
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هـاجَ لِلْقَلْـبِ مِنْ هَواهُ ادِّكارُ
وَلَيـــالٍ خِلالَهُـــنَّ نَهـــارُ
وَجِبـــالٌ شــَوامِخٌ راســِياتٌ
وَبِحـــارٌ مِيـــاهُهُنَّ غِــزارُ
وَنُجُــومٌ يَحُثُّهـا قَمَـرُ اللَّـيْ
لِ وَشـَمْسٌ فِـي كُـلِّ يَـوْمٍ تُدارُ
وَضـَوْؤُها يَطْمِسُ الْعُيُونَ وَإِرْعا
دٌ شـَديدٌ فِـي الْخافِقَيْنِ مُثارُ
وَغُلامٌ وَأَشـــــْمَطٌ وَرَضــــِيعٌ
كُلُّهُـمْ فِي التُّرابِ يَوْماً يُزارُ
وَقُصــُورٌ مَشــِيدَةٌ حَـوَتِ الْــ
خَيْـرَ وَأُخْـرَى خَـوَتْ فَهُنَّ قِفارُ
وَكَثِيــرٌ مِمَّــا تُقَصــِّرُ عَنْـهُ
حَدْسـَةُ النَّـاظِرِ الَّذِي لا يَحارُ
وَالَّذِي قَدْ ذَكَرْتُ دَلَّ عَلى اللَّـ
ــهِ نُفُوساً لَها هُدىً وَاعْتِبارُ
قُسُّ بنُ ساعِدَةَ الإِيادِيَّ، أَحَدُ أَشْهَرِ حُكَماءِ العَرَبِ وَأَفْصَحِ خُطَبائِهِمْ فِي الجاهِلِيَّةِ، كانَ أَوَّلَ مَنْ خَطَبَ مُتَوَكِّأً عَلَى عَصا أَوْ سَيْفٍ، وَأَوَّلَ مَنْ قالَ فِي كَلامِهِ أَمّا بَعْدُ، وَقَدْ وَرَدَ أَنَّهُ كانَ قَدْ لَزِمَ العِبادَةَ فِي كَعْبَةِ نَجْرانَ، فَقِيلَ لَهُ: قُسُّ نَجْرانَ. اشْتُهِرَ بِخُطْبَتِهِ الَّتِي سَمِعَها النَّبِيُّ صلى الله عليهِ وسلَّمَ فِي سُوقِ عُكاظٍ وَفِيها يَظْهَرُ إِيمانُهُ بِالبَعْثِ وَالحِسابِ، وَقَدْ أَشارَ بَعْضُ الدارِسِينَ إِلَى عَدَمِ صِحَّةِ هذِهِ القِصَّةِ، وَكانَ قُسٌّ مِن المُعَمَّرِينَ رُوِيَ أَنَّهُ عاشَ سِتَّمِئَةِ سَنَةٍ أَوْ ثَلاثِمِئَةٍ وَثَمانِينَ سَنَة، وَكانَتْ وَفاتُهُ نَحْوَ عامِ 23ق.هـ/600م.