
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَيُهْلِكُنــي شـَيْبانُ فِـي كُـلِّ لَيْلَـةٍ
لِقَلْبِــيَ مِـن خَـوْفِ الْفِـراق وَجِيـبُ
أَشـَيْبانُ مـا أَدْراكَ أَنْ كُـلُّ لَيْلَـةٍ
غَبَقْتُــك فِيهــا وَالْغَبُــوقُ حَبِيـبُ
غَبَقْتُـك عُظْماهـا سـَناماً أَوِ انْبَرَى
بِرِزْقِــكَ بَــرَّاقُ الْمُتُــون أَريــبُ
أَشـَيْبانُ إِنْ تَـأَبَ الْجُيُـوشُ بِحَـدِّهِمْ
يُقاســـُونَ أَيَّامــاً لَهُــنَّ خُطُــوبُ
وَلا هَــمَّ إِلَّا الْبَــزُّ أَوْ كُـلُّ سـابِحٍ
عَلَيْــهِ فَـتىً شـاكِي السـِّلاحِ نَجِيـبُ
يَــذُودُونَ جُنْـدَ الْهُرْمُـزَانِ كَأنّمـا
يَــــذُودُونَ أَوْرادَ الْكِلابِ تَلُـــوبُ
فَـإِنْ يَـكُ غُصْنِي أَصْبَحَ الْيَوْمَ ذاوِياً
وغُصــْنُكَ مِـنْ مـاءِ الشـَّبابِ رَطِيـبُ
فَـإنِّي حَنَـتْ ظَهْـرِي خُطُـوبٌ تَتـابَعَتْ
فَمَشـْيِي ضـَعِيفٌ فِـي الرِّجـالِ دَبِيـبُ
وَمـا لِلعِظـامِ الرّاجِفاتِ مِنَ الْبِلَى
دَواءٌ وَمـــا لِلرُّكْبَتَيْـــنِ طَبِيــبُ
إِذا قـالَ صـَحْبِي يـا رَبِيعُ أَلا تَرَى
أَرَى الشـَّخْصَ كَالشَّخْصـَيْنِ وَهْـوَ قَرِيبُ
فَلا يُعْجِبَنْـكَ الْمَرْءُ إِنْ كانَ ذا غِنى
ســـَتَتْرُكُهُ الْأَيَّــامُ وَهْــوَ حَرِيــبُ
وَكائِنْ تَرى فِي النَّاسِ مِنْ ذِي بَشاشَةٍ
وَمِــنْ شـَأْنِهِ الْإِقْتـارُ وَهْـوَ نَجِيـبُ
وَيُخْبِرُنِــي شـَيْبانُ أَنْ لَـنْ يَعَقَّنِـي
تُعَـــقُّ إِذا فـــارَقْتَنِي وَتَحُـــوبُ
فلا تُــدْخِلنَّ الــدَّهْرَ قَبْـرَك حُوبَـةً
يَقُــومُ بِهـا يَوْمـاً عَلَيْـكَ حَسـِيبُ
إِذا قُلْـتُ تَرْعَـى قـالَ سَوْفَ تُرِيحُنِي
مِـنَ الرَّعْـيِ مِـذْعانُ الْعَشـِيِّ خَبُـوبُ
المُخبَّلُ السَّعْدِيُّ، هُوَ الرَّبِيعُ بنُ رَبيعةَ وفيل رَبيعةُ بنُ مالكٍ، مِن بَنِي سَعْدِ بنِ زَيدِ مَناةَ بنِ تَميمٍ، وهُوَ مِنَ الشُّعراءِ المُخَضْرَمِينَ المُعمَّرِينَ، فَقدْ عُمِّرَ فِي الجَاهِلِيَّةِ وَالإِسْلَامِ عُمراً طَويلاً وهاجر وابنه إلى البصرة، وولده كثير بالأحساء وهم شعراء، وهو مِن شُعراءِ المُفضّليّاتِ، وعَدّهُ ابنُ سلّامٍ مِن شُعراءِ الطَّبَقَةِ الخامِسَةِ، ومَاتَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ أَو عُثْمَانَ.