
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَضـْحَى لَـهُ فـي اكْتِئابِـهِ سـَبَبُ
بِمَبْســـَمٍ فــي رُضــَابِهِ شــَنَبُ
قَلْـبٌ كَمـا يُفْهَـمُ السـُّلوُّ جَـرَى
فِيـهِ كَمَـا يُعْلَـمُ الهَـوَى لَهَـبُ
لا يَــدَّعِي العاشــِقُونَ مَرْتَبـتي
مَتَـى تَسـاوَى التُّـرابُ والـذَّهبُ
أَبكـي إِذَا مَـا شَكَوْا وَأَنْدُبُ إِنْ
بَكَوْا وأَقْضِي نَحْبي إِذَا انْتَحَبُوا
فيمَـــنْ بِأَعْطـــافِهِ وَأَعْيُنِــهِ
جُـــرَّ قَضـــِيبٌ وَجُــرِّدَتْ قُضــُبُ
مُنْتَقِـــمٌ بِالصـــُّدُودِ مُنْتَقِــلٌ
عَـــنْ ودِّهِ بِالجَمَــالِ مُنْتَقِــبُ
مُعْـــرِضٌ بِـــالوِدَادِ مُعْتَـــرِضٌ
مُحْتَجِــرٌ فــي الغَـرَامِ مُحْتَجِـبُ
يــا حَبَّــذا دَارهُ وَإِنْ بَعُــدَتْ
وَحَبّـــذَا أَهْلَــهُ وَإِنْ غَضــِبُوا
وَحَبَّـذا الشـَّام إِنْ سـَمتْ بِحُسـا
مِ الـدّين مِنْها البِطَاحُ والكُثُبُ
لا أَخْتَشـِي الحادِثاتِ وَالحَسَنُ ال
مُحْســِنُ لِــي فــي جَنـابِهِ أَرَبُ
مِـنْ مَعْشـَرٍ قَدْ سَموْا وَقَدْ كَرُمُوا
فِعْلاً وَطـابُوا أَصْلاً إِذَا انْتَسبُوا
إِنْ أَظْلَـمَ الـدَّهْرُ ضـَاءَ حُسـْنُهُم
وَإِنْ أُمِــرَّت أَيَّامُنَــا عَــذُبُوا
وَإِنْ أَرادُوا مَكارِمــاً بَلَغُــوا
وَإِنْ أَرادُوا مَكَارِهــاً غَلَبُــوا
مَـا إِنْ سـَعَوْا في مَحامِدٍ رَفَعُوا
لَهــا بِنــاءً فَعــاقَهُمْ نَصــَبُ
قَــوْمٌ يَشــُقُّونَ كُلَّمـا شـَعَب ال
خَطْـبُ ومَـنْ ذا يَشـُقُّ مـا شَعَبُوا
وَتَســْتَقِرُّ العُيُــونُ إِنْ نَزَلُـوا
وتَســْتَقِرُّ القُلُــوبُ إِنْ رَكِبِـوا
وَتَخْجَــلُ الســُّحْبُ مِــنْ أَكُفِّهِـمِ
مِنْ أَجْلِ هَذَا تُبْدِي الحَيَا السُّحُبُ
مِــنْ فِضــَّةٍ عِرْضــُهُم ونَشــْرُهُم
يُعطَّــرُ الكَــوْنُ أَيَّــةً ذَهَبُـوا
مـا أَشـْرَقُوا فـي ذُكـاء مَعْرِفَةٍ
إلّا ذَكَــا مِــنْ ذُكــائِهم غُـرُبُ
إِنْ حَضـَرُوا فـي مَجَـالسٍ خَطَبـوا
وَإِنْ نـأَوْا عَـنْ مُجـالسٍ خُطِبُـوا
وَكَــمْ عُـدَاةٍ أَقْـوالهم كَتَبُـوا
وَكَـمْ عِـداةٍ وَفـوا بِهـا كَتَبُوا
ســَابَقَهُمْ فــي عُلُــومِهِمْ نَفَـرٌ
فَمـا لَقـوْا شـأْوَهُمْ وَلا قَرُبُـوا
قُـلْ لِأَجَـلِّ الـوَرَى إِذَا انْتَسَبُوا
حَسـْبُكَ مَـا يَقْتَضـِي لَـكَ الحَسـَبُ
يَــا ضـَاحِكاً وَالحَيَـاةُ عَابِسـَةٌ
وَثَابِتـــاً وَالجِبَــالُ تَضــْطَرِبُ
الــدَّهْرُ دَوْحٌ وأَنْـتَ فِيـهِ قَضـِي
بُ البَـانِ غُصـْناً وَغَيْـرُكَ الحَطَبُ
خُـذْ مِـدحاً لَـمْ أُرِدْ بِهَـا مِنَحاً
حَســْبِيَ أَنِّــي إِلَيْــكَ أَنْتَســِبُ
قال ابن فضل الله العمري: (نسيم سرى، ونعيم جرى، وطيف لا بل أخف موقعاً منه في الكرى، لم يأت إلا بما خف على القلوب، وبرئ من العيوب، رق شعره فكاد أن يشرب، ودق فلا غرو للقضب أن ترقص والحمام أن يطرب، ولزم طريقة دخل فيها لا استئذان، وولج القلوب ولم يقرع باب الآذان، وكان لأهل عصره ومن جاء على آثارهم افتتان بشعره وخاصة أهل دمشق فإنه بين غمائم حياضهم ربي، وفي كمائم رياضهم حبي، حتى تدفق نهره، وأينع زهره، وقد أدركت جماعة من خلطائه لا يرون عليه تفضيل شاعر، لا يروون له شعراً إلا وهم يعظمونه كالمشاعر، لا ينظرون له بيتاً إلا كالبيت، ولا يقدمون عليه سابقاً حتى لو قلت ولا امرأ القيس لما باليت، ومرت له ولهم بالحمى أوقات لم يبق من زمانها إلا تذكره، ولا من إحسانها إلا تشكره، وأكثر شعره لا بل كله رشيق الألفاظ، سهل على الحفاظ، لا يخلو من الألفاظ العامية، وما تحلو به المذاهب الكلامية، فلهذا علق بكل خاطر، وولع به كل ذاكر، وعاجله أجله فاخترم، وحرم أحباه لذة الحياة وحرم)