان رسولاً يطمئنّ عليه، فأجابه الأسود بأبياتٍ من الشعر يصفُ فيها مرضَه:
نَفْـعٌ قَلِيـلٌ إِذا نَادَى الصَّدى أُصُلاً وَحَـانَ مِـنْهُ لِبَـرْدِ الْمَاءِ تَغْـرِيـدُ
وَوَدَّعُونِـي فَقَـالُوا سَاعَـةَ انْطَلَقُوا أَوْدَى فَأَوْدَى النَّدَى والْحَزْمُ وَالْجُودُ
فَمَـا أُبَالِي إِذَا ما مِتُّ ما صَنَعُوا كُـلُّ امْرِئٍ بِسَـبِـيـلِ الْمَوْتِ مَرْصُـودُ
وقد أدرك الأسود بن يعفُر تقويضَ حضارة المناذرة بالحيرة وانهيارها قبيل الإسلام، ورثى هذه الحضارةَ في قصيدةٍ تُعَدُّ أجودَ شعرِه، وقد جاء رثاؤه لهذه الحضارة على سبيل الحكمة والاعتبار، يقول:
مـاذَا أُؤَمِّلُ بَـعْــدَ آلِ مُـحَــرِّقٍ تَرَكُـوا مَنَـازِلَهُـمْ وَبَعْـدَ إيادِ
أَهْلِ الْخَوَرْنَـقِ وَالسَّدِيرِ وَبَارِقٍ وَالْقَصْـرِ ذِي الشُّرُفاتِ مِنْ سِنْدَادِ
أَرْضـاً تَـخَــيَّرَهـا لِدَارِ أَبِيـهُـمِ كَعْـبُ بْنُ مَامَـةَ وَابْنُ أُمِّ دُؤَادِ
جَرَتِ الرِّياحُ عَلَى مَكَانِ دِيَارِهِمْ فَـكَـأَنَّمـا كَانُـوا عَلَى مِيـعـادِ
وَلَقَدْ غَنُـوا فِيها بِأَنْعَمِ عِيشَةٍ فِـي ظِـلِّ مُـلْكٍ ثَـابِـتِ الْأَوْتادِ
نَزَلُوا بِأَنْـقِـرَةٍ يَسِـيـلُ عَلِيهِمُ مَاءُ الْفُرَاتِ يَجِـيءُ مِنْ أَطْوَادِ
أَيْنَ الَّذِين بَنَوْا فَطَالَ بِنَاؤُهُمْ وَتَـمَــتَّعــُوا بِالْأَهْـلِ وَالْأَوْلَادِ
فَإِذا النَّعِيمُ وَكُلُّ ما يُلْهَى بِهِ يَوْمـاً يَصِـيـرُ إِلَى بِلَىً وَنَفَـادِ
وقد كُفَّ بصرُ الأسود بن يعفر في آخر عمرِه؛ لذلك يُسمّى بـ"أعشى بني نهشل"، وقد ذكرَ عماهُ في شعرِه فقال:
قَدْ كُنْتُ أَهْدِي وَلَا أُهْدَى فَعَلَّمَنِي حُسْنُ الْمَقَادَةِ أَنِّي أَفْقِدُ الْبَصَرا
أَمْشِـي وَأَقْبَـعُ جُنَّاـباً لِيَهْدِيَنِي إِنَّ الْجَنِـيبَةَ مِمَّا يَجْشِمُ الْغَدَرا
كذلك ذكرَ الشيخوخةَ ومعاناته معها مستذكراً أيام شبابه ولهوه، فقال:
هَلْ لِشَبَابٍ فَاتَ مِنْ مَطْلَبِ أَمْ ما بُكَاءُ الْبَائِسِ الْأَشْيَبِ
إِلَّا الْأَضَالِيلَ وَمَنْ لَا يَزَلْ يُوفِي عَلَى مَهْلِكِهِ يَعْصَبِ
بُدِّلْتُ شَيْباً قَدْ عَلَا لِمَّتِي بَعْدَ شَبَابٍ حَسَنٍ مُعْجِبِ
صَاحْبْتُهُ ثُمَّتَ فَارَقْتُهُ لَيْتَ شَبَابِي ذَاكَ لَمْ يَذْهَبِ
وَقَدْ أُرَانِي وَالْبِلَى كَاسْمِهِ إذْ أنا لَمْ أَصْلَعْ وَلَمْ أَحْدَبِ
وَلَمْ يُعِرْنِي الشَّيْبُ أَثْوَابَهُ أُصْبِي عُيُونَ الْبِيضِ كَالرَّبْرَبِ
كَأَنَّما يَوْمِيَ حَوْلٌ إِذا لَمْ أَشْهَدِ اللَّهْوَ وَلَمْ أَلْعَبِ
ومِن ملامح شخصيّة الأسود بن يعفر أنّه كان كثير اللهو في شبابه، وقد أشار إلى هذا اللهو في مقاطعه التي تتناولُ الشّيخوخةَ والشّيب على سبيل استذكار الأيام الخوالي؛ لا سيّما أيام لهوه بالخمرة والنساء، يقولُ في ذلك:
إمَّا تَرَيْـنِـي قَدْ بَلِيتُ وَغَاضَنِي ما نِيـلَ مِنْ بَصَرِي وَمِنْ أَجْلَادي
وعَصَـيْتُ أَصْحَابَ الصَّبَابَةِ وَالصِّبَا وَأَطَـعْــتُ عَاذِلَتِـي وَلَانَ قِيـادي
فَلَقَـدْ أَرُوحُ عَلَى التِّجَارِ مُرَجَّلاً مَـذِلاً بِـمَــالِي لَيِّنـاً أَجْيَـادي
وَلَقَــدْ لَهَــوْتُ وَللشَّبـابِ لَذَاذَةٌ بـسُــلَافَـةٍ مُزِجَـتْ بِمـاءِ غَوَادي
مِـنْ خَـمْـرِ ذِي نَطَـفٍ أغَنَّ مُنَـطَّقٍ وَافَـى بِهـا لِدَرَاهِـمِ الْأَسْجَـادِ
يَسْـعَـى بِها ذُو تُومَـتَـيْـنِ مُشَمِّرٌ قَـنَــأَتْ أَنـامِـلُهُ مِنَ الْفِرْصَـادِ
والْبِيضُ تَمْشِي كَالْبُدُورِ وَكَالدُّمَى وَنَـوَاعِــمٌ يَـمْــشِـيـنَ بِالْأَرْفـادِ
وَالْبِيـضُ يَرْمِـينَ الْقُلُوبَ كَأَنَّها أُدْحِـيُّ بَـيْــنَ صَـرِيــمَــةٍ وَجَمَـادِ
يَنْـطِـقْـنَ مَعْـرُوفـاً وَهُنَّ نَوَاعِـمٌ بِيـضُ الْوُجُوهِ رَقِيـقَـةُ الْأَكْبَادِ
وقد كان الأسودُ كذلك مولَعاً بالافتخارِ بتوفُّره على القيم العربيّة النّبيلة؛ لا سيّما قيمة الجود؛ يقول مخاطباً ابنته سلمى إذ تلومه على جودِه:
وَقَالَتْ لَا أَرَاكَ تُلِيقُ شَيئاً أَتُهْلِكُ ما جَمَـعْـتَ وَتَسْتَفِيدُ
فَقُـلْتُ بِحَـسْـبِهـا يَسَـرٌ وَعارٌ وَمُـرْتَـحِـلٌ إِذا رَحَلَ الْوُفُودُ
فَلُومِي إِنْ بَدا لَكِ أَوْ أَفِيقي فَقْـبْـلَكِ فَاتَنِي وَهْوَ الْحَمِيدُ
أَبُو الْعَوْراءِ لَمْ أَكْمَدْ عَلَيْهِ وَقَيْـسٌ فَاتَـنِـي وَأَخِي يَزِيـدُ
مَضَـوْا لِسَبِيلِهِمْ وَبَقِيتُ وَحْدِي وَقَدْ يُغْـنِـي رَبَاعَتَهُ الْوَحِيدُ
فَلَوْلَا الشَّامِتُونَ أَخَذْتُ حَقِّي وَإِنْ كَـانَــتْ بِمَـطْـلَبِهِ كَؤُودُ
يتّفقُ كلٌّ من جرجي زيدان وخير الدّين الزركليّ على أنّ وفاة الأسود بن يعفر كنت نحو سنة 22ق.هـ الموافقة لسنة 600م، فيما يرى عمر فروخ أنّ وفاته كانت سنة 38ق.ه الموافقة لـ585م. ويتّفق فريق الموسوعة الشّعريّة مع رأي جرجي زيدان والزّرِكليّ؛ لكثرة أخبار الأسود بن يعفر مع النعمان بن المنذر.
نامَ الخلِيُّ وما أُحِسُّ رُقادي=والْهَمُّ مُحْتَضِرٌ لَدَيَّ وِسادِي
وقال إنّه لو كان له مثل داليّته هذه لقدّمه على مرتبته.
ترجم له ابن قتيبة في "الشعر والشعراء" واختار طرفاً من شعره.
عدَّهُ أبو الفرج الأصفهانيّ من الشّعراء المتقدّمين الفُصحاء.
كان هارون الرّشيد شديد الإعجاب بقصيدته الدّاليّة "نام الخليّ" ووضع جائزةً قدرها عشرة آلاف درهم لمن يرويها.
اختارَ لهُ المفضّلُ الضَّبِيُّ في المفضَّليّات اختيارين؛ هما الاختيار 44، والاختيار 125.
اختار له البحتريّ في حماسته ثلاثة اختيارات، هي الاختيار 386، والاختيار 418، والاختيار 531.
اختار له البصريّ في حماسته اختياراً واحداً، هو الاختيار 1598.
اختار له ابن الشجريّ في حماسته اختياراً واحداً، هو الاختيار 382.
اختار له محمد مهدي الجواهريّ في الجمهرة اختيارين من قصيدته الميميّة في المفضّليّات ومن رثائه لمسروق بن المنذر النهشليّ.
"وكان الأسودُ شاعراً فحلاً، وكان يكثر التنقّل في العرب، يجاورُهم فيَذِمُّ ويَحمِد، وله في ذلك أشعار. وله واحدةٌ رائعةٌ طويلة، لاحقةٌ بأجود الشعر، لو كان شفعها بمثلها، قدّمناه على مرتبته" (ابن سلام الجمحيّ)
"الأسود بن يعفر النهشليّ يشبه الفحول" (المرزبانيّ نقلاً عن الأصمعيّ)
"شاعرٌ متقدِّمٌ فصِيحٌ، من شعراء الجاهليّة، ليس بالمكثر" (أبو الفرج الأصفهانيّ)
"وقصيدته الداليّة المشهورة معدودة من مختار أشعار العرب وحكمها" (أبو الفرج الأصفهانيّ).
"وكان الأسود شاعراً جواداً" (ابن دريد).