
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قَـدِّمْ لِنَفْسـِكَ فِـي الْحَيـاةِ تَـزَوُّداً
فَلَقَــدْ تُفارِقُهــا وَأَنْــتَ مُــوَدِّعُ
وَاهْتَــمَّ لِلســَّفَرِ الْقَرِيــبِ فَـإِنَّهُ
أَنْـأَى مِـنَ السـَّفَرِ الْبَعِيـدِ وَأَشْسَعُ
وَاجْعَـلْ تَـزَوُّدَكَ الْمَخافَـةَ وَالتُّقَـى
وَكَــأَنَّ حَتْفَــكَ مِـنْ مَسـائِكَ أَسـْرَعُ
وَاقْنَـعْ بِقُوتِـكَ فَالْقِناعُ هُوَ الْغِنَى
وَالْفَقْــرُ مَقْــرُونٌ بِمَــنْ لا يَقْنَـعُ
وَاحْــذَرْ مُصــاحَبَةَ اللِّئامِ فـإِنَّهُمْ
مَنَعُــوكَ صــَفْوَ وِدادِهِـمْ وَتَصـَنَّعُوا
أَهْـلُ التَّصـَنُّعِ مـا أَنَلْتَهُـمُ الرِّضى
وَإِذا مَنَعْــتَ فَســُمُّهُمْ لَــكَ مُنْقَـعُ
لا تُفْـشِ سـِرّاً ما اسْتَطَعْتَ إِلى امْرِئٍ
يُفْشــِي إِلَيْــكَ ســَرائِراً يُسـْتَوْدَعُ
فَكَمــا تَـراهُ بِسـِرِّ غَيْـرِكَ صـانِعاً
فَكَــذا بِســِرِّكَ لا مَحالَــةَ يَصــْنَعُ
لا تَبْـــدَأَنَّ بِمَنْطِــقٍ فِــي مَجْلِــسٍ
قَبْــلَ الســُّؤالِ فَــإِنَّ ذاكَ يُشـَنَّعُ
فَالصــَّمْتُ يُحْسـِنُ كُـلَّ ظَـنٍّ بِـالْفَتَى
وَلَعَلَّـــهُ خَـــرْقٌ ســـَفِيهٌ أَرْقَــعُ
وَدَعِ الْمِــزاحَ فَــرُبَّ لَفْظَـةِ مـازِحٍ
جَلَبَــتْ إَلَيْــكَ مَســاوِئاً لا تُـدْفَعُ
وَحِفــاظَ جــارِكَ لا تُضــِعْهُ فَــإِنَّهُ
لا يَبْلُــغُ الشــَّرَفَ الْجَسـِيمَ مُضـَيِّعُ
وَإِذا اسـْتَقالَكَ ذُو الْإِسـاءَةٍ عَثْـرَةً
فَــأَقِلْهُ إِنَّ ثَــوابَ ذَلِــكَ أَوْســَعُ
وَإِذا ائْتُمِنْتَ عَلَى السَّرائِرِ فَاخْفِها
وَاســْتُرْ عُيُـوبَ أَخِيـكَ حِيـنَ تَطَلَّـعُ
لا تَجْزَعَــنَّ مِــنَ الْحَــوادِثِ إِنَّمـا
خَـرْقُ الرِّجـالِ عَلَـى الْحَوادِثِ يَجْزَعُ
وَأَطِـعْ أَبـاكَ بِكُـلِّ مـا أَوْصـَى بِـهِ
إِنَّ الْمُطِيـــعَ أَبــاهُ لا يَتَضَعْضــَعُ
عَليُّ بن أبي طالبِ بن عبد المطّلبِ الهاشميِّ القرشيِّ، أبو الحَسَن، أميرُ المؤمنينَ، ورابعُ الخلفاءِ الراشدينَ، وأحدُ العشرةِ المبشّرينَ بالجنّة، وابنُ عمِّ النبيِّ وصهرُه، وُلِدَ بمكَّةَ ورُبِّيَ في حِجْرِ النّبيِّ ولمْ يفارِقهُ، وكانَ اللّواءُ بيدِهِ في أكثرِ المشاهد. وُلِّيَ الخلافةَ بعدَ مقتلِ عثمانَ بنُ عفانَ سنة (35هـ)، وقامَت في عهدِهِ واقعةُ الجَمَل، وظفرَ عليٌّ فيها بعدَ أنْ بلغَ عددُ القتلى من الفريقينِ نحوَ عشرةِ آلافٍ، ثمّ كانتْ وقعةُ صفِّينَ سنة (37هـ) وسببُها أنَّ عليًّا عزلَ معاويةَ بن أبي سفيانَ عن ولايةِ الشّامِ يومَ تسلُّمِ الخلافةِ فعصاهُ معاويةُ فاقْتَتَلا مئةً وعشرةَ أيّامٍ قُتِلَ فيها من الفريقينِ نحو سبعينَ ألفًا، ثمّ كانتْ وقعةِ النّهروانِ بينَ عليٍّ ومن سَخِطَ عليهِ من الخوارج حينَ رَضِيَ بتحكيمِ أبي موسى الأشعريّ وعمرو بن العاص بينه وبين معاويةَ (38هـ) فتمكَّن الإمامُ عليٌّ منهم وقتلوا جميعًا وكانَ عددهم نحو 1800. أقام عليٌّ بالكوفةِ (دارِ خلافتِه) إلى أنْ قتَلَهُ عبدُ الرّحمنِ بن مُلْجِم غِيلةً سنة (40هـ) واخْتُلِفَ في مكانِ قبرِه فقيلَ بالنّجفِ وقيلَ بالكوفةِ وقيلَ في بلاد طيّئ. اشْتُهِرَ عليّ عند المسلمينَ بالفصاحةِ والحكمةِ، فيُنْسَبُ لهُ الكثيرُ من الأشعارِ والأقوالِ المأثورةِ. كما يُعدُّ رمزًا للشجاعةِ والقوّةِ ويتَّصفُ بالعدلِ والزُهدِ حسب الروايات الواردةِ في كتبِ الحديثِ والتاريخِ. كما يُعتبر من أكبرِ علماءِ عصره علمًا وفقهًا.