
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قِـفْ بالـدّيَارِ وحَـيّ الأربُعَ الدُّرُسا
ونادِهــا فعَسـاهَا أن تجيـبَ عَسـَى
وإنْ أَجَنَّــكَ ليــلٌ مِــن تَوَحّشــِهَا
فاشعَلْ من الشَّوق في ظَلمائِها قبسا
يا هل دَرَى النّفَرُ الغادونَ عن كَلِفٍ
يـبيتُ جِنْـحَ اللّيالي يَرْقُب الغَلَسا
فـإن بَكَـى فـي قِفَـارٍ خِلْتَها لُججاً
وإن تَنَفّــس عــادتْ كُلّهَــا يَبَسـا
فَــذو المَحاسـِنِ لا تُحْصـَى محاسـْنُهُ
وبـارِعُ الأُنْـسِ لا أَعْـدمْ بـه أُنُسـا
كـم زارنـي والـدّجى يَرْبدّ من حَنَقٍ
والزهْـرُ تبسـِمُ عن وَجْهِ الذي عَبَسَا
وابتَـزَّ قلـبيَ قَسـراً قُلـتُ مَظْلَمـةً
يا حاكمَ الحبّ هذا القلبُ لِمْ حُبِسا
غَرَسـْتُ بـاللّحظ وَرْداً فـوقَ وجنَتِـهِ
حـقٌّ لطَرْفَـيَ أنْ يَجنـي الـذي غرسا
فـإن أَبَـى فالأقـاحي منـهُ لي عِوَضٌ
مَـنْ عُـوّض الـدُّرّ عن زهرٍ فما بخِسا
إنْ صــالَ صــِلُّ عِــذَارَيْهِ فلا حَـرَجٌ
أنْ يجْـنِ لَسـْعاً وأنـي أجتَني لَعَسَا
كـم بـاتَ طَوْعَ يدي والوصلُ يجمعُنا
فـي بُرْدَتَيْهِ التّقى لا نعرِفُ الدّنَسا
تلكَ اللّيالي التي أعدَدْتُ من عُمُري
مــعَ الأحِبّــةِ كـانت كُلّهـا عُرُسـا
لـم يحـلُ للعيـنِ شـيء بعدَ بُعْدِهِم
والقلـبُ مُذْ آنس التّذكارَ ما أَنِسا
يـا جَنّـةً فارَقَتْهَـا النفـسُ مُكْرَهةً
لـولا التّأسـّي بدارِ الخُلْدِ مُتُّ أسى
عُمر بن علي بن مرشد بن علي الحموي الأصل، المصري المولد والدار والوفاة، الملقب شرف الدين بن الفارض.شاعر متصوف، يلقب بسلطان العاشقين، في شعره فلسفة تتصل بما يسمى (وحدة الوجود).اشتغل بفقه الشافعية وأخذ الحديث عن ابن عساكر، وأخذ عنه الحافظ المنذري وغيره، إلا أنه ما لبث أن زهد بكل ذلك وتجرد، وسلك طريق التصوف وجعل يأوي إلى المساجد المهجورة وأطراف جبل المقطم، وذهب إلى مكة في غير أشهر الحج ! وأكثر العزلة في وادٍ بعيد عن مكة.ثم عاد إلى مصر وقصده الناس بالزيارة حتى أن الملك الكامل كان ينزل لزيارته.وكان حسن الصحبة والعشرة رقيق الطبع فصيح العبارة، يعشق مطلق الجمال وقد نقل المناوي عن القوصي أنه كانت له جوارٍ بالبهنا يذهب اليهن فيغنين له بالدف والشبابة وهو يرقص ويتواجد.