
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَزهيـرُ هَـل عـنَ شـَيبَةٍ مِن مَعدِلِ
أَم لا سـَبيلَ إِلـى الشـَبابِ الأَوَّلِ
أَم لا سـَبيلَ إِلـى الشَبابِ وَذِكرُهُ
أَشـهى إِلَـيَّ مِـنَ الرَحيقِ السَلسَلِ
ذَهَـبَ الشـَبابُ وَفاتَ مِنّي ما مَضى
وَنَضــا زُهَيـرَ كَريهَـتي وَتَبَطُّلـي
وَصـَحَوتُ عَن ذِكرِ الغَواني وَاِنتَهي
عُمُـري وَأَنكَـرتُ الغَـداةَ تَقَتُّلـي
أَزُهيـرُ إِن يَشـِبُ القَـذالُ فَإِنَّني
رُبَ هَيضــَلٍ مَــرِسٍ لَفَفـتُ بِهَيضـَلِ
فَلَفَفــتُ بَينَهُــمُ لِغَيـرِ هَـوادَةٍ
إِلّا لِســـَفكٍ لِلـــدِّماءِ مُحَلَّـــلِ
حَتّــى رَأَيــتُ دِمـاءَهُم تَغشـاهُمُ
وَيُفَــلُّ سـَيفٌ بَينَهُـم لَـم يُسـلَل
أَزُهَيـرُ إِن يُصـبِح أَبـوكِ مُقَصـِّراً
طِفلاً يَنــوءُ إِذا مَشــى لِلكَلكَـلِ
يَهدي العَمودُ لَهُ الطَريقَ إِذا هُمُ
ظَعَنـوا وَيَعمِـدُ لِلطَّريـقِ الأَسـهَلِ
فَلَقَـد جَمَعـتُ مِـنَ الصـِحابِ سَرِيَّةً
خُــدبا لِــداتٍ غَيـرَ وَخـشٍ سـُخَّلِ
سـُجَراءَ نَفسـي غَيـرَ جَمـعِ أُشابَةٍ
حُشــُداً وَلا هُلـكِ المَفـارِشِ عُـزَّلِ
لا يُجفِلـونَ عَنِ المُضافِ وَلَو رَأَوا
أولـى الوَعاوِعِ كَالغَطاطِ المُقبِلِ
يَتَعَطَّفـونَ عَلـى البَطيءِ تَعَطُّفَ ال
عـوذِ المَطافِـلِ في مُناخِ المَعقِلِ
وَلَقَـد سـَرَيتُ عَلـى الظَلامِ بِمَغشَمٍ
جَلـدٍ مِـنَ الفِتيـانِ غَيـرِ مُهَبَّـلِ
مِمّــا حَمَلــنَ بِـهِ وَهَـنَّ عَواقِـدٌ
حُبُـكَ الثِيـابِ فَشـَبَّ غَيـرَ مُثَقَّـلِ
حَمَلَــت بِـهِ فـي لَيلَـةٍ مَـزءودَةٍ
كَرهـا وَعَقـدُ نِطاقِهـا لَـم يُحلَلِ
فَـأَتَت بِـهِ حـوشَ الجَنـانِ مُبَطَّنا
سـُهُدا إِذا مـا نامَ لَيلُ الهَوجَلِ
وَمُبَــرَّأً مِــن كُــلِّ غُبَّـرِ حَيضـَةٍ
وَفَســـادِ مُرضــِعَةٍ وَداءٍ مُغيِــلِ
فَـإِذا طَرَحـتَ لَـهُ الحَصاةَ رَأَيتَهُ
يَنــزو لِوَقعَتِهـا طُمـورَ الأَخيَـلِ
مــا إِن يَمَــسُّ الأَرضَ إِلّا مَنكِــبٌ
مِنـهُ وَحَـرفُ السـاقِ طَـيَّ المِحمَلِ
وَإِذا رَمَيـتَ بِـهِ الفِجـاجَ رَأَيتَهُ
يَنضــو مَخارِمَهــا هُـوَيَّ الأَجـدَلِ
وَإِذا نَظَــرتَ إِلـى أَسـِرَّةِ وَجهِـهِ
بَرَقَـت كَبَـرقِ العـارِضِ المُتَهَلِّـلِ
وَإِذا يَهُـبُّ مِـنَ المَنـامِ رَأَيتَـهُ
كَرُتـوبِ كَعـبِ السـاقِ لَيـسَ بِزُمَّلِ
صـَعبُ الكَريهَـةِ لا يُـرامُ جَنـابُهُ
ماضـي العَزيمَةِ كَالحُسامِ المِقصَلِ
يَحمـي الصـِحابَ إِذا تَكونُ عَظيمَةٌ
وَإِذا هُـم نَزَلـوا فَمَـأوى العُيَّلِ
وَلَقَـد شـَهِدتُ الحَـيَّ بَعدَ رُقادِهِم
تُفلــى جَمــاجِمُهُم بِكُــلِّ مُقَلَّـلِ
حَتّــى رَأَيتُهُــم كَــأَنَّ ســَحابَةً
صـابَت عَلَيهِـم وَدقُهـا لَـم يُشمَلِ
نَضـَعُ السـُيوفَ عَلـى طَوائِفَ مِنهُمُ
فَنُقيـمُ مِنهُـم مَيـلَ ما لَم يُعدَلِ
مُتَكَـوِّرينَ عَلـى المَعـاري بَينَهُم
ضــَربٌ كَتَعطـاطِ المَـزادِ الأَنجَـلِ
نَغدو فَنَترُكُ في المَزاحِفِ مِن ثَوى
وَنُمِـرُّ فـي العَرَقاتِ مِن لَم يُقتَلِ
وَلَقَد رَبَأتُ إِذا الرِجالُ تَواكَلوا
حَـمَّ الظَهيـرَةِ في اليَفاعِ الأَطوَلِ
فـي رَأسِ مُشـرِفَةِ القَـذالِ كَأَنَّما
أَطـرُ السـَحابِ بِها بَياضُ المِجدَلِ
وَعَلَــوتُ مُـرتَبِئاً عَلـى مَرهوبَـةٍ
حَصـّاءَ لَيـسَ رَقيبُهـا فـي مَثمِـلِ
عَيطــاءَ مُعنِقَـةٍ يَكـونُ أَنيسـُها
وَرقَ الحَمـامِ جَميمُهـا لَـم يُؤكَلِ
وَضـَعَ النَعامـاتِ الرِجالُ بَريدِها
مِــن بَيـنَ شَعشـاعٍ وَبَيـنِ مُظَلَّـلِ
أَخرَجــتُ مِنهــا سـَلقَةً مَهزولَـةً
عَجفـاءَ يَـبرُقُ نابُهـا كَـالمِعوَلِ
فَزَجَرتُهــا فَتَلَفَّتَــت إِذ رُعتُهـا
كَتَلَفُّــتِ الغَضــبانِ سـُبَّ الأَقبَـلِ
وَمَعــي لَبــوسٌ لِلبَئيــسِ كَـأَنَّهُ
رَوقٌ بِجَبهَــةِ ذي نِعــاجِ مُجفِــلِ
وَلَقَـد صـَبَرتُ عَلى السَمومِ يَكُنُّني
قَـرِدٌ عَلـى الليتَيـنِ غَيـرُ مُرَجَّلِ
صـَديانَ أَخـذى الطَرفِ في مَلمومَةٍ
لَـونُ السـَحابِ بِهـا كَلَونِ الأَعبَلِ
مُستَشـعِراً تَحـتَ الـرِداءِ وِشـاحَةً
عَضـباً غَمـوضَ الحَـدِّ غَيـرَ مُفَلَّـلِ
وَمَعــابِلاً صـُلعَ الظُبـاتِ كَأَنَّهـا
جَمــرٌ بِمَســهَكَةٍ تُشــَبُّ لِمُصـطَلي
نُجُفـاً بَـذَلتُ لَهـا خَـوافِيَ ناهِضٍ
حَشـرِ القَـوادِمِ كَاللِفـاعِ الأَطحَلِ
فَــإِذا تُسـَلُّ تَخَلخَلَـت أَرياشـُها
خَشـفَ الجَنـوبِ بِيـابِسٍ مِـن إِسحِلِ
وَجَليلَـةِ الأَنسـابِ لَيـسَ كَمِثلِهـا
مِمَّـن تَمَتَّـعُ قَـد أَتَتهـا أَرسـُلي
سـاهَرتُ عَنهـا الكـالِئَينِ كِلاهُما
حَتّـى اِلتَفَـتُّ إِلى السِماكِ الأَعزَلِ
فَـدَخَلتُ بَيتـاً غَيـرَ بَيـتِ سَناخَةٍ
وَاِزدَرتُ مُـزدارَ الكَريـمِ المُعوِلِ
فَــإِذا وَذلِــكَ لَيــسَ إِلّا حينَـهُ
وَإِذا مَضـى شـَىءٌ كَـأَنَّ لَـم يُفعَلِ
أَبُو كَبِيرٍ الهُذَلِيُّ هُوَ عامِرُ بْنُ الحُلَيْسِ، أَحَدُ بَنِي سَهْلِ بْنِ هُذَيْلٍ، اخْتُلِفَ فِي عَصْرِهِ الَّذِي عاشَ فِيهِ، فَقَدْ وَرَدَ فِي بَعْضِ المَصادِرِ كَكِتابِ (الشِّعْر وَالشُّعَراء) لِابْنِ قُتَيْبَةَ أَنَّهُ شاعِرٌ جاهِلِيٌّ. وَذُكِرَ أنّهُ تَزَوَّجَ أُمَّ تَأَبَّطَ شَرّاً وَلَهُ قِصَّةٌ مَعَ تَأَبُّطٍ شَرّاً حِينَ حاوَلَ التَّخَلُّصَ مِنْهُ لِلزَّواجِ بِأُمِّهِ، وَقِيلَ هُوَ شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ أَدْرَكَ الإِسْلامَ وَأَسْلَمَ وَلَهُ مَوْقِفٌ مَعَ الرَّسُولِ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ سَأَلَهُ أَنْ يُحِلَّ لَهُ الزِّنا، وَيَتَّضِحَ من هذِهِ الأَخبارِ عن أبي كبيرٍ أَنَّه ربَّما يكونُ هُناكَ خَلْطٌ بَيْنَ شَخْصِيَّتَيْنِ يَحْمِلانِ الاِسْمَ نَفْسَهُ إِذا ما عَلِمْنا أَنْ تَأْبَّطَ شَرّاً تُوُفِّيَ نَحْوَ سَنَةِ 80 قَبْلَ الهِجْرَةِ، وَيَدُلُّ عَلَى ذلِكَ أيْضا أَنَّ مَنْ يَذْكُرُ قِصَّةَ أَبِي كَبِيرٍ الهُذَلِيِّ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَما فِي كِتابِ (الإِصابَةِ) لِاِبْنِ حَجَرٍ لا يَذْكُرُ أَنَّهُ شاعِرٌ.أَمّا قِصةُ زَواجِهِ مِن أُمِّ تأبَّطَ شرّاً فقدْ اخْتُلِفَ فِي نِسبَتِها إِليهِ أَيضاً وقِيلَ إنَّ تَأبَّطَ شراً هُوَ مَن تَزوّجَ مِن امرأَةٍ مِن هُذيلِ وأَرادَ أنْ يَتخلَّصَ مِن ابْنِها كما أشارَ إلى ذلك ابنُ قُتيبةَ. وفي القصة أَنَّ أَبا كَبِيرٍ عِنْدَما تَزَوَّجَ أَمَّ تَأَبَّطَ شَرّاً، كان تأبَّطَ شرّاً حينها غلاماً لكنّ أبا كبيرٍ ارتاب منهُ وخافَهُ وقالَ لأمِّهِ: وَيحك قد وَالله رَابَنِي أَمرُ هَذَا الْغُلَامِ وَلَا آمنهُ فَلَا أقْرَبُك قَالَت: فاحتلْ عَلَيْهِ حَتَّى تقتله، فَأَخَذَهُ مَعَهُ فِي الغَزْوِ وَحاوَلَ التَخَلُّصَ مِنْهُ فَمَنَعَهُ مِنْ ذلِكَ شِدَّةَ بَأْسِ تَأَبَّطَ شَرّاً وَشِدَّةُ يَقَظَتِهِ، وَالقِصَّةُ تَحْتَوِي عَلَى تَفاصِيلَ كَثِيرَةٍ أَوْرَدَها ابْنُ قُتَيْبَةَ في كتاب الشِّعر والشُّعراء، وَمِمّا قالَهُ فِيهِ أَبُو كَبِيرٍ الهذليّ:وَلَقَدْ سَرَيْتُ عَلَى الظَّلامِ بِمَغْشَمٍ جَلْـدٍ مِـنْ الفِتْيانِ غَيْرِ مُهْبَّلِمِمَّـنْ حَمَلْـنَ بِـهِ وَهُـنَّ عَواقِدٌ حُبُـكَ النِّطاقِ فَعاشَ غَيْرَ مُثْقَّلِحَمَلَـتْ بِـهِ فِـي لَيْلَةٍ مَزْؤُودَةٍ كُرْهـاً وَعَقْـدَ نِطاقِها لَمْ يُحْلَلِوقِصَّتُهُ معَ النَّبيِّ عليهِ السَّلامُ أوردَها ابنُ حَجَرٍ في كِتابِ (الْإِصَابَةِ) وفيها أَنَّهُ أَسْلمَ ثمَّ أَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ لَهُ: أَحِلَّ لِي الزِّنَى. فَقَالَ: أَتُحِبُّ أَن يُؤْتَى إِلَيْكَ مِثلُ ذَلِك قَالَ: لَا. قَالَ: فارْضَ لِأَخيكَ مَا ترْضَى لِنَفْسِكَ. قَالَ: فَادْعُ اللهَ لِي أَنْ يُذهِبَهُ عَنِّي.