
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تَعَرَّفْـتَ أَطْلَالاً فَهَـاجَتْ لَـكَ الهَوَى
وَقَـدْ حَـانَ مِنْهَا لِلخُلُوقَةِ حينُهَا
فَلَـمْ يَبْقَ مِنْهَا بَيْنَ جَرْعَاءِ مَالِكٍ
وَوَهْـــبينَ إِلَّا سـُفْعُهَا وَدَرِينُهَـا
وَمِثْـلُ الحَمَامِ الوَرْقِ مِمَّا تَوَقَّدَتْ
بِـهِ مِنْ أَرَاطى حَبْلِ حُزْوَى إِرِينُهَا
أَفِـي مِرْيَـةٍ عَيْنَاكَ إِذْ أَنْتَ وَاقِفٌ
بِحُـزْوَى مِنَ الأَظْعَانِ أَمْ تَسْتَبِينُهَا
فَقَــالَ أَرَاهَـا تَحْسُرُ المَاءَ مَرَّةً
فَتَبْـدُو وَأُخْرَى يَكْتَسِي الآلَ دُونُهَا
نَظَـرْتُ إِلَـى أَظْعَـانِ مَـيٍّ كَأَنَّهَـا
نَــوَاعِمُ عُــبْرِيٍّ تَمِيـلُ غُصُـونُهَا
فَلَمَّـا عَرَفْـتُ الدَّارَ قَفْراً كَأَنَّهَا
رُقُـومٌ هَرَاقَـتْ مَاءَ عَيْنِي جُفُونُهَا
أَجِــدَّكَ إِذْ وَدَّعْـتَ مَيَّـةَ إِذْ نَـأَت
وَوَلَّـى بَقَايَـا الحُـبِّ إِلَّا أَمِينُهَا
وَإِنِّــي لَطَـاوٍ سِرَّهَا مَحْفِلَ الحَشَا
كُمُـونَ الثَّرَى فِي عِهْدَةٍ لَا يُبِينُهَا
وَأَجْعَـلُ فَرْطَ الشَّوْقِ بِالعِيسِ إِنَّنِي
أَرَى حَاجَـةَ الخُلَّانِ قَدْ حَانَ حِينُهَا
إِذَا شِئْنَ أَنْ يَسْمَعْنَ وَاللَيْلُ دَامِسٌ
أَذَالِيْلُـهُ وَالرِّيـحُ تَهْوِي فُنُونُهَا
تَرَاطُـنَ جُونٍ فِي أَفَاحِيصِهَا السَّفَا
وَمَيّتَــةُ الخِرْشَـاءِ حَـيٌّ جَنِينُهَـا
فَلَمَّا وَرَدْنَ المَاءَ فِي طَلَقِ الضُّحَى
بَلَلْـنَ أَدَاوَى لَيْـسَ خَـرْزٌ يَبِينُهَا
إِذَا مَلأَتْ مِنْهَـــا قَطَـاةٌ سِقَاءَهَا
فَلَا تَنْظُـرُ الأُخْـرَى وَلَا تَسْـتَعِينُهَا
لَئِنْ زُوِّجَــتْ مَـيٌّ خَسِيسـاً لَطَالَمَا
بَغَـى مُنْـذِرٌ مَيّـاً خَلِيلاً يُهِينُهَـا
تَزِينُـكَ إِنْ جَرَّدْتَهَـا مِـنْ ثِيَابِهَا
وَأَنْـتَ إِذَا جَـرَّدْتَ يَوْمـاً تَشِينُهَا
فَيَـا نَفْـسُ ذِلِّـي بَعْدَ مَيٍّ وَسَامِحِي
فَقَــدْ سَـامَحَتْ مَـيٌّ وَذَلَّ قَرِينُهَـا
وَلَمَّــا أَتَـانِي أَنَّ مَيّـاً تَزَوَّجَـتْ
خَسِيسـاً بَكَى سَهْلُ المِعَا وَحُزُونُهَا
ذُو الرُّمَّةِ هُوَ غَيلانُ بنُ عُقْبَةَ العَدَوِيِّ، وُلِدَ فِي بادِيةِ نَجْدٍ وكانَ يَحْضُرُ إِلى اليَمامَةِ والبَصْرَةِ. كانَ شَدِيدَ القِصَرِ دَمِيماً يَضْرِبُ لَونُهُ إِلى السَّوادِ، وَهُوَ مِنْ فُحُولِ الشُّعراءِ فِي العَصْرِ الأُمَوِيِّ، عدَّهُ ابنُ سلَّامٍ فِي طَبقاتِهِ مِنْ شُعراءِ الطَّبَقَةِ الثّانِيَةِ الإِسْلامِيِّينَ، قالَ عَنْهُ أَبُو عَمْرِو بنُ العَلاءِ: فُتِحَ الشِّعرُ بامْرِئِ القَيسِ وخُتِمَ بِذِي الرُّمَّةِ. وقَدْ امْتازَ فِي شِعْرِهِ بِإِجادَةِ التَّشْبِيهِ، وَهُوَ مِنْ عُشَّاقِ العَرَبِ كانَ يُشبِّبُ بِمَيَّةَ المِنْقَرِيَّةِ واشْتُهِرَ بِها، تُوفِّيَ نَحْوَ سَنَةِ 117 لِلهجْرَةِ.