
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لا غَـرْوَ إِنْ هَـزَّ عِطْفـي نَحْوَكَ الطَّرَبُ
قَـدْ قَـامَ حُسـْنُكَ عَنْ عُذْرِي بِمَا يَجِبُ
مــا كـانَ عَهْـدُكَ إِلّا ضـَوْءُ بَارِقَـةٍ
لاحَـتْ لَنَـا وطَـوَتْ أَنْوَارَهَـا الحُجُبُ
تَمِيــلُ عَنِّــي ملالاً مَــا لَـهُ سـَبَبٌ
سـِوَى اعْتِرافـي بِـأَنّي فِيـكَ مُكْتَئِبُ
فَرَاعَنِــي فــي وِدادٍ كُنْـتُ رَاعِيَـهُ
أَنّــي بَعُـدْتُ وَغَيْـرِي مِنْـكَ مُقْتَـرِبُ
لِلْعَيْــنِ عِنْــدَكَ رَاحَــاتٌ مُــوَفَّرةٌ
وَلِلفُـــؤَادِ نَصـــيبٌ كُلُّــهُ نَصــَبُ
فـإِنْ عَشـِقْتَ فَهـذا الحُسـْنُ لِي وَطَرٌ
وإِنْ سـَلَوْتَ فَهَـذا الهَجْـرُ لـي سَبَبٌ
لِكـنَّ لـي حُسـْنُ ظَـنٍّ أَنْ يُعِيـدَكَ لِي
ذَاكَ الحَيــاءُ وذَاكَ الفَضـْلُ والأَدَبُ
وَبَيْنَنَـا مِـنْ عَلاقـاتِ الهَـوَى ذِمَـمٌ
وَمِــنْ رِضــَاعَةِ أَخْلاقِ الصـِّبا نَسـَبُ
قِسـْني وَقُسـّاً وَقَيْسـاً مَنْطِقـاً وَهَوىً
وَانْصِفْ تَجِدْ رُتْبَتي مِنْ دُونِها الرُّتَبُ
وَلا يَغُرَّنَّــكَ مِــنْ فَــوْدَيَّ شـَيْبَهُما
فَصــُبْحُ عَزْمِــي بـادٍ لَيْـسَ يَحْتَجِـبُ
كَـمْ مَهْمَـهٍ جُبْتُـه وَاللَّيْـلُ مُعْتَكِـرٌ
وَوَجْـهُ بَـدْرِ الـدُّجَى بِالغَيْمِ مُنْتَقِبُ
أَقــولُ وَالبـارِقُ العُلْـوِيُّ مُبْتَسـِمٌ
وَالرّيــحُ مُعْتلَّـةٌ والغَيْـثُ مُنْسـَكِبُ
إذا ســَقَى حَلَـبٌ مِـنْ مُـزْنِ غَادِيـةٍ
أَرْضــاً فَخُصـَّتْ بِـأَوْفَى قَطْـرِه حَلَـبُ
أَرضٌ إذا قُلْـتَ مَـنْ سـُكَّان أَرْبُعِهـا
أَجابَـكَ الأَشـْرفَانِ الجُـودُ والحَسـَبُ
قَــوْمٌ إذا زُرْتَهُــمْ أَصـْفُوكَ وُدَّهُـم
كَأَنَّمــــا لَـــكَ أُمٌّ مِنْهُـــمُ وَأَبُ
قال ابن فضل الله العمري: (نسيم سرى، ونعيم جرى، وطيف لا بل أخف موقعاً منه في الكرى، لم يأت إلا بما خف على القلوب، وبرئ من العيوب، رق شعره فكاد أن يشرب، ودق فلا غرو للقضب أن ترقص والحمام أن يطرب، ولزم طريقة دخل فيها لا استئذان، وولج القلوب ولم يقرع باب الآذان، وكان لأهل عصره ومن جاء على آثارهم افتتان بشعره وخاصة أهل دمشق فإنه بين غمائم حياضهم ربي، وفي كمائم رياضهم حبي، حتى تدفق نهره، وأينع زهره، وقد أدركت جماعة من خلطائه لا يرون عليه تفضيل شاعر، لا يروون له شعراً إلا وهم يعظمونه كالمشاعر، لا ينظرون له بيتاً إلا كالبيت، ولا يقدمون عليه سابقاً حتى لو قلت ولا امرأ القيس لما باليت، ومرت له ولهم بالحمى أوقات لم يبق من زمانها إلا تذكره، ولا من إحسانها إلا تشكره، وأكثر شعره لا بل كله رشيق الألفاظ، سهل على الحفاظ، لا يخلو من الألفاظ العامية، وما تحلو به المذاهب الكلامية، فلهذا علق بكل خاطر، وولع به كل ذاكر، وعاجله أجله فاخترم، وحرم أحباه لذة الحياة وحرم)