
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هـو الحُبّ فاسلم بالحشا ما الهَوى سهلَ
فمــا اختــارَهُ مُضـْنى بـه ولـه عقْـلُ
وعِــشْ خاليــاً فــالحُبّ راحتُــهُ عَنـاً
وأَوّلُــــهُ ســــُقْمٌ وآخــــرُهُ قَتْـــلُ
ولكــنْ لــديّ المــوتُ فيــه صــَبابةً
حيــاةٌ لمَـن أهـوى علـيّ بهـا الفضـل
نصــحْتُك عِلمــاً بــالهَوَى والـذي أرى
مخــالَفَتي فــاختر لنفسـكَ مـا يحلـو
فـإن شـئتَ أن تحيـا سـعيداً فمُـتْ بِـهِ
شـــهيداً وإلاّ فـــالغرامُ لــهُ أهْــل
فمـن لـم يمُـتْ فـي حُبّـه لـم يَعِـشْ به
ودون اجتنـاءِ النّحـل مـا جنـتِ النّحل
تَمَسـّكْ بأذْيـالِ الهَـوَى واخْلَـعِ الحيـا
وخَــلّ ســَبيلَ الناســكينَ وإن جَلّــوا
وقُـــلْ لقتيــلِ الحــبّ وَفّيــتَ حقّــه
وللمــدعي هيهـاتِ مـا الكَحَـلُ الكَحْـل
تعـــرّضَ قـــومٌ للغـــرامِ وأعْرَضــوا
بجـانبهم عـن صـحّتي فيـه فـا عتلـوا
رَضــُوا بالأمــاني وابتُلـوا بحظُـوظهم
وخاضـوا بحـار الحـبّ دعوى فما ابتلّو
فهُـمْ فـي السُّرى لم يَبْرَحوا من مكانهم
ومـا ظَعَنـوا فـي السّير عنه وقد كَلّوا
وعن مذهبي لمّا استَحَبّوا العمى على ال
هُــدَى حَسـداً مـن عَنْـدِ أنفسـهم ضـَلّوا
أحبّـــةَ قلـــبي والمَحَبّـــةُ شــافعي
لـدَيكم إذا شـئْتُمْ بهـا اتّصـل الحبـل
عســـى عَطْفَــةٌ منكُــمْ علــيّ بنظــرةٍ
فقــد تعبَــتْ بينــي وبينَكُـمْ الرُّسـُلُ
أحِبّــايَ أَنتُـم أَحسـَنَ الـدّهرُ أم أسـا
فكونـوا كمـا شـئتمْ أنـا ذلـك الخِـلّ
إذا كـان حظـي الهجـرَ منكـم ولم يكن
بِعـادٌ فـذاك الهجـرُ عنـدي هـو الوَصْلُ
ومـا الصـّدّ إلاّ الـوُدّ مـا لم يكنْ قِلىً
وأصــعبُ شــيءٌ غيــرَ أعراضــِكم سـهل
وتعـــذيبُكُمْ عـــذبٌ لـــدَيّ وجَــورُكم
علــيّ بمــا يقضـي الهـوى لكُـمُ عـدل
وصــــَبريَ صـــَبْرٌ عنكُـــمُ وعليكُـــمُ
أرى أبـــداً عنــدي مرارتَــه تحْلُــو
أَخَـذتُمْ فـؤادي وهـوَ بَعضـي فمـا الذي
يضـــُرّكُمُ لــو كــان عنــدكُمُ الكُــلّ
نَــأَيْتُمُ فغيـرَ الـدَّمعِ لـم أرَ وافيـاً
سـوى زَفْـرَةٍ مـن حـرّ نـار الجوى تغلو
فَســـُهْدِيَ حـــيٌّ فــي جُفُــوني مخَلَّــدٌ
ونَــومي بهــا مَيْـتٌ ودمعـي لـه غُسـْل
هـوىً طَـلّ مـا بيـن الطّلـولِ دمـي فمن
جفـوني جـرى بالسـفح مـن سـَفْحِهِ وبَـل
تَبَـــالَهَ قَــومي إذ رأونــي مُتَيّمــاً
وقـالوا بمـن هـذا الفـتى مسّه الخَبْل
ومــاذا عســى عنّـي يُقـالُ سـِوى غَـدا
بنُعــمٍ لـه شـُغْلٌ نعَـم لـي بهـا شـُغل
وقــال نســاءُ الحـيّ عنّـا بِـذِكْرِ مَـنْ
جَفانــا وبعــدَ العِـزّ لَـذّ لـه الـذّلّ
إذا انعَمَـــتْ نُعْـــمٌ علـــيّ بنظــرةٍ
فلا أســعدتْ ســعْدَى ولا أجملــتْ جُمــل
وقــد صــَدِئَتْ عينــي برُؤيــة غيرهـا
ولَثــمُ جفــوني تُرْبَهـا للصـَّدا يجلـو
وقــد عَلِمُــوا انّــي قتيــلُ لِحاظِهـا
فــإنّ لهــا فــي كــلّ جارحــةٍ نصـْل
حَــديثي قَــديمٌ فـي هواهـا ومـا لَـهُ
كمــا علِمــتْ بَعْــدٌ وليـس لهـا قبـل
ومـا لـيَ مِثـلٌ فـي غرامـي بهـا كمـا
غَـدَتْ فتْنـةً فـي حُسـْنِها مـا لهـا مِثل
حــرامٌ شـِفا سـُقْمِي لـديها رضـيتُ مـا
بـه قسـمَتْ لـي فـي الهـوى ودمـي حِـلّ
فحــالي وإن ســاءتْ فقــد حَسـُنَتْ بـه
ومـا حـطّ قـدري فـي هواهـا بـه أعْلو
وعُنــوانُ مــا فيهـا لقيـتُ ومـا بـهِ
شـَقَيْتُ وفـي قـولي اختَصـَرْتُ ولـم أغـل
خَفيــتُ ضــنىً حــتى لقـد ضـلّ عـائدي
وكيــف تَــرَى العُـوّادُ مـن لا لـه ظِـلّ
ومــا عَثَــرَتْ عَيْــنٌ علـى أَثَـري ولـم
تَـدَعْ لـي رسماً في الهوى الأعينُ النُّجل
ولــي همّــةٌ تعلــو إذا مـا ذكَرْتُهـا
وروحٌ بِـــذِكْراها إذا رَخُصـــَتْ تغلــو
جَــرَى حُبّهـا مجـرَى دمـي فـي مفاصـِلي
فأصــبَحَ لـي عـن كـلّ شـُغْلٍ بهـا شـغل
فنـافِس ببَـذْلِ النّفـسِ فيها أخا الهوى
فـإن قَبِلَتْهَـا منـكَ يـا حبّـذا البـذل
فمَــنْ لـم يجُـدْ فـي حُـبّ نُعـمٍ بنفسـِهِ
ولـو جـاد بالدّنيا إليه انتهى البُخل
ولَـــولا مراعـــاةُ الصــّيانة غَيْــرَةً
ولَـو كَثُـروا أهـلُ الصـّبابة أو قلّـوا
لقُلْـــتُ لعُشـــّاقِ الملاحــةِ أقبِلــوا
إليهـا علـى رأيـي وعـن غيرهـا ولّوا
وإن ذُكــرَتْ يومــاً فخُــرّوا لــذِكرها
ســجوداً وإن لاحـت الـى وجههـا صـَلّوا
وفــي حُبّهــا بِعْـتُ السـعادةَ بالشـّقا
ضــلالاً وعقلــي عــن هُــدايَ بـه عقـل
وقُلْـــتُ لرُشــْدِي والتنَســّكِ والتُّقــى
تَخَلُّـوا ومـا بينـي وبيـن الهوى خَلّوا
وفرّغــتُ قلــبي عــن وجــوديَ مُخلِصـاً
لَعَلّــيَ فــي شـُغلي بهـا مَعهـا أخلـو
ومِـنْ أجلِهـا أسـعى لمَـنْ بينَنَـا سـعى
وأعــدو ولا أعـدو لمَـنْ دَأْبُـهُ العَـذْل
فأرتــاحُ للواشــينَ بَينــي وبينَهــا
لتَعلَــمَ مـا ألقَـى ومـا عنـدها جَهـل
وأصــبوا إلـى العُـذّال حُبّـاً لـذِكْرِهَا
كــأنهمُ مابيننــا فــي الهـوي رُسـل
فـــان حـــدثواعنها فكلــي مســامع
وكُلّـــي إن حـــدّثتُهم ألســُنٌ تَتلــو
تخـــالفَتِ الأقــوالُ فينــا تبايُنــاً
برَحْــمِ ظنــونٍ بيننـا مـا لهـا أصـل
فشــَنّعَ قــومٌ بالوِصــال ولــم تصــِلْ
وارْجَــفَ بالســّلوَانِ قــومٌ ولـم أسـل
فمــا صــدَقَ التشـنيعُ عنهـا لِشـقوتي
وقــد كــذبت عنّـي الأراجيـف والنقـل
وكيــفَ أُرَجّــي وصــْلَ مَـنْ لـو تصـوّرَتْ
حِماهـا المُنـى وهْماً لضاقت بها السُّبل
وإن وعــدَتْ لـم يلحَـقِ الفعـلُ قولَهـا
وإن أوْعــدَتْ بــالقولِ يسـبقُهُ الفعـل
عِـــديني بوَصـــْلٍ وامْطُلِــي بنَجَــازِهِ
فعِنــدي إذا صـح الهـوى حَسـُنَ المطـل
وحُرْمَــةِ عهــدٍ بينَنـا عنـه لـم أحُـلْ
وعَقْــدٍ بأيْــدٍ بينَنــا مــا لـه حَـلُّ
لأنـتِ علـى غيـظِ النّـوى ورِضـى الهـوى
لــدَيّ وقلــبي سـاعةً منـكِ مـا يخلـو
تُــرَى مُقْلَـتي يومـاً تَـرَى مَـن أُحِبّهـمْ
ويَعْتِبُنِـــي دهــري ويجتمــع الشــّمل
ومـا برِحـوا معنـىً أراهُـمْ معـي فـإن
نـأوا صـورةً فـي الـذّهْنِ قام لهُمْ شكل
فهـم نَصـْبُ عينـي ظـاهراً حيثُمـا سرَوا
وهُـم فـي فـؤادي باطنـاً أينمـا حلّوا
لهُــمْ أبــداً منــي حُنُــوٌّ وإن جَفَـوا
ولــي أبــداً مَيْـلٌ إلَيْهِـمْ وإن مَلّـوا
عُمر بن علي بن مرشد بن علي الحموي الأصل، المصري المولد والدار والوفاة، الملقب شرف الدين بن الفارض.شاعر متصوف، يلقب بسلطان العاشقين، في شعره فلسفة تتصل بما يسمى (وحدة الوجود).اشتغل بفقه الشافعية وأخذ الحديث عن ابن عساكر، وأخذ عنه الحافظ المنذري وغيره، إلا أنه ما لبث أن زهد بكل ذلك وتجرد، وسلك طريق التصوف وجعل يأوي إلى المساجد المهجورة وأطراف جبل المقطم، وذهب إلى مكة في غير أشهر الحج ! وأكثر العزلة في وادٍ بعيد عن مكة.ثم عاد إلى مصر وقصده الناس بالزيارة حتى أن الملك الكامل كان ينزل لزيارته.وكان حسن الصحبة والعشرة رقيق الطبع فصيح العبارة، يعشق مطلق الجمال وقد نقل المناوي عن القوصي أنه كانت له جوارٍ بالبهنا يذهب اليهن فيغنين له بالدف والشبابة وهو يرقص ويتواجد.