
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا دارُ مالـكِ لَيـسَ فيـكِ أَنيسُ
إِلا معـــــالم آيُهُـــــنَّ دُروسُ
الـدَهرُ غالَكِ أَم عَراك مِن البَلى
بَعــدَ النَعيــم خُشـونَةٌ ويُبـوسُ
مـا كـانَ أَخصـَبَ عَيشـِنا بك مرَّة
أَيـــامَ ربعُــك آهِــلٌ مــأنوسُ
فَسـقاكِ يـا دارُ البَلـى مُتَجـرّفٌ
فيـهِ الرَواعِـدُ والـبروقُ هَجـوسُ
دار جلا عنهـا النَعيـم فرَبعهـا
خَلــقٌ تَمـرُّ بِـهِ الريـاح يَـبيسُ
طَلَــلٌ مَحـت آيُ السـَماء رسـومَه
فَكـــأَنَّ بـــاقي مَحــوهنَّ دروسُ
مـا اسـتَحلَبَت عَينيـك إِلا دِمّنـة
ومَخــرَّبٌ عَنــهُ الشــَرى مَنكـوسُ
وَمَخيَّـسٌ فـي الـدارِ يَنـدبُ أَهلَهُ
رَثُّ القِلادة فــي الـترابِ دَسـيسُ
أَنِـسَ الوحـوشُ بِها فَليسَ بِربعها
إِلا النَعـــامُ تَــرودُه وَتجــوس
رَبـعٌ تَربَّـعُ فـي جـوانِبهِ البَلى
وَعفَــت مَعــالمُهُ فَهُــنَّ طمــوسُ
يَـدعو الصـَدى فـي جَوفِهِ فيُجيبُهُ
رُبــدُ النَعــامِ كــأَنَّهُنَّ قُسـوسُ
وَلَربّمـا جَـرَّ الصـَبّا لـي ذَيلَـهُ
فيـــهِ وَفيــهِ مــأَلَفٌ وأَنيــسُ
مِـن كُـلِّ ضـامِرة الحَشـا مَهضومَة
لِحبالِهـــا بِحبالِنــا تَلــبيسُ
مُتَســـتّرات بِالحيــاء لَــوابِسٌ
حُلَـل العَفـاف عَـن الفواحِش شوسُ
وَســَبيئة مِــن كَرمِهــا حيريَّـة
عَـذراء مـن لمـس الرِجـال شَموسُ
لَـم يَفتـق النُعمان عُذرَتَها وَلَم
يَرشــِفُ مجاجَــة كأسـها قـابوسُ
كَتَـبَ اليهـودُ عَلـى خَواتِمِ دَنّها
يـا دنُّ أَنـتَ عَلـى الزَمان حَبيسُ
ذِمّيَّــة صــَلّى وَزَمــزَم حَولَهــا
مِــن آل برمــكَ هَربــدٌ ومَجـوسُ
تَجلو الكؤوس إِذا جَلَت عَن وَجهها
شَمسـاً غـذاها الشـمس فَهيَ عروسُ
عَكفَـت بِهـا عُفـر الظِباء كأَنَّها
بــــأَكفِّهِنَّ كَـــواكِبٌ وَشـــموسُ
مِـن كُـلِّ مُرتَـجِّ الـرَوادف أَحـورِ
كســرى أَبــوهُ وأُمَّــهُ بلقيــسُ
رَخـو العِنان إِذا ابتَديتُ فَخادِمٌ
وإِذا صــَبوتَ إِليـهِ فَهـوَ جَليـسُ
يَســعى بــإبريق كــأنَّ فِـدامَهُ
مِــن لَونِهـا فـي عُصـفرٍ مَغمـوسُ
يَســقيكَ ريــقَ ســَبيئةٍ حيريّـة
مِمــا اسـتَباه لِفِصـحِهِ القَسـّيسُ
بَيـنَ الخوَرنَـقِ والسـَدير مَحِلَّـة
لِلهَّــوِ فيهــا مَنــزِلٌ مَطمــوس
فالنَــدّ مِــن ريحانِهـا مُتَضـَوِّعٌ
والظَهــرَ مِــن غِزلانِهـا مَـدحوسُ
نَحِـسَ الزَمـان بأَهلِهـا فتَصَدَّعوا
إِنَّ الزمَـــانَ بــأَهلِهِ لَنَحــوسُ
كُنّــا نَحــلّ بِـهِ وَنَحـنُ بِغبطَـةٍ
أَيـــامَ للأَيــامِ فيــهِ حَســيسُ
فَبَنـى عَليهِ الدَهرُ أَبنيةَ البِلى
فَعَلــى رُبــاه كآبــةٌ وعُبــوسُ
وَصــريع كـأس بِـتُّ أَرقبـه وَقَـد
نَهشـَتهُ مِـن أَفعـى المدام كئوسُ
عقـلَ الزجـاجُ لِسـانَهُ وَتخـاذَلَت
رِجلاهُ فَهـــو كـــأَنَّهُ مَطســـوسُ
سـَطَتِ العُقـارُ بِـهِ فـراحَ كأَنَّما
مـجَّ الـرَدى فـي كأَسـِهِ الفاعوسُ
محمد بن علي بن عبد الله بن رزين بن سليمان بن تميم الخزاعي.شاعر مطبوع، سريع الخاطر رقيق الألفاظ.من أهل الكوفة غلبه على الشهرة معاصراه صريع الغواني وأبو النواس. وانقطع إلى أمير الرقة عقبة بن جعفر الخزاعي فأغناه عقبة عن سواه.ولقبه أبو الشيص ويقال للنخلة إذا لم يكن لها نوى وذلك رديء مذموم.وهو ابن عم دعبل الخزاعي، عمي في آخر عمره قتله خادم لعقبة في الرقة.