
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا رَاقِـدَ الطَرْفِ ما لِلطَّرْفِ إغفاءُ
حَـدّثْ بِـذاكَ فمـا فـي الحُبِّ إخْفاءُ
إنَّ اللَّيــاليَ وَالأيَّـامَ مِـنْ غَزَلـي
فـي الحُسـْنِ والحُـبّ أَبْناءٌ وأَنباءُ
إذْ كــلّ نـافرةٍ فـي الحُـبّ آنِسـةٌ
وَكُــلّ مَائِســَةٍ فـي الحَـيِّ خَضـْراءُ
وَصـَفْوَةُ الـدَّهْرِ بَحْـرٌ والصـّبا سُفُنٌ
وَللِخلاعَــــةِ إرْســـاءٌ وإســـْراءُ
يـا سـاكِني مِصْر شَمْلُ الشّوْقِ مُجْتَمِعٌ
بَعْـدَ الفِـراقِ وَشـَمْلُ الوَصْلِ أَجْزاءُ
كـأنّ عَصـْرَ الصـِّبا مِنْ بَعْدِ فُرْقَتِكُمْ
عَصـْرُ التّصـابي بِـهِ لِلّهْـوِ إِبْطـاءُ
نارَ الهَوَى لَيْس يَخْشَى مِنْكِ قُلْبُ فَتىً
يكــونُ فيــهِ لإبراهيــمَ أَرْجَــاءُ
نَـدْبٌ يَـرَى جُـودَهُ الرّاجـي مُشافَهَةً
والجُـودُ مِـنْ غَيـرِهِ رَمْـزٌ وإِيْمـاءُ
ذُو هِمَّـةٍ لـو غَـدتْ لِلأُفْـقِ ما رَحَلَتْ
لَــه ثُريّــا وَلا جَــازَتْهُ جَــوْزاءُ
لَــوْلَا أخُــوكَ ولا أَلْفــى مَكـارِمَهُ
لَـمْ تَحْـو غَيْـرَ الَّذي تَحْوِيه بَطْحَاءُ
لَكِــنْ تَعَوَّضــْتُ عَـنْ سـُحْبٍ بِمُشـْبهِهِ
إِذْ سـُحْبُ هَـذا وهَـذا فِيهِما المَاءُ
وَعِنْــدَ ذَلِــكَ ظِــلٌّ بــارِدٌ شــَبِمٌ
وَعِنْــدَ ذا مَنْهَــلٌ صــَافٍ وأَهْـواءُ
إِلَيْــكَ أَرْسـَلْتُ أبياتـاً لِمَـدْحِكُما
فــي ســَاحَتَيْهِنّ إســْراء وإرْسـَاءُ
لــم يَقـوَ مِنهـنّ إقْـواءٌ لِقَافِيَـةٍ
وَلَـمْ يَطـأْهُنّ فـي التَّرْتيـبِ إيْطاءُ
فـــإنّ نَظْمِـــي أفــرادٌ مُعــدّدةٌ
وَنظْــمُ غَيْــري رُعاعــاتٌ وغَوْغـاءُ
فلا يُقـــاسُ بِــدُرٍّ مِنْــه مُخْشــَلبٌ
هَـذا دَواءٌ وَقَـوْلُ الجاهِـلِ الـدّاءُ
عَلَيْـكَ مِنّـي سـَلامٌ مـا سـَرَتْ سـَحَراً
نُســَيْمَةٌ عِطْرُهـا فـي الكَـوْنِ دَرَّاءُ
قال ابن فضل الله العمري: (نسيم سرى، ونعيم جرى، وطيف لا بل أخف موقعاً منه في الكرى، لم يأت إلا بما خف على القلوب، وبرئ من العيوب، رق شعره فكاد أن يشرب، ودق فلا غرو للقضب أن ترقص والحمام أن يطرب، ولزم طريقة دخل فيها لا استئذان، وولج القلوب ولم يقرع باب الآذان، وكان لأهل عصره ومن جاء على آثارهم افتتان بشعره وخاصة أهل دمشق فإنه بين غمائم حياضهم ربي، وفي كمائم رياضهم حبي، حتى تدفق نهره، وأينع زهره، وقد أدركت جماعة من خلطائه لا يرون عليه تفضيل شاعر، لا يروون له شعراً إلا وهم يعظمونه كالمشاعر، لا ينظرون له بيتاً إلا كالبيت، ولا يقدمون عليه سابقاً حتى لو قلت ولا امرأ القيس لما باليت، ومرت له ولهم بالحمى أوقات لم يبق من زمانها إلا تذكره، ولا من إحسانها إلا تشكره، وأكثر شعره لا بل كله رشيق الألفاظ، سهل على الحفاظ، لا يخلو من الألفاظ العامية، وما تحلو به المذاهب الكلامية، فلهذا علق بكل خاطر، وولع به كل ذاكر، وعاجله أجله فاخترم، وحرم أحباه لذة الحياة وحرم)