
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تَمَنَّــى مَزْيَــدٌ زَيْـدًا فَلَاقَـى
أَخاً ثِقَةً إِذَا اخْتَلَفَ الْعَوَالِي
كَمُنْيَـةِ جَـابِرٍ إِذْ قَـالَ لَيْتِي
أُصــَادِفُهُ وَأُتْلِـفَ جُـلَّ مَـالِي
تَلَاقَيْنَــا فَمَــا كُنَّـا سـَوَاءً
وَلَكِــنْ خَـرَّ عَـنْ حَـالٍ لِحَـالِ
وَلَـوْلَا قَـوْلُه يَـا زَيْـدُ قَدْنِي
لَقَـدْ قَـامَتْ نُـوَيْرَةٌ بِالْمَآلِي
شـَكَكْتُ ثِيَـابَهُ لَمَّـا الْتَقَيْنَا
بِمُطَّــرِدِ الْمَهَــزَّةِ كَــالْخِلَالِ
تَــذَكَّرَ وَطْبَــهُ لَمَّــا رَآنِـي
أُقَلِّــبُ صــَعْدَةً مِثْــلَ الْهِلَالِ
وَأَسـْلَمَ عِرْسـَهُ لَمَّـا الْتَقَيْنَا
وَأَيْقَـنَ أَنَّنَـا صـُهْبُ السـِّبَالِ
فَـإِنْ يَبْـرَأْ فَلَـمْ أَنْفُثْ عَلَيْهِ
وَإِنْ يَهْلِــكْ فَـإِنِّي لَا أُبَـالِي
وَقَــدْ عَلِمَـتْ مَعَـدٌّ أَنَّ سـَيْفِي
كَرِيــهٌ كُلَّمَــا دُعِيَـتْ نَـزَالِ
وَأُغَــادِيهِ بِصــَقْلٍ كُـلَّ يَـوْمٍ
وَأُعْجِمُــهُ بِهَامَــاتِ الرِّجَـالِ
وَقَـدْ بَلَغَـتْ سـَوَاءَةُ كُـلِّ مَجْدٍ
بِأَنْفُسـِهَا إِذَا سـَمِنَتْ فِصـَالِي
أُقَــرِّبُ مَرْبِـطَ الْهِطَّـالِ إِنِّـي
أَرَى حَرْبـاً تَلَقَّـحُ عَـنْ حِيَـالِ
أُســَوِّيهِ بِمُكْنِــفَ إِذْ شـَتَوْنَا
وَأُوْثِــرُهُ عَلَـى جُـلِّ الْعِيَـالِ
زَيدُ الخَيْلِ هُوَ زَيدُ بنُ مُهَلْهَلٍ مِنْ قَبِيلَةِ طَيِّئٍ، صَحابِيٌّ جَلِيلٌ، وَكانَ شاعِراً مُحْسِناً، وَخَطِيباً لَسِناً، وَشُجاعاً مِقْداماً، وَكانَ طَوِيلاً جَسِيماً مِنْ أَجْمَلِ النَّاسِ مَوْصُوفاً بِالكَرَمِ، لُقِّبَ بِزَيْدِ الخَيْلِ لِكَثْرَةِ خَيْلِهِ أَوْ لِكَثْرَةِ طِرادِهِ بِها. أَسْلَمَ فِي السَّنَةِ التَّاسِعَةِ لِلهِجْرَةِ وَسَمّاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْدُ الخَيْرِ، وَقالَ لَهُ: "يا زَيْدُ، ما وُصِفَ لِي أَحَدٌ فِي الجاهِلِيَّةِ فَرَأَيْتُهُ فِي الإِسْلامِ إِلَّا رَأَيْتُهُ دُونَ ما وُصِفَ لِي غَيْرَكَ". وَبَقِيَ فِي المَدِينَةِ سَبْعَةَ أَيّامٍ ثُمَّ أَصابَتْهُ حُمّى شَدِيدَةٌ فَخَرَجَ عائِداً إِلَى نَجْدٍ، وَفِي طَرِيقِهِ نَزَلَ عَلَى ماءٍ لَطَيئٍ يُقالُ لَهُ (فَرْدَةُ) وَماتَ هُنالِكَ، وَقِيلَ بَلْ ماتَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ رضي اللهُ عنهُ.