
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خَلِيلَــيَّ هُبَّــا طالَمــا قَـدْ رَقَـدْتُما
أَجِــــدَّكُما لا تَقْضــــِيانِ كَراكُمـــا
أَلَــمْ تَعْلَمــا أَنِّــي بِسـِمْعانَ مُفْـرَدٌ
وَمــا لِـيَ فِيهـا مِـنْ خَلِيـلٍ سـِواكُما
أُقُــومُ عَلــى قَبْرَيْكُمـا لَسـْتُ بارِحـاً
طِــوالَ اللَّيــالِي أَوْ يُجِيـبَ صـَداكُما
جَرى الْمَوْتُ مَجْرَى اللَّحْمِ وَالْعَظْمِ مِنْكُما
كَــأَنَّ الَّـذِي يَسـْقِي الْعُقـارَ سـَقاكُما
تَحَمَّــلَ مَـنْ يَهْمِـي الْعُقُـولَ وَغـادَرُوا
أَخـاً لَكُمـا أَشـْجاهُ مـا قَـدْ شـَجاكُما
فَــأَيُّ أَخٍ يَجْفُــو أَخــاً بَعْــدَ مَـوْتِهِ
فَلَسـْتُ الَّـذِي مِـنْ بَعْـدِ مَـوْتٍ جَفاكُمـا
أَصــُبُّ عَلــى قَبْرَيْكُمــا مِــنْ مُدامَـةٍ
فَـــإِلَّا تَنالاهـــا تُـــرَوِّ جُثاكُمـــا
أُنادِيكُمــا كَيْمــا تُجِيبــا وَتَنْطِقـا
وَلَيْــسَ مُجابــاً مَــوْتُهُ مَـنْ دَعاكُمـا
كَأَنَّكُمـــا وَالْمَـــوْتُ أَقْــرَبُ غايَــةٍ
بِرُوحِــيَ فِــي قَبْرَيْكُمـا قَـدْ أَتاكُمـا
قَضـــَيْتُ بِـــأَنِّي لا مَحالَـــةَ هالِــكٌ
وَأَنِّــي سـَيَعْرُونِي الَّـذِي قَـدْ عَراكُمـا
فَلَــوْ جُعِلَــتْ نَفْــسٌ لِنَفْــسٍ وِقايَــةً
لَجُــدْتُ بِنَفْســِي أَنْ تَكُــونَ فِــداكُما
قُسُّ بنُ ساعِدَةَ الإِيادِيَّ، أَحَدُ أَشْهَرِ حُكَماءِ العَرَبِ وَأَفْصَحِ خُطَبائِهِمْ فِي الجاهِلِيَّةِ، كانَ أَوَّلَ مَنْ خَطَبَ مُتَوَكِّأً عَلَى عَصا أَوْ سَيْفٍ، وَأَوَّلَ مَنْ قالَ فِي كَلامِهِ أَمّا بَعْدُ، وَقَدْ وَرَدَ أَنَّهُ كانَ قَدْ لَزِمَ العِبادَةَ فِي كَعْبَةِ نَجْرانَ، فَقِيلَ لَهُ: قُسُّ نَجْرانَ. اشْتُهِرَ بِخُطْبَتِهِ الَّتِي سَمِعَها النَّبِيُّ صلى الله عليهِ وسلَّمَ فِي سُوقِ عُكاظٍ وَفِيها يَظْهَرُ إِيمانُهُ بِالبَعْثِ وَالحِسابِ، وَقَدْ أَشارَ بَعْضُ الدارِسِينَ إِلَى عَدَمِ صِحَّةِ هذِهِ القِصَّةِ، وَكانَ قُسٌّ مِن المُعَمَّرِينَ رُوِيَ أَنَّهُ عاشَ سِتَّمِئَةِ سَنَةٍ أَوْ ثَلاثِمِئَةٍ وَثَمانِينَ سَنَة، وَكانَتْ وَفاتُهُ نَحْوَ عامِ 23ق.هـ/600م.