
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قَـدْ كُنْـتُ أَسْمَعُ بِالزَّمانِ وَلا أَرَى
أَنَّ الزَّمـانَ يُطِيـقُ نَتْـفَ جَنـاحِي
فَـأَراهُ أَسـْرَعَ فِـيَّ حَتَّـى أَصـْبَحَتْ
بِيضــاً مُتُـونُ عَوارِضـِي وَصـِفاحِي
وَأَنـا الْكَبِيـرُ لِنِسـْبَةٍ فِي قَوْمِهِ
هَيْهـاتَ كَـمْ ناسـَمْتُ مِـنْ أَرْواحِي
صــافَحْتُ ذا جَـدَنٍ وَأَدْرَكَ مَوْلِـدِي
شـَمِرُ بْـنُ عَمْـرٍو يُتَّقَـى بِـالرَّاحِ
وَالْقَيْــلُ ذُو يَـزَنٍ رَأَيْـتُ مَحَلَّـهُ
بِــالْقَهْرِ بَنِــيَ جَنـادِلٍ وَصـِفاحِ
فَتَـكَ الزَّمـانُ بِمُلْـكِ حِمْيَرَ فَتْكَةً
تَســـْعَى بِكُــلِّ عَشــِيَّةٍ وَصــَباحِ
أَوْدَى أَبُــو كَـرِبٍ وَعَمْـرٌو قَبْلَـهُ
وَأَبــادَ مُلْــكَ أُذَيْنَـةَ الْوَضـَّاحِ
وَأَبــادَ أَفْرِيقِيـسَ بَعْـدَ مَقـامِهِ
فِـي الْمُلْـكِ بِالْمُسْتَغْرِقِ الْمُجْتاحِ
وَالصَّعْبُ ذُو الْقَرْنَيْنِ أَصْبَحَ ثاوِياً
بِــالْحِنْوِ بَيْــنَ تَلاعُــبِ الْأَرْواحِ
وَغَـدا بِأَبْرَهَـةَ الْمَنـارُ فَأَصْبَحَتْ
أَيَّـــامُهُ مَســـْلُوبَةَ الْإِصـــْباحِ
أَخْنَـى عَلـى صـَيْفِي بِحـادِثِ صَرْفِهِ
مُســـْتَأْثِراً بِجَذِيمَــةَ الْوَضــَّاحِ
أَمْ أَيْـنَ عَلْكَـدَةُ الْهُمـامُ وَمُلْكُهُ
أَمْ أَيْــنَ عِــزُّ عُبـادَةَ الْفَتَّـاحِ
لا تُمْـسِ فِـي شَكِّ الْمَنُونِ أَما تَرى
أَيّـــامُهُ مَشـــْهُورَةَ الْإيضـــاحِ
لا تَــأْمَنَنْ مَكْـرَ الزَّمـانِ فَـإِنَّهُ
أَرْدَى الزَّمــانُ بِشــَمَّرَ الْوَضـَّاحِ
بَرَكَ الزَّمانُ عَلى ابْنِ هاتِكِ عَرْشِهِ
وَعَلــى أُذَيْنَــةَ سـالِبِ الْأَنْـواحِ
وَعَلـى الَّـذِي كـانَتْ بِمَوْكِلِ دارِهِ
يَهِـبُ الْقِيـانَ وَكُـلَّ أَجْـرَدَ شـاحِ
مِـنْ بَعْدِ مُلْكِ الصِّينِ أَصْبَحَ هالِكاً
أَكْــرِمْ بِــهِ مِـنْ هالِـكٍ مُجْتـاحِ
إِنَّ الَّـذِينَ تَمَلَّكُـوا وَقَدْ أُهْلِكُوا
وَعَلــى الْمُقَنَّــعِ حَـلَّ بِـالْأَبْراحِ
شَخَصـَتْ عَلـى بُعْدِ النَّوى أَشْخاصُهُمْ
فَرَأَتْهُـــمُ الْأَوْهــامُ كَالْأَشــْباحِ
أَفَبَعْــدَ أَمْلاكٍ مَضـَوْا مِـنْ حِمْيَـرٍ
يُرْجَـــى الْفَلاحُ وَلاتَ حِيـــنَ فَلاحِ
مَـنْ ذا تَصـافَقَ كَفُّـهُ كَـفَّ الرَّدَى
يَشـْرِي التُّقَـى عَـنْ بَيْعَةِ الْأَرْواحِ
قُسُّ بنُ ساعِدَةَ الإِيادِيَّ، أَحَدُ أَشْهَرِ حُكَماءِ العَرَبِ وَأَفْصَحِ خُطَبائِهِمْ فِي الجاهِلِيَّةِ، كانَ أَوَّلَ مَنْ خَطَبَ مُتَوَكِّأً عَلَى عَصا أَوْ سَيْفٍ، وَأَوَّلَ مَنْ قالَ فِي كَلامِهِ أَمّا بَعْدُ، وَقَدْ وَرَدَ أَنَّهُ كانَ قَدْ لَزِمَ العِبادَةَ فِي كَعْبَةِ نَجْرانَ، فَقِيلَ لَهُ: قُسُّ نَجْرانَ. اشْتُهِرَ بِخُطْبَتِهِ الَّتِي سَمِعَها النَّبِيُّ صلى الله عليهِ وسلَّمَ فِي سُوقِ عُكاظٍ وَفِيها يَظْهَرُ إِيمانُهُ بِالبَعْثِ وَالحِسابِ، وَقَدْ أَشارَ بَعْضُ الدارِسِينَ إِلَى عَدَمِ صِحَّةِ هذِهِ القِصَّةِ، وَكانَ قُسٌّ مِن المُعَمَّرِينَ رُوِيَ أَنَّهُ عاشَ سِتَّمِئَةِ سَنَةٍ أَوْ ثَلاثِمِئَةٍ وَثَمانِينَ سَنَة، وَكانَتْ وَفاتُهُ نَحْوَ عامِ 23ق.هـ/600م.