
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا مَـنْ لِقَلْـبٍ شـَديدِ الْهَمِّ مَحْزونِ
أَمْســَى تَــذَكَّرَ رَيَّــا أُمَّ هــارونِ
أَمْسـَى تَـذَكَّرَها مِـنْ بَعْـدِما شـَحَطَتْ
وَالـدَّهْرُ ذو غِلَـظٍ حِينـاً وَذو لِيـنِ
فَـإنْ يَكُـنْ حُبُّهـا أَمْسـَى لَنا شَجَناً
وَأَصـْبَحَ الْـوَلْيُ مِنْهـا لَا يُـواتِيني
فَقَـدْ غَنينـا وَشَمْلُ الدَّارِ يَجْمَعُنا
أُطِيــعُ ريَّــا وَرَيَّــا لا تُعاصـِيني
نَرْمِـي الْوُشـَاةَ فَلا نُخْطِـي مَقَاتِلَهُمْ
بِخــالِصٍ مِـنْ صـَفَاءِ الْـوُدِّ مَكْنُـونِ
وَلِـي ابْـنُ عَمٍّ عَلَى ما كَانَ مِنْ خُلُقٍ
مُخْتَلِفـــانِ فَـــأَقْلِيهِ وَيُقْلِنـــي
أَزْرى بِنَـا أَنَّنـا شـالتْ نَعامَتُنـا
فَخــالَني دُونَـهُ بَـلْ خِلْتُـهُ دُونـي
فَــإِنْ تُصــِبْكَ مِـنَ الْأَيّـامِ جائِحَـةٌ
لَـمْ أَبْـكِ مِنْـكَ عَلَـى دُنْيا وَلَا دِينِ
لَاهِ ابْـنُ عَمِّـكَ لَا أَفْضـَلْتَ فـي حَسـَبٍ
عَنِّــي وَلَا أَنْــتَ دَيَّـانِي فَتَخْزُونِـي
وَلَا تَقُــوتُ عِيــالِي يَــوْمَ مَسـْغَبَةٍ
وَلَا بِنَفْســِكَ فـي الْعَـزَّاءِ تَكْفِينـي
فَـإنْ تُـرِدْ عَـرَضَ الـدُّنْيا بِمَنْقَصَتي
فَــإِنَّ ذلــكَ مِمَّــا لَيْـسَ يُشـْجيني
وَلَا تَـرَى فـيَّ غَيْـرَ الصـَّبْرِ مَنْقَصـَةً
وَمــا سـِواهُ فَـإِنَّ اللّـهَ يَكْفِينـي
لَـوْلَا أَواصـِرُ قُرْبـى لَسـْتَ تَحْفَظُهَـا
وَرَهْبَـةُ اللّـهِ فـي مَـوْلَى يُعادِيني
إذاً بَرَيْتُـكَ بَرْيـاً لَا انْجِبـارَ لَـهُ
إِنِّــي رَأَيْتُــكَ لَا تَنْفَــكُّ تَبْرِينـي
إنَّ الَّـذي يَقْبِـضُ الـدُّنْيا وَيَبْسُطُها
إنْ كَـانَ أَغْنـاكَ عَنِّـي سَوْفَ يُغْنِيني
اللّــهُ يَعْلَمُكُــمْ وَاللّـهُ يَعْلَمُنـي
وَاللّــهُ يَجْزِيكُــمُ عَنِّـي وَيَجْزِينـي
مَـاذا عَلَـيَّ وَإِنْ كُنْتُـمْ ذَوِي رَحِمِـي
أَلَّا أُحِبَّكُـــمُ إِنْ لَـــمْ تُحِبُّـــونِي
لَـوْ تَشـْرَبُونَ دَمِـي لَمْ يُرْوَ شَارِبُكُمْ
وَلَا دِمـــاؤُكُمُ جَمْعـــاً تُرَوِّينـــي
وَلِي ابْنُ عَمِّ لَوَ انَّ النَّاسَ في كَبِدي
لَظَــلَّ مُحْتَجِــزاً بِالنَّبْـلِ يَرْمِينـي
يـا عَمْـرُو إِلَّا تَـدَعْ شَتْمِي وَمَنْقَصَتِي
أُضـْرِبْكَ حَتَّـى تَقُولَ الْهامَةً اسْقُوني
عَنِّــي إِلَيْــكَ فَمـا أُمِّـي بِراعِيَـةٍ
تَرْعَـى الْمَخـاضَ وَلَا رَأْيِـي بِمَغْبُـونِ
إِنِّـــي أَبِــيٌّ أَبِــيٌّ ذو مُحافَظَــةٍ
وَابْــنُ أَبِــيٍّ أَبِــيٍّ مِــنْ أَبِيَّيْـنِ
عَـفٌّ نَـدُودٌ إذا مـا خِفْـتُ مِـنْ بَلَدٍ
هُونـاً فَلَسـْتُ بِوَقَّـافٍ عَلَـى الْهُـونِ
كُــلُّ امْـرِئٍ صـائِرٌ يَومـاً لِشـِيمَتِهِ
وَإِنْ تَخَلَّــقَ أَخْلَاقــاً إِلَــى حِيــنِ
إِنِّـي لَعَمْـرُكَ مـا بـابِي بِـذِي غَلَقٍ
عَــنِ الصــَّدِيقِ وَلَا خَيـرِي بِمَمْنُـونِ
وَلَا لِســانِي عَلَـى الْأَدْنَـى بِمُنْطَلِـقٍ
بِــالْمُنْكَراتِ وَلَا فَتْكِــي بِمَــأْمُونِ
عِنْـــدِي خَلَائِقُ أَقْــوَامٍ ذَوِي حَســَبٍ
وَآخَـــرُونَ كَثِيــرٌ كُلُّهُــمْ دُونــي
لَا يُخْـرِجُ الْقَسـْرُ مِنِّـي غَيْـرَ مَغْضَبَةٍ
وَلَا أَلِيــنُ لِمَــنْ لَا يَبْتَغِـي لِيَنـي
وَاللّـهِ لَـوْ كَرِهَـتْ كَفِّـي مُصـاحَبَتِي
لَقُلْـتُ إِذْ كَرِهَـتْ قُرْبِـي لَهـا بِيني
ثُـمَّ انْثَنَيْـتُ عَلَى الْأُخْرَى فَقُلْتُ لَها
إِنْ تُســْعِدِيني وَإِلَّا مِثْلَهــا كُـونِي
وَأَنْتُــمُ مَعْشــَرٌ زَيْـدٌ عَلَـى مِـائَةٍ
فَــأَجْمِعُوا أَمْرَكُـمْ شـَتَّى فَكِيـدُونِي
فَـإِنْ عَلِمْتُمْ سَبِيلَ الرُّشْدِ فَانْطَلِقُوا
وَإِنْ غَبِيتُـمْ طَرِيـقَ الرُّشـْدِ فَأْتُوني
يــا رُبَّ ثَــوْبٍ حَواشــِيهِ كَأَوْسـَطِهِ
لَا عَيْـبَ في الثَّوْبِ مِنْ حُسْنٍ وَمِنْ لِينِ
يَومـاً شـَدَدْتُ عَلَـى فَرْغَـاءَ فَاهِقَـةٍ
يَوْمـاً مِـنَ الـدَّهْرِ تَارَاتٍ تُمارِيني
مَــاذا عَلَـيَّ إِذا تَـدْعُونَنِي فَزَعـاً
أَلَّا أُجِيبَكُــــمُ إِذْ لَا تُجِيبُــــوني
وَكُنْــتُ أُعْطِيكُــمُ مـالِي وَأَمْنَحُكُـمْ
وُدِّي عَلَـى مُثْبَـتٍ فـي الصَّدْرِ مَكْنُونِ
يـا رُبَّ حَـيٍّ شـَديدِ الشـَّغْبِ ذِي لَجَبٍ
ذَعَــرْتُ مِـنْ رَاهِـنٍ مِنْهُـمْ وَمَرْهُـونِ
رَدَدْتُ بَــاطِلَهُمْ فــي رَأْسِ قَـائِلِهِمْ
حَتَّــى يَظَلُّـوا خُصـُوماً ذا أَفـانِينِ
يا عَمْرُو لَوْ كُنْتَ لِي أَلْفَيتَنِي يَسَراً
سـَمْحاً كَرِيمـاً أُجـازي مَنْ يُجازِيني
وَقَـدْ عَجِبْـتُ وَما في الدَّهْرِ مِنْ عَجَبٍ
يَــدٌ تَشــُجُّ وَأُخْـرى مِنْـكَ تَأْسـُوني
ذُو الإصْبَعِ العَدْوانِيُّ هو حُرْثانُ بنُ مُحرّثٍ بنِ ثعلبَةَ العَدْوانِيّ، مِن بَني قَيسِ بنِ عَيْلانَ، وَلُقِّبَ بِذي الإِصْبَعِ لِأَنَّ حَيَّةً نَهَشَتْ إِصْبَعَ قَدَمِهِ فَقَطَعَتْهُ، وهو شَاعِرٌ جاهلِيٌّ مِنْ المُعمِّرين فقد عاشَ مِئةً وَسبعينَ عاماً، وَهُوَ مِن الحُكَماءِ فِي قَوْمِهِ، اشْتُهِرَ بِأبياتِ الحِكْمةِ والعِظَةِ والفَخْرِ والوَصايا، وقدْ عايَشَ خِلافاتٍ وَوقائِعَ نَشبتْ داخِلَ قَبيلتِهِ وَحاوَلَ مَنْعها فَلم يُفلِح، وَأَدَّتْ إِلى تَفانِي قَبيلَتِهِ، تُوُفِّيَ نَحْوَ عامِ 22ق.ه/600م.