
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَفِــي أَثَـرِ الأَظْعَـانِ عَيْنُـكَ تَلْمَـحُ
نَعَــمْ لَاتَ هَنَّــا إِنَّ قَلْبَــكَ مِتْيَـحُ
ظَعَــائِنُ مِئْنَــافٍ إِذَا مَــلَّ بَلْـدَةً
أَقَــامَ الرِّكَــابَ بَــاكِرٌ مُتَــرَوِّحُ
مِـنَ المُتْبِعِيـنَ الطَّرْفَ فِي كُلِّ شَتْوَةٍ
سـَنَا البَرْقِ يَدْعُوهُ الرَّبِيعُ المُطَّرِحُ
يُسـَامِي الغَمَـامَ الغُـرَّ ثُـمَّ مَقِيلُهُ
مِـنَ الشـَّرَفِ الأَعْلَـى حِسـَاءٌ وَأَبْطَـحُ
رَعَيْـنَ قَـرَارَ المُـزْنِ حَيْـثُ تَجَاوَبَتْ
مَــذَاكٍ وَأَبْكَـارٌ مِـنَ المُـزْنِ دُلَّـحُ
بِلَادٌ يَبُــزُّ الفَقْــعُ فِيهَـا قِنَـاعَهُ
كَمَـا ابْيَـضَّ شـَيْخٌ مِـنْ رِفَاعَةَ أَجْلَحُ
أَقَـامَتْ بِـهِ حَـدَّ الرَّبِيـعِ وَجَارُهَـا
أَخُـو سـَلْوَةٍ مَسـَّى بِـهِ اللَّيْلُ أَمْلَحُ
فَلَمَّـا انْتَهَـى نَيُّ المَرَابِيعِ أَزْمَعَتْ
خُفُوفــاً وَأَوْلَادُ المَصــَايِيفِ رُشــَّحُ
رَمَاهَ السَّفَا وَاعْتَزَّهَا الصَّيْفُ بَعْدَمَا
طَبَــاهُنَّ رَوْضٌ مِــنْ زُبَالَــةَ أَفْيَـحُ
وَحَــارَبَتِ الهَيْـفُ الشـِّمَالَ وَآذَنَـتْ
مَــذَانِبُ مِنْهَـا اللَّـدْنُ وَالمُتَصـَوِّحُ
تَحَمَّلْـنَ مِـنْ ذَاتِ التَّنَـانِيرِ بَعْدَمَا
مَضــَى بَيْـنَ أَيْـدِيهَا سـَوَامٌ مُسـَرَّحُ
وَعَـالَيْنَ رَقْمـاً فَـوْقَ رَقْـمٍ كَسـَوْنَهُ
قَنَــا عَرْعَــرٍ فِيــهِ أَوَانِـسُ وُضـَّحُ
عَلَـى كُـلِّ عَجْعَـاجٍ إِذَا عَـجَّ أَقْبَلَـتْ
لَهَـــاةٌ تُلَاقِيهَــا مَخَــالِبُ كُلَّــحُ
تَبَصــَّرْتُهُمْ حَتَّـى إِذَا حَـالَ دُونَهُـمْ
رُكَــامٌ وَحَــادٍ ذُو غَـذَامِيرَ صـَيْدَحُ
وَقُلْــنَ لَــهُ حُـثَّ الجِمَـالَ وَغَنِّهَـا
بِصــَوْتِكَ وَالحَــادِي أَحَــثُّ وَأَنْجَـحُ
بِإِحْـدَى قَيَـاقِ الحَزْنِ فِي يَوْمِ قُتْمَةٍ
وَضــَاحِي السـَّرَابِ بَيْنَنَـا يَتَضَحْضـَحُ
تَوَاضــَعُ أَطْــرَافُ المَخَـارِمِ دُونَـهُ
وَتَبْـدُو إِذَا مَـا غَمْـرَةُ الآلِ تَنْـزَحُ
فَلَمَّـا دَعَـا دَاعِـي الصَّبَاحِ تَفَاضَلَتْ
بِرُكْبَانِهَــا صـُهْبُ العَثَـانِينِ قُـرَّحُ
لَحِقْنَـا بِحَـيٍّ أَوَّبُـوا السَّيْرَ بَعْدَمَا
دَفَعْنَـا شـُعَاعَ الشَّمْسِ وَالطَّرْفُ مُجْنَحُ
تُـــدَافِعُهُ عَنَّــا الأَكُــفُّ وَتَحْتَــهُ
مِــنَ الحَـيِّ أَشـْبَاحٌ تَصـُولُ وَتَمْصـَحُ
فَلَمَّــا لَحِقْنَـا وَازْدَهَتْنَـا بَشَاشـَةٌ
لِإِتْيَــانِ مَــنْ كُنَّــا نَـوَدُّ وَنَمْـدَحُ
أَتَتْنَــا خُزَامَـى ذَاتُ نَشـْرٍ وَحَنْـوَةٌ
وَرَاحٌ وَخَطَّــامٌ مِــنَ المِسـْكِ يَنْفَـحُ
فَنِلْنَـا غِـرَاراً مِـنْ حَـدِيثٍ نَقُـودُهُ
كَمَـا اغْبَـرَّ بِالنَّصِّ القَضِيبُ المُسَمَّحُ
نُقَــارِبُ أَفْنَــانَ الصـِّبَى وَيَرُدُّنَـا
حَيَــاءٌ إِذَا كِــدْنَا نُلِــمُّ فَنَجْمَـحُ
حَـرَائِرُ لَا يَـدْرِينَ مَـا سـُوءُ شـِيمَةٍ
وَيَتْرُكْـنَ مَـا يُلْحَـى عَلَيْـهِ فَيُفْصـِحُ
فَأَعْجَلَنَــا قُــرْبُ المَحَــلِّ وَأَعْيُـنٌ
إِلَيْنَــا فَخِفْنَاهَــا شــَوَاخِصُ طُمَّـحُ
فَكَـائِنْ تَـرَى فِـي القَوْمِ مِنْ مُتَقَنِّعٍ
عَلَـى عَبْـرَةٍ كَادَتْ بِهَا العَيْنُ تَسْفَحُ
لَـــهُ نَظْرَتَــانِ نَحْــوَهُنَّ وَنَظْــرَةٌ
إِلَيْنَــا فللــهِ المَشـُوقُ المُتَـرَّحُ
كَحَــرَّانَ مَنْتُــوفِ الـذِّرَاعَيْنِ صـَدَّهُ
عَــنِ المَــاءِ فُــرَّاطٌ وَوِرْدٌ مُصـَبَّحُ
فَقَــامَ قَلِيلاً ثُــمَّ بَــاحَ بِحَاجَــةٍ
مُصـــَرَّدُ أَشـــْرَابٍ مُرَمّــىً مُنَشــَّحُ
إِلَى المُصْطَفَى بِشْرِ بنِ مَرْوَانَ سَاوَرَتْ
بِنَـا اللَّيْـلَ حَـوْلٌ كَالقِـدَاحِ وَلُقَّحُ
نَقَــانِقُ أَشــْبَاهٌ بَــرَى قَمَعَاتِهَـا
بُكُـــورٌ وَإِســـْآدٌ وَمَيْــسٌ مُشــَيَّحُ
فَلَــمْ يَبْــقَ إِلَّا آلُ كُــلِّ نَجِيبَــةٍ
لَهَــا كَاهِــلٌ جَــأْبٌ وَصـُلْبٌ مُكَـدَّحُ
ضـــُبَارِمَةٌ شــُدْقٌ كَــأَنَّ عُيُونَهَــا
بَقَايَــا جِفَـارٍ مِـنْ هَرَامِيـتَ نُـزَّحُ
فَلَـوْ كُـنَّ طَيْـراً قَـدْ تَقَطَّعْنَ دُونَكُمْ
بِغُبْـرِ الصـُّوَى فِيهِـنَّ لِلعَيْـنِ مَطْرَحُ
وَلَكِنَّهَـا العِيـسُ العِتَـاقُ يَقُودُهَـا
هُمُــومٌ بِنَــا مُنْتَابَهَــا مُتَزَحْـزِحُ
بَنَــاتُ نَحِيـضِ الـزَّوْرِ يَبْـرُقُ خَـدُّهُ
عِظَـــامُ مِلَاطَيْـــهِ مَــوَائِرُ جُنَّــحُ
لَــهُ عُنُـقٌ عَـارِي المَحَـالِ وَحَـارِكٌ
كَلَـوْحِ المَحَـانِي ذُو سَنَاسـِنَ أَفْطَـحُ
وَرِجْــلٌ كَرِجْــلِ الأَخْــدَرِيِّ يَشــُلُّهَا
وَظِيــفٌ عَلَــى خُـفِّ النَّعَامَـةِ أَرْوَحُ
يُقَلِّـــبُ عَيْنَــيْ فَرْقَــدٍ بِخَمِيلَــةٍ
كَســَاهَا نَصــِيُّ الخِلْفَـةِ المُتَـرَوِّحُ
تَرَوَّحْـنَ مِـنْ حَـزْمِ الجُفُـولِ فَأَصْبَحَتْ
هِضــَابُ شــَرَوْرَى دُونَهَـا وَالمُضـَيَّحُ
وَمَـا كَـانَتِ الدَّهْنَا لَهَا غَيْرَ سَاعَةٍ
وَجَـوَّ قَسـاً جَـاوَزْنَ وَالبُـومُ يَضـْبَحُ
ســـَمَامٌ بِمَوْمَــاةٍ كَــأَنَّ ظِلَالَهَــا
جَنَــائِبُ تَــدْنُو تَــارَةً وَتَزَحْــزَحُ
وَلَمَّــا رَأَتْ بُعْـدَ المِيَـاهِ وَضـَمَّهَا
جَنَاحَـانِ مِـنْ لَيْـلٍ وَبَيْـدَاءُ صـَرْدَحُ
وَأَغْســَتْ عَلَيْهَــا طِرْمِسـَاءُ وَعُلِّقَـتْ
بِهَجْــرٍ أَدَاوَى رَكْبِهَــا وَهْـيَ نُـزَّحُ
حَـذَاهَا بِنَـا رُوحٌ زَوَاجِـلُ وَانْتَحَـتْ
بِأَجْوَازِهَــا أَيْــدٍ تَمُــدُّ وَتَنْــزَحُ
فَأَضــْحَتْ بِمَجْهُــولِ الفَلَاةِ كَأَنَّهَــا
قَرَاقِيــرُ فِــي آذِيِّ دِجْلَــةَ تَسـْبَحُ
لَهَـامِيمُ فِـي الخَرْقِ البَعِيدِ نِيَاطُهُ
وَرَاءَ الَّــذِي قَــالَ الأَدِلَّاءُ تُصــْبِحُ
فَمَـا أَنَـا إِنْ كَـانَتْ أَعَاصِيرُ فِتْنَةٍ
قُلُـــوبُ رِجَـــالٍ بَيْنَهُــنَّ تَطَــوَّحُ
كَمَـنْ بَـاعَ بِـالإِثْمِ التُّقَـى وَتَفَرَّقَتْ
بِــهِ طُــرُقُ الـدُّنْيَا وَنَيْـلٌ مُتَـرَّحُ
رَجَــوْتُ بُحُـوراً مِـنْ أُمَيَّـةَ دُونَهَـا
عَــدُوٌّ وَأَرْكَـانٌ مِـنَ الحَـرْبِ تَرْمَـحُ
وَمَا الفَقْرُ مِنْ أَرْضِ العَشِيرَةِ سَاقَنَا
إِلَيْـــكَ وَلَكِنَّــا بِقُرْبِــكَ نَبْجَــحُ
وَقَــدْ عَلِـمَ الأَقْـوَامُ أَنَّـكَ تَشـْتَرِي
جَمِيـلَ الثَّنَـا وَالحَمْدُ أَبْقَى وَأَرْبَحُ
وَأَنْـتَ امْـرُؤٌ تُرْوِي السِّجَالَ وَيَنْتَحِي
لِأَبْعَـــدَ مِنَّــا ســَيْبُكَ المُتَمَنِّــحُ
وَإِنَّـــكَ وَهَّـــابٌ أَغَـــرُّ وَتَــارَةً
هِزَبْـرٌ عَلَيْـهِ نُقْبَـةُ المَـوْتِ أَصـْبَحُ
أَبُــوكَ الَّـذِي نَجَّـى بِيَثْـرِبَ قَـوْمَهُ
وَأَنْـتَ المُفَـدَّى مِـنْ بَنِيـهِ المُمَدَّحُ
إِذا مَا قُرَيْشُ المُلْكِ يَوْماً تَفَاضَلُوا
بَـدَا سـَابِقٌ مِـنْ آلِ مَـرْوَانَ أَقْـرَحُ
فَـإِنْ تَنْأَ دَارٌ يَا ابْنَ مَرْوَانَ غَرْبَةٌ
بِحَاجَــةِ ذِي قُرْبَــى بِزَنْـدِكَ يَقْـدَحُ
فَيَــا رُبَّ مَـنْ يُـدْنِي وَيَحْسـِبُ أَنَّـهُ
يَـــوَدُّكَ وَالنَّـــائِي أَوَدُّ وَأَنْصــَحُ
هَجَــوْتُ زُهَيْــراً ثُـمَّ إِنَّـي مَـدَحْتُهُ
وَمَـا زَالَـتِ الأَشـْرَافُ تُهْجَـى وَتُمْدَحُ
فَلَـمْ أَدْرِ يُمْنَـاهُ إِذَا مَـا مَـدَحْتُهُ
أَبِالمَــالِ أَمْ بِالمَشــْرَفِيَّةِ أَنْفَـحُ
وَذِي كُلْفَـةٍ أَغْـرَاهُ بِـي غَيْـرُ نَاصِحٍ
فَقُلْــتُ لَــهُ وَجْـهُ المُحَـرِّشِ أَقْبَـحُ
وَإِنِّــي وَإِنْ كُنْـتُ المُسـِيءَ فَـإِنَّنِي
عَلَـى كُـلِّ حَـالَاتِي لَـهُ مِنْـهُ أَنْصـَحُ
دَأَبْـتُ إِلَـى أَنْ يَنْبُـتَ الظِلُّ بَعْدَمَا
تَقَاصـَرَ حَتَّـى كَـادَ فِـي الآلِ يَمْصـَحُ
وَجِيـفَ المَطَايَـا ثُـمَّ قُلْـتُ لِصُحْبَتِي
وَلَــمْ يَنْزِلُـوا أَبْرَدتُـمُ فَتَرَوَّحُـوا
عُبَيد بن حُصين بن معاوية بن جندل، النميري، أبو جندل.من فحول الشعراء المحدثين، كان من جلّة قومه، ولقب بالراعي لكثرة وصفه الإبل وكان بنو نمير أهل بيتٍ وسؤدد.وقيل: كان راعَي إبلٍ من أهل بادية البصرة.عاصر جريراً والفرزدق وكان يفضّل الفرزدق فهجاه جرير هجاءاً مُرّاً وهو من أصحاب الملحمات.وسماه بعض الرواة حصين بن معاوية.