
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلَـمْ تَدْرِ مَا قَالَ الظِّبَاءُ السَّوَانِحُ
مَـرَرْنَ أَمَـامَ الرَّكْـبِ وَالرَّكْبُ رَائِحُ
فَسـَبَّحَ مَـنْ لَـمْ يَزْجُـرِ الطَّيْرَ مِنْهُمُ
وَأَيْقَـــنَ قَلْبِــي أَنَّهُــنَّ نَوَاجِــحُ
فَـأَوَّلُ مَـنْ مَـرَّتْ بِـهِ الطَّيْـرُ نِعْمَةٌ
لَنَــا وَمَبِيــتٌ عِنْـدَ لَهْـوَةَ صـَالِحُ
ســَبَتْكَ بِعَيْنَــيْ جُــؤْذَرٍ حَفَلَتْهُمَـا
رِعَــاثٌ وَبَـرَّاقٌ مِـنَ اللَّـوْنِ وَاضـِحُ
وَأَســْوَدَ مَيَّــالٍ عَلَـى جِيـدِ مُغْـزِلٍ
دَعَاهَـا طَلـىً أَحْـوَى بِرَمَّـانَ رَاشـِحُ
وَعَذْبُ الكَرَى يَشْفِي الصَّدَى بَعْدَ هَجْعَةٍ
لَــهُ مِـنْ عُـرُوقِ المُسـْتَظِلَّةِ مَـائِحُ
غَـذَاهُ وَحَـوْلِيُّ الثَّـرَى فَـوْقَ مَتْنِـهِ
مَـــدَبُّ الأّتِــيِّ وَالأَرَاكِ الــدَّوَائِحُ
فَلَمَّـا انْجَلَى عَنْهُ السُّيُولُ بَدَا لَهَا
ســَقِيُّ خَرِيــفٍ شــُقَّ عَنْـهُ الأَبَاطِـحُ
إِذَا ذُقْـتَ فَاهَـا قُلْـتَ طَعْـمَ مُدَامَةٍ
دَنَـا الـزِّقُّ حَتَّـى مَجَّهَـا وَهْوَ جَانِحُ
وَفِـي العَـاجِ وَالحِنَّـاءِ كَفٌّ بَنَانُهَا
كَشَحْمِ النَّقَا لَمْ يُعْطِهَا الزَّنْدَ قَادِحُ
فَكَيْـفَ الصـِّبَى بَعْدَ المَشِيبِ وَبَعْدَمَا
تَمَــدَّحْتَ وَاســْتَعْلَى بِمَـدْحِكَ مَـادِحُ
وَقَــدْ رَابَنِـي أَنَّ الغَيُـورَ يَـوَدُّنِي
وَأَنَّ نَــدَامَايَ الكُهُــولُ الجَحَاجِـحُ
وَصـَدَّ ذَوَاتُ الضـِّغْنِ عَنِّـي وَقَـدْ أَرَى
كَلَامِــيَ تَهْـوَاهُ النِّسـَاءُ الجَوَامِـحُ
وَهِـــزَّةَ أَظْعَــانٍ عَلَيْهِــنَّ بَهْجَــةٌ
طَلَبْـتُ وَرَيْعَـانُ الصـِّبَى فِـيَّ جَامِـحُ
بِأَســْفَلِ ذِي بَيْــضٍ كَــأَنَّ حُمُولَهَـا
نَخِيـلُ القُـرَى وَالأَثْـأَبُ المُتَنَـاوِحُ
فَعُجْــنَ عَلَيْنَــا مِـنْ عَلَاجِيـمَ جِلَّـةٍ
لِحَاجَتِنَــا مِنْهَــا رَتُــوكٌ وَفَاسـِحُ
يُحَــدِّثْنَنَا بِالمُضــْمَرَاتِ وَفَوْقَهَــا
ظِلَالُ الخُـــدُورِ وَالمَطِــيُّ جَوَانِــحُ
يُنَاجِينَنَــا بِـالطَّرْفِ دُونَ حَـدِيثِنَا
وَيَقْضــِينَ حَاجَــاتٍ وَهُــنَّ مَــوَازِحُ
وَخَالَطَنَــا مِنْهُــنَّ رِيــحُ لَطِيمَــةٍ
مِـنَ المِسـْكِ أَدَّاهَا إِلَى الحَيِّ رَابِحُ
صــَلَيْنَ بِهَـا ذَاتَ العِشـَاءِ وَرَشـَّهَا
عَلَيْهِـنَّ فِـي الكَتَّـانِ رَيْـطٌ نَصـَائِحُ
فَبِتْنَا عَلَى الأَنْمَاطِ وَالبِيضُ كَالدُّمَى
تُضــِيءُ لَنَــا لَبَّــاتِهِنَّ المَصـَابِحُ
إِذَا فَاطَنَتْنَـا فِـي الحَدِيثِ تَهَزْهَزَتْ
إِلَيْهَــا قُلُــوبٌ دُونَهُـنَّ الجَوَانِـحُ
وَظَــلَّ الغَيُــورُ آنِفــاً بِبَنَــانِهِ
كَمَـا عَـضَّ بِـرْذَوْنٌ عَلَى الفَأْسِ جَامِحُ
كَئِيبــاً يَــرُدُّ اللَّهْفَتَيْــنِ لِأُمِّــهِ
وَقَــدْ مَســَّهُ مِنَّــا وَمِنْهُـنَّ نَاطِـحُ
فَلَمَّــا تَفَرَّقْنَــا شــَجَيْنَ بِعَبْــرَةٍ
وَزَوَّدْنَنَــا نُصــْباً وَهُــنَّ صــَحَائِحُ
فَرَفَّــعَ أَصــْحَابِي المَطِـيَّ وَأَبَّنُـوا
هُنَيْـدَةَ فَاشـْتَاقَ العُيُـونُ اللَّوَامِحُ
فَوَيْـلُ امِّهَـا مِـنْ خُلَّـةٍ لَـوْ تَنَكَّرَتْ
لِأَعْــدَائِنَا أَوْ صـَالَحَتْ مَـنْ نُصـَالِحُ
وَصـَهْبَاءَ مِـنْ حَـانُوتِ رَمَّانَ قَدْ غَدَا
عَلَـيَّ وَلَـمْ يَنْظُـرْ بِهَا الشَّرْقَ صَابِحُ
فَســَاقَيْتُهَا ســَمْحاً كَــأَنَّ نَـدِيمَهُ
أَخَا الدَّهْرِ إِذْ بَعْضُ المُسَاقِينَ فَاضِحُ
فَقَصــَّرَ عَنِّــي اليَـوْمَ كَـأْسٌ رَوِيَّـةٌ
وَرَخْـصُ الشـِّوَاءِ وَالقِيَـانُ الصَّوَادِحُ
إِذَا نَحْـنُ أَنْزَفْنَـا الخَـوَابِيَ عَلَّنَا
مَـعَ اللَّيْـلِ مَلْثُومٌ بِهِ القَارُ نَاتِحُ
لَــدُنْ غُــدْوَةً حَتَّــى نَـرُوحَ عَشـِيَّةً
نُحَيَّــا وَأَيْــدِينَا بِأَيْــدٍ نُصـَافِحُ
إِذَا مَــا بَرَزْنَـا لِلفَضـَاءِ تَقَحَّمَـتْ
بِأَقْـدَامِنَا مِنَّـا المِتَـانُ الصَّرَادِحُ
وَدَاوِيَّــةٍ غَبْــرَاءَ أَكْثَــرُ أَهْلِهَـا
عَزِيــفٌ وَهَـامٌ آخِـرُ اللَّيْـلِ ضـَابِحُ
أَقَــرَّ بِهَــا جَأْشــِي بِــأَوَّلِ آيَـةٍ
وَمَـــاضٍ حُســَامٍ غِمْــدُهُ مُتَطَايِــحُ
يَمَـانٍ كَلَـوْنِ المِلْـحِ يُرْعَـدُ مَتْنُـهُ
إِذَا هُـزَّ مَطْبُـوعٌ عَلَـى السـَّمِّ جَارِحُ
يُزِيـلُ بَنَـاتِ الهَـامِ عَـنْ سَكَنَاتِهَا
وَمَـا يَلْقَـهُ مِـنْ سـَاعِدٍ فَهْـوَ طَائِحُ
كَــأَنَّ بَقَايَـا الأُثْـرِ فَـوْقَ عَمُـودِهِ
مَـدَبُّ الـدَّبَا فَوْقَ النَّقَا وَهْوَ سَارِحُ
وَطَخْيَـاءَ مِـنْ لَيْـلِ التِّمَـامِ مَرِيضَةٍ
أَجَـنَّ العَمَـاءُ نَجْمَهَـا فَهْـوَ مَاصـِحُ
تَعَســـَّفْتُهَا لَمَّـــا تَلَاوَمَ صــُحْبَتِي
بِمُشـْتَبِهِ المَوْمَـاةِ وَالمَـاءُ نَـازِحُ
وَعِــدٍّ خَلَا فَاخْضــَرَّ وَاصــْفَرَّ مَـاؤُهُ
لِكُــدْرِ القَطَــا وِرْدٌ بِـهِ مُتَطَـاوِحُ
نَشـَحْتُ بِهَـا عَنْسـاً تَجَـافَى أَظَلُّهَـا
عَـنِ الأُكْـمِ إِلَّا مَـا وَقَتْهَا السَّرَائِحُ
فَســَافَتْ جَبـاً فِيـهِ ذَنُـوبٌ هَرَاقَـهُ
عَلَـى قُلُـصٍ مِـنْ ضـَرْبِ أَرْحَـبَ نَاشـِحُ
تَرِيــكٍ يَنِـشُّ المَـاءُ فِـي حَجَرَاتِـهِ
كَمَـا نَـشَّ جَـزْرٌ خَضْخَضـَتْهُ المَجَـادِحُ
كَرِيــحِ خُزَامَــى حَرَّكَتْهَــا عَشــِيَّةً
شـَمَالٌ وَبَلَّتْهَـا القِطَـارُ النَّوَاضـِحُ
فَأَصـْبَحَتِ الصـُّهْبُ العِتَـاقُ وَقَدْ بَدَا
لَهُـنَّ المَنَـارُ وَالجَـوَادُ اللَّـوَائِحُ
عُبَيد بن حُصين بن معاوية بن جندل، النميري، أبو جندل.من فحول الشعراء المحدثين، كان من جلّة قومه، ولقب بالراعي لكثرة وصفه الإبل وكان بنو نمير أهل بيتٍ وسؤدد.وقيل: كان راعَي إبلٍ من أهل بادية البصرة.عاصر جريراً والفرزدق وكان يفضّل الفرزدق فهجاه جرير هجاءاً مُرّاً وهو من أصحاب الملحمات.وسماه بعض الرواة حصين بن معاوية.