
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خفّـفِ السـّيْرَ واتّئِدْ يـا حـادي
إنّمــا أنــتَ ســائقٌ بفُـؤادي
مـا تَـرى العِيسَ بينَ سَوقٍ وشَوْقٍ
لرَبيـعِ الرُّبـوعِ غرْثَـى صـوادي
لـم تُبَقّـي لهـا المَهامِهُ جِسْماً
غيـرَ جِلْـدٍ علـى عظـامٍ بَـوادي
وتحَفّــتْ أخْفَافُهـا فَهـيَ تمشـي
مِـن وَجاها في مِثل جَمْرِ الرّمادِ
وبَراهــا الـوَنَى فحَـلّ بُراهـا
خَلّهَــا تَرْتَـوِي ثِمَـادَ الوِهـادِ
شـَفّها الوَجْـدُ إن عَـدِمتَ رِواها
فاسقِها الوخْدَ من جِفارِ المِهادِ
واسـْتَبِقْهَا واسـتَبْقِهَا فهيَ ممّا
تــترامَى بــه إلـى خَيْـرِ وادِ
عَمْـرُكَ اللَّـه إن مـرَرتَ بـوادي
ينْبُـعٍ فالـدُّهَينا فبـدرٍ فغادي
وســَلَكْتَ النّقــا فَـأَوْدانَ وَدّا
ن إلـى رَابـغِ الـرّويّ الثّمـادِ
وقَطَعْـتَ الحِـرَارَ عَمـداً لخَيمـا
تِ قُدَيـــدٍ مَـــواطنِ الأمجــادِ
وتَــدَانَيتَ مــنْ خُلَيْـصٍ فعُسـْفا
نَ فمَـرِّ الظَّهرانِ ملْقَى البوادي
وَوَرَدتَ الجمـومَ فالقَصـْرَ فالدّكْ
نــاء طُــرّاً مناهــلَ الـوُرّادِ
وأَتَيْـتَ التّنعيمَ فالزّاهرَ الزّا
هِــرَ نَـوراً إلـى ذُرى الأطـوادِ
وعَبَـرْتَ الحُجـون واجتَزْتَ فاخترْ
تَ ازديــاداً مشــاهدَ الأوتـادِ
وبَلَغْـتَ الخيـامَ فـأبلِغْ سـلامي
عـنْ حفـاظٍ عُرَيْـب ذاك النّـادي
وتَلَطّـفْ واذكُـرْ لهُمْ بعض ما بي
مـن غـرامٍ مـا إنْ لَه من نَفادِ
يـا أَخِلّايَ هَـلْ يَعـودُ التّـداني
منكُــمُ بـالحِمَى بعَـوْد رفـادي
مَـا أَمَرّ الفراقَ يا جيرَة الحي
يِ وأحْلَـى التّلاقِ بعـدَ انفـرادِ
كيــف يَلتَــذّ بالحيـاة مُعَنّـىً
بَيــن أحشـائه كَـوَرْيِ الزّنـادِ
عُمْـرُهُ واصـطبَارُهُ فـي انتِقَـاصٍ
وجَــواهُ ووَجْــدُهُ فـي ازديـادِ
فـي قُـرى مصـرَ جسـمُهُ والأُصَيْحَا
بُ شــآماً والقلـبُ فـي أجيـادِ
إنْ تَعُـدْ وَقْفَـةٌ فُوَيْـق الصُّحَيْرَا
ت رَواحــاً سـَعدتُ بَعـد بعـادي
يـا رعَـى اللَّهُ يومنا بالمصَلّى
حيـثُ نُـدْعى إلـى سبيل الرّشادِ
وقِبـابُ الركـابِ بَيـنَ العُلَيْمَيْ
نِ ســِراعاً للمــأزِمَيْنِ غـوادي
وســقَى جَمْعَنــا بجَمْــعٍ مُلِثّـاً
ولُيَيْلاَتِ الخَيْــفِ صــَوْبُ عِهــادِ
مَــنْ تَمَنّــى مـالاً وحُسـْنَ مـآلٍ
فَمُنــائي مِنـىً وأقصـى مُـرادي
يـا أُهَيْلَ الحِجَازِ إنْ حَكَم الدّهْ
رُ بِبَيْــنٍ قضــاءَ حَتــمٍ إرادي
فغَرامـي القـديمُ فيكُـمْ غرامي
ووِدادي كمـــا عَهِــدْتُمْ وِدَادِي
قـد سـَكَنْتُمْ مـنَ الفُؤادِ سُوَيْدَا
هُ ومـنْ مُقْلَـتي سـواءَ السـّوادِ
يــا سـميري رَوّحْ بمَكّـةَ رُوحـي
شـادِياً إنْ رَغِبْـتَ فـي إسـعادي
فـذُراها سـِرْبي وطيـبي ثَراهـا
وســبيلُ المَســِيلِ وِرْدِي وزادي
كـان فيهـا أُنسي ومِعْراجُ قُدْسِي
ومُقـامي المَقـامُ والفتـحُ بادِ
نقلَتنـي عنهـا الحُظُـوظُ فجُـذّتْ
وارِدَاتــي ولــمْ تَـدُمْ أوْرَادي
آهِ لــو يَسـْمَحُ الزَّمـانُ بعَـوْدٍ
فعســَى أن تعـودَ لـي أعْيـادي
قَسـَماً بـالحطيم والرُّكـنِ والأسْ
تَـارِ والمَرْوَتَيْـنِ مَسْعَى العِبَادِ
وظِلاَلِ الجنـابِ والحِجـرِ والمـيْ
زابِ والمُســــْتَجَاب للقُصـــّادِ
مـا شـَمِمْتُ البَشـامَ إلّا وأهـدَى
لِفــؤادي تحيّــةً مــن ســعادِ
عُمر بن علي بن مرشد بن علي الحموي الأصل، المصري المولد والدار والوفاة، الملقب شرف الدين بن الفارض.شاعر متصوف، يلقب بسلطان العاشقين، في شعره فلسفة تتصل بما يسمى (وحدة الوجود).اشتغل بفقه الشافعية وأخذ الحديث عن ابن عساكر، وأخذ عنه الحافظ المنذري وغيره، إلا أنه ما لبث أن زهد بكل ذلك وتجرد، وسلك طريق التصوف وجعل يأوي إلى المساجد المهجورة وأطراف جبل المقطم، وذهب إلى مكة في غير أشهر الحج ! وأكثر العزلة في وادٍ بعيد عن مكة.ثم عاد إلى مصر وقصده الناس بالزيارة حتى أن الملك الكامل كان ينزل لزيارته.وكان حسن الصحبة والعشرة رقيق الطبع فصيح العبارة، يعشق مطلق الجمال وقد نقل المناوي عن القوصي أنه كانت له جوارٍ بالبهنا يذهب اليهن فيغنين له بالدف والشبابة وهو يرقص ويتواجد.