
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَتَعْـرِفُ دَارَ الحَـيِّ بَـادَتْ رُسُومُهَا
عَفَـتْ بَعْـدَنَا جَرْعَاؤُهَـا وَهُشـُومُهَا
وَأَقْفَـرَ عَهْـدُ الـدَّارِ مِنْ أُمِّ سَالِمٍ
وَأَقْصـَرَ عَـنْ طُولِ التَّقَاضِي غَرِيمُهَا
أَطَلْــتِ عَلَيْنَـا كُـلَّ يَـوْمٍ مَقَالَـةً
عَــذائِرَ لَا يُقْضـَى لِخَيْـرٍ صـَرِيمُهَا
لَـكِ الخَيْـرُ كَـمْ كَلَّفْتِ عَيْنَيَّ عَبْرَةً
إِذَا انْحَـدَرَتْ عَادَتْ سَرِيعاً جُمُومُهَا
وَكَلَّفْتِنِـي مِـنْ سَيْرِ ظَلْمَاءَ وَالدُّجَى
يَصـِيحُ الصـَّدَى فِيهَا وَيَضْبَحُ بُومُهَا
بِمَـائِرَةِ الضـَّبْعَيْنِ مُعْوَجَّـةِ النَّسَا
يَشــُجُّ الفَلَا تَجْوِيــدُهَا وَرَسـِيمُهَا
وَخُودٍ إِذَا مَا الشَّاةُ لَاذَ مِنَ اللظَى
بِعُبْرِيَّــةٍ أَوْ ضــَالَةٍ لَا يَرِيمُهَــا
يَلُـوذَ حِـذَارَ الشـَّمْسِ فِيهَا وَيَتَّقِي
بِهَـا الرِّيحَ إِذْ هَبَّتْ عَلَيْهِ سَمُومُهَا
ذُو الرُّمَّةِ هُوَ غَيلانُ بنُ عُقْبَةَ العَدَوِيِّ، وُلِدَ فِي بادِيةِ نَجْدٍ وكانَ يَحْضُرُ إِلى اليَمامَةِ والبَصْرَةِ. كانَ شَدِيدَ القِصَرِ دَمِيماً يَضْرِبُ لَونُهُ إِلى السَّوادِ، وَهُوَ مِنْ فُحُولِ الشُّعراءِ فِي العَصْرِ الأُمَوِيِّ، عدَّهُ ابنُ سلَّامٍ فِي طَبقاتِهِ مِنْ شُعراءِ الطَّبَقَةِ الثّانِيَةِ الإِسْلامِيِّينَ، قالَ عَنْهُ أَبُو عَمْرِو بنُ العَلاءِ: فُتِحَ الشِّعرُ بامْرِئِ القَيسِ وخُتِمَ بِذِي الرُّمَّةِ. وقَدْ امْتازَ فِي شِعْرِهِ بِإِجادَةِ التَّشْبِيهِ، وَهُوَ مِنْ عُشَّاقِ العَرَبِ كانَ يُشبِّبُ بِمَيَّةَ المِنْقَرِيَّةِ واشْتُهِرَ بِها، تُوفِّيَ نَحْوَ سَنَةِ 117 لِلهجْرَةِ.