
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَزُهَيـرُ هَـلَ عَـن شَيبَةٍ مِن مَقصَرِ
أَم لا سَبيلَ إِلى الشَبابِ المُدبِرِ
فَقَـدَ الشـَبابَ أَبـوكِ إِلّا ذِكـرَهُ
فَـاِعجَب لِـذلِكَ فِعـلَ دَهرٍ وَاِهكَرِ
أَزُهَيـرُ وَيحَـكِ مـا لِرَأسي كُلَّما
فَقَـدَ الشـَبابَ أَتـى بِلَونٍ مُنكَرِ
ذَهَبَـت بِشاشـَتُهُ وَأَصـبَحَ واضـِحاً
حَـرِقَ المَفـارِقِ كَالبُراءِ الأَعفَرِ
وَنُضـيتُ مِمّـا تَعلَميـنَ فَأَصـبَحَت
نَفسـي إِلـى إِخوانِهـا كَالمُقذَرِ
فَـإِذا دَعـاني الداعِيانِ تَأَيَّدا
وَإِذا أُحـاوِلُ شـَوكَتي لَـم أُبصِرِ
يـا لَهـفَ نَفسـي كانَ جِدَّةُ خالِدٍ
وَبَيـاضُ وَجهِـكَ لِلتُـرابِ الأَعفَـرِ
وَبَيـاضُ وَجـهٍ لَـم تَحُـل أَسرارُهُ
مِثـلُ الوَذيلَـةِ أَو كَسَيفِ الأَنضَرِ
فَرَأَيـتُ مـا فيـهِ فَثُـمَّ رُزِئتُـهُ
فَلَبِثـتُ بَعـدَكَ غَيـرَ راضٍ مَعمَري
وَلَــرُبَّ مَــن دَلَّيتُــهُ لِحَفيـرَةٍ
كَالسـَيفِ مُقتَبَـلِ الشـَبابِ مُحَبَّرِ
ثُـمَّ اِنصـَرَفتُ وَلا أَبُثُّـكَ حيبَـتي
رَعِـشَ الجَنـانِ أَطيشُ فِعلَ الأَصوَرِ
هَـل أُسـوَةٌ لَـكَ في رِجالٍ صُرِّعوا
بِتِلاعِ تِريَـمَ هـامُهُم لَـم يُقبَـرِ
وَأَخــو الأَبـاءَةِ إِذ رَأى خِلّانَـهُ
تَلّــى شــِفاعاً حَـولَهُ كَـالإِذخِرِ
لَمّـا رَأَى أَنَّ لَيـسَ عَنهُـم مَقصَرٌ
قَصـَرَ الشـِمالَ بِكُـلِّ أَبيَضَ مُطحَرِ
وَعُراضـَةَ السـِيَتَينِ توبِعُ بَريُها
تَــأوي طَوائِفُهـا لِعَجـسٍ عَبهَـرِ
يَـأوي إِلـى عُظمِ الغَريفِ وَنَبلُهُ
كَسـَوامِ دَبـرِ الخَشـرَمِ المُتَثَوِّرِ
يَكـوي بِهـا مُهَجَ النُفوسِ كَأَنَّما
يَســقيهِمُ بِالبــابِلِيِّ المُمقِـرِ
مَـن يَـأتِهِ مِنهُـم يَـؤُب بِمُرِشـَّةٍ
نَجلاءَ تُزغِـــلُ عَـــطِّ المِســتَرِ
أَم مَـن يُطـالِعُهُ يَقُـل لِصـاحِبِهِ
إِنَّ الغَريـفَ تُجِـنُّ ذاتَ القَنطَـرِ
أَبُو كَبِيرٍ الهُذَلِيُّ هُوَ عامِرُ بْنُ الحُلَيْسِ، أَحَدُ بَنِي سَهْلِ بْنِ هُذَيْلٍ، اخْتُلِفَ فِي عَصْرِهِ الَّذِي عاشَ فِيهِ، فَقَدْ وَرَدَ فِي بَعْضِ المَصادِرِ كَكِتابِ (الشِّعْر وَالشُّعَراء) لِابْنِ قُتَيْبَةَ أَنَّهُ شاعِرٌ جاهِلِيٌّ. وَذُكِرَ أنّهُ تَزَوَّجَ أُمَّ تَأَبَّطَ شَرّاً وَلَهُ قِصَّةٌ مَعَ تَأَبُّطٍ شَرّاً حِينَ حاوَلَ التَّخَلُّصَ مِنْهُ لِلزَّواجِ بِأُمِّهِ، وَقِيلَ هُوَ شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ أَدْرَكَ الإِسْلامَ وَأَسْلَمَ وَلَهُ مَوْقِفٌ مَعَ الرَّسُولِ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ سَأَلَهُ أَنْ يُحِلَّ لَهُ الزِّنا، وَيَتَّضِحَ من هذِهِ الأَخبارِ عن أبي كبيرٍ أَنَّه ربَّما يكونُ هُناكَ خَلْطٌ بَيْنَ شَخْصِيَّتَيْنِ يَحْمِلانِ الاِسْمَ نَفْسَهُ إِذا ما عَلِمْنا أَنْ تَأْبَّطَ شَرّاً تُوُفِّيَ نَحْوَ سَنَةِ 80 قَبْلَ الهِجْرَةِ، وَيَدُلُّ عَلَى ذلِكَ أيْضا أَنَّ مَنْ يَذْكُرُ قِصَّةَ أَبِي كَبِيرٍ الهُذَلِيِّ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَما فِي كِتابِ (الإِصابَةِ) لِاِبْنِ حَجَرٍ لا يَذْكُرُ أَنَّهُ شاعِرٌ.أَمّا قِصةُ زَواجِهِ مِن أُمِّ تأبَّطَ شرّاً فقدْ اخْتُلِفَ فِي نِسبَتِها إِليهِ أَيضاً وقِيلَ إنَّ تَأبَّطَ شراً هُوَ مَن تَزوّجَ مِن امرأَةٍ مِن هُذيلِ وأَرادَ أنْ يَتخلَّصَ مِن ابْنِها كما أشارَ إلى ذلك ابنُ قُتيبةَ. وفي القصة أَنَّ أَبا كَبِيرٍ عِنْدَما تَزَوَّجَ أَمَّ تَأَبَّطَ شَرّاً، كان تأبَّطَ شرّاً حينها غلاماً لكنّ أبا كبيرٍ ارتاب منهُ وخافَهُ وقالَ لأمِّهِ: وَيحك قد وَالله رَابَنِي أَمرُ هَذَا الْغُلَامِ وَلَا آمنهُ فَلَا أقْرَبُك قَالَت: فاحتلْ عَلَيْهِ حَتَّى تقتله، فَأَخَذَهُ مَعَهُ فِي الغَزْوِ وَحاوَلَ التَخَلُّصَ مِنْهُ فَمَنَعَهُ مِنْ ذلِكَ شِدَّةَ بَأْسِ تَأَبَّطَ شَرّاً وَشِدَّةُ يَقَظَتِهِ، وَالقِصَّةُ تَحْتَوِي عَلَى تَفاصِيلَ كَثِيرَةٍ أَوْرَدَها ابْنُ قُتَيْبَةَ في كتاب الشِّعر والشُّعراء، وَمِمّا قالَهُ فِيهِ أَبُو كَبِيرٍ الهذليّ:وَلَقَدْ سَرَيْتُ عَلَى الظَّلامِ بِمَغْشَمٍ جَلْـدٍ مِـنْ الفِتْيانِ غَيْرِ مُهْبَّلِمِمَّـنْ حَمَلْـنَ بِـهِ وَهُـنَّ عَواقِدٌ حُبُـكَ النِّطاقِ فَعاشَ غَيْرَ مُثْقَّلِحَمَلَـتْ بِـهِ فِـي لَيْلَةٍ مَزْؤُودَةٍ كُرْهـاً وَعَقْـدَ نِطاقِها لَمْ يُحْلَلِوقِصَّتُهُ معَ النَّبيِّ عليهِ السَّلامُ أوردَها ابنُ حَجَرٍ في كِتابِ (الْإِصَابَةِ) وفيها أَنَّهُ أَسْلمَ ثمَّ أَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ لَهُ: أَحِلَّ لِي الزِّنَى. فَقَالَ: أَتُحِبُّ أَن يُؤْتَى إِلَيْكَ مِثلُ ذَلِك قَالَ: لَا. قَالَ: فارْضَ لِأَخيكَ مَا ترْضَى لِنَفْسِكَ. قَالَ: فَادْعُ اللهَ لِي أَنْ يُذهِبَهُ عَنِّي.