
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَعَمـري لَقَـد أَشـرَفتُ يَـومُ عُنَيـزَةٍ
عَلـى رَغبَـةٍ لَـو شـَدَّ نَفسي مَريرُها
وَلكِـــنَّ ضــُعفَ الأَمــرِ أَلّا تُمَــرَّهُ
وَلا خَيــرَ فـي ذي مِـرَّةٍ لا يُغيرُهـا
تَبَيَّــنُ أَدبــارُ الأُمـورِ إِذا مَضـَت
وَتُقبِــلُ أَشــباهاً عَلَيـكَ صـُدورُها
تُرَجّـى النُفـوسُ الشـَيءَ لا تَستَطيعُهُ
وَتَخشـى مِـنَ الأَشـياءِ ما لا يَضيرُها
أَلا إِنَّمـا يَكفـي النُفوسُ إِذا اِتَّقَت
تُقـى اللَـهِ مِمّـا حـاذَرَتِ فَيُجيرُها
وَلا خَيـرَ فـي العيـدانِ إِلّا صـَلابُها
وَلا ناهِضــاتُ الطَيــرِ إِلّا صـُقورُها
وَمُسـتَنبِحٍ يَـدعو وَقَـد حـالَ دونَـهُ
مِـنَ اللَيـلِ سـَجفا ظُلمَـةٍ وَسُتورُها
رَفَعـتُ لَـهُ نـاري فَلَمّا اِهتَدى لَها
زَجَــرتُ كِلابــي أَن يَهِــرَّ عَقورُهـا
فَبـاتَ وَقَـد سـَرى مِـنَ اللَيلِ عُقبَةً
بِلَيلَـةٍ صـِدقٍ غـابَ عَنهـا شـُرورُها
وَقَــد عَلِــمَ الأَضــيافُ أَن قِراهُـمُ
شـِواءُ المُتـالي عِنـدَنا وَقَـديرُها
إِذا اِفتَخَرَتِ سَعدُ بنُ ذيبانُ لَم يَجدِ
سـِوى مـا بَنينـا مـا يَعِدُّ فَخورُها
وَإِنّـي لَتَـرّاكُ الضـَغينَةِ قَـد بَـدا
ثَراهـا مِـنَ المَـولى فَلا أَستَثيرُها
مَخافَــةَ أَن تَجنــي عَلَــيَّ وَإِنَّمـا
يَهيــجُ كَــبيراتِ الأُمـورِ صـَغيرُها
إِذا قيلَـتِ العَـوراءُ وَلّيـتُ سَمعَها
سـِوايَ وَلَـم أَسـمَع بِها ما دَبيرُها
وَحاجَــةِ نَفــسٍ قَـد بَلَغـتُ وَحاجَـةٍ
تَرَكـتُ إِذا مـا النَفـسُ شَحَّ ضَميرُها
حَيـاءً وَصـَبراً فـي المَـواطِنِ إِنَّني
حَيِــيُّ لَـدى أَمثـالِ تِلـكَ سـَتيرُها
وَأَحبِـسُ فـي الحَـقِّ الكَريمَـةِ إِنَّما
يَقــومُ بِحَــقِّ النائِبـاتِ صـَبورُها
أُحـابي بِهـا الحَـيَّ الَّـذي لا تُهِمُّهُ
وَأَحســابَ أَمــواتٍ تُعَــدُّ قُبورُهـا
أَلَـم تَـرَ أَنّـا نـورُ قَـومٍ وَإِنَّمـا
يُبَيِّـنُ فـي الظُلمـاءِ لِلنّاسِ نورُها
شيب بن يزيد جمرة بن عوف بن أبي حارثة المري.شاعر إسلامي بدوي لم يحضر إلا وافداً أو منتجعاً، عنيف الهجاء، اشتهر بنسبته إلى أمه أمامة (أو قرصافة) بنت الحارث بن عوف المري المنعوتة بالبرصاء، لبياضها لا لبرص فيها.قيل: إن النبي صلى الله عليه وسلم همّ بأن يتزوجها، أدرك إمارة عثمان في المدينة، وعده الجمحي في الطبقة الثامنة من الإسلاميين، وقال صاحب الخزانة: كان شريفاً سيداً في قومه من شعراء الدولة الأموية.