
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَزُهَيـرُ هَـل عَـن شـَيبَةٍ مِن مَعكِمِ
أَم لا خُلـــودَ لِبــاذِلٍ مُتَكَــرِّمِ
يَبكــي خَلاوَةُ أَن يُفــارِقَ أُمَّــهُ
وَلَسـَوفَ يَلقاهـا لَـدى المُتَهَـوَّمِ
أَخَلا وَإِنَّ الـدَهرَ مُهلِـكُ مَـن تَرى
مِـن ذي بَنيـنِ وَأُمِّهِـم وَمِن اِبنِمِ
وَالـدَهرُ لا يَبقـى عَلـى حَـدَثانِهِ
قُــبٌّ يَــرِدنَ بِـذي شـُجونٍ مُـبرِمِ
يَرتَــدنَ ســاهِرَةً كَـأَنَّ جَميمَهـا
وَعَميمَهــا أَســدافُ لَيـلٍ مُظلِـمِ
فـي مَرتَـعِ القُمرِ الأَوابِدِ أُسقِيَت
دِيَـمَ العَمـاءِ وَكُـلَّ غَيـثٍ مُثجِـمِ
واهى العُروضِ إِذا اِستَطارَ بُروقُهُ
ذاتَ العِشــاءِ بِهَيــدَبٍ مُتَهَــزِّمِ
وَكَــأَنَّ أَصــواتَ الخَمـوشِ بِجَـوِّهِ
أَصــواتُ رَكــبٍ فــي مَلاً مُتَرَنِّـمِ
عَجِـلَ الرِيـاحُ لَهُم فَتَحمِلُ عيرُهُم
مُصـطافَةً فَضـَلاتِ مـا فـي القُمقُمِ
فَرَأَيــنَ قُلَّـةَ فـارِسٍ يَعـدو بِـهِ
مُتَفَلِّـقُ النَسـَيَينِ نَهـدُ المَحـزِمِ
ذو غَيِّــثٍ بَــثرٍ يَبُــذُّ قَــذالُهُ
إِذا كـانَ شَغشـَغَةٌ سـِوارَ المُلجِمِ
وَكَــأَنَّ أَوشـالَ الجَدِيَّـةِ وَسـطَها
سـَرَفُ الـدِلاءِ مِنَ القَليبِ الخِضرِمِ
مُتَبَهِّـــراتٍ بِالســِجالِ مِلاؤُهــا
يَخرُجــنَ مِـن لَجَـفٍ لَهـا مُتَلَقِّـمِ
فَـاِهتَجنِ مِـن فَـزَعٍ وَطارَ جِحاشُها
مِـن بَيـنَ قارِمِهـا وَما لَم يَقرِمِ
وَهَلاً وَقَــد شـَرَعَ الأَسـِنَّةُ نَحوَهـا
مِــن بَيــنِ مُحتَـقٍّ بِهـا وَمُشـَرَّمِ
أَبُو كَبِيرٍ الهُذَلِيُّ هُوَ عامِرُ بْنُ الحُلَيْسِ، أَحَدُ بَنِي سَهْلِ بْنِ هُذَيْلٍ، اخْتُلِفَ فِي عَصْرِهِ الَّذِي عاشَ فِيهِ، فَقَدْ وَرَدَ فِي بَعْضِ المَصادِرِ كَكِتابِ (الشِّعْر وَالشُّعَراء) لِابْنِ قُتَيْبَةَ أَنَّهُ شاعِرٌ جاهِلِيٌّ. وَذُكِرَ أنّهُ تَزَوَّجَ أُمَّ تَأَبَّطَ شَرّاً وَلَهُ قِصَّةٌ مَعَ تَأَبُّطٍ شَرّاً حِينَ حاوَلَ التَّخَلُّصَ مِنْهُ لِلزَّواجِ بِأُمِّهِ، وَقِيلَ هُوَ شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ أَدْرَكَ الإِسْلامَ وَأَسْلَمَ وَلَهُ مَوْقِفٌ مَعَ الرَّسُولِ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ سَأَلَهُ أَنْ يُحِلَّ لَهُ الزِّنا، وَيَتَّضِحَ من هذِهِ الأَخبارِ عن أبي كبيرٍ أَنَّه ربَّما يكونُ هُناكَ خَلْطٌ بَيْنَ شَخْصِيَّتَيْنِ يَحْمِلانِ الاِسْمَ نَفْسَهُ إِذا ما عَلِمْنا أَنْ تَأْبَّطَ شَرّاً تُوُفِّيَ نَحْوَ سَنَةِ 80 قَبْلَ الهِجْرَةِ، وَيَدُلُّ عَلَى ذلِكَ أيْضا أَنَّ مَنْ يَذْكُرُ قِصَّةَ أَبِي كَبِيرٍ الهُذَلِيِّ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَما فِي كِتابِ (الإِصابَةِ) لِاِبْنِ حَجَرٍ لا يَذْكُرُ أَنَّهُ شاعِرٌ.أَمّا قِصةُ زَواجِهِ مِن أُمِّ تأبَّطَ شرّاً فقدْ اخْتُلِفَ فِي نِسبَتِها إِليهِ أَيضاً وقِيلَ إنَّ تَأبَّطَ شراً هُوَ مَن تَزوّجَ مِن امرأَةٍ مِن هُذيلِ وأَرادَ أنْ يَتخلَّصَ مِن ابْنِها كما أشارَ إلى ذلك ابنُ قُتيبةَ. وفي القصة أَنَّ أَبا كَبِيرٍ عِنْدَما تَزَوَّجَ أَمَّ تَأَبَّطَ شَرّاً، كان تأبَّطَ شرّاً حينها غلاماً لكنّ أبا كبيرٍ ارتاب منهُ وخافَهُ وقالَ لأمِّهِ: وَيحك قد وَالله رَابَنِي أَمرُ هَذَا الْغُلَامِ وَلَا آمنهُ فَلَا أقْرَبُك قَالَت: فاحتلْ عَلَيْهِ حَتَّى تقتله، فَأَخَذَهُ مَعَهُ فِي الغَزْوِ وَحاوَلَ التَخَلُّصَ مِنْهُ فَمَنَعَهُ مِنْ ذلِكَ شِدَّةَ بَأْسِ تَأَبَّطَ شَرّاً وَشِدَّةُ يَقَظَتِهِ، وَالقِصَّةُ تَحْتَوِي عَلَى تَفاصِيلَ كَثِيرَةٍ أَوْرَدَها ابْنُ قُتَيْبَةَ في كتاب الشِّعر والشُّعراء، وَمِمّا قالَهُ فِيهِ أَبُو كَبِيرٍ الهذليّ:وَلَقَدْ سَرَيْتُ عَلَى الظَّلامِ بِمَغْشَمٍ جَلْـدٍ مِـنْ الفِتْيانِ غَيْرِ مُهْبَّلِمِمَّـنْ حَمَلْـنَ بِـهِ وَهُـنَّ عَواقِدٌ حُبُـكَ النِّطاقِ فَعاشَ غَيْرَ مُثْقَّلِحَمَلَـتْ بِـهِ فِـي لَيْلَةٍ مَزْؤُودَةٍ كُرْهـاً وَعَقْـدَ نِطاقِها لَمْ يُحْلَلِوقِصَّتُهُ معَ النَّبيِّ عليهِ السَّلامُ أوردَها ابنُ حَجَرٍ في كِتابِ (الْإِصَابَةِ) وفيها أَنَّهُ أَسْلمَ ثمَّ أَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ لَهُ: أَحِلَّ لِي الزِّنَى. فَقَالَ: أَتُحِبُّ أَن يُؤْتَى إِلَيْكَ مِثلُ ذَلِك قَالَ: لَا. قَالَ: فارْضَ لِأَخيكَ مَا ترْضَى لِنَفْسِكَ. قَالَ: فَادْعُ اللهَ لِي أَنْ يُذهِبَهُ عَنِّي.