
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مــا هـو عَبْـدٌ لَكِنَّـهُ وَلَـدٌ
خَــوَّلنيهِ المُهَيْمِـنُ الصـَّمَدُ
وشــَدَّ أَزْريَ بِحُســْنِ صـُحْبَتِهِ
فَهـو يَـدي والذِّراعُ والعَضُدُ
صــَغيرُ ســِنٍ كَـبيرُ مَعْرِفَـةٍ
تَمـازَجَ الضـَّعْفُ فيهِ والجَلَدُ
فـي سـِنِّ بَدْرِ الدُّجى وصُورَتِهِ
فَمِثْلُــهُ يُصــْطَفى ويُفْتَقَــدُ
مُعَشــَّقُ الطَّـرْفِ كُحْلُـهُ كَحَـلٌ
مُعَطَّــلُ الجيـدِ حِلْيُـهُ جَيَـدُ
ووَرْدُ خَـدَّيْهِ والشَّقائِقُ والتْ
تُفــاحُ والجُلَّنــارُ مُنْتَضـِدُ
رِيــاضُ حُسـْنٍ زَواهِـرٌ أَبـداً
فيهُـنَّ مـاءُ النَّعيـمِ يَطَّـرِدُ
وغُصـْنُ بـانٍ إِذا بَـدا وإِذا
شــَدا فَقُمْــرِيُّ بانـةٍ غَـرِدُ
ثَقَّفَـــهُ كَيْســـُهُ فلا عِــوَجٌ
فــي بَعْــضِ أَخْلاقِـهِ ولا أَوَدُ
أُنْسـي ولَهْـوي وكُـلُّ مَأْرَبَتي
مُجْتَمِـــعٌ فيـــهِ ومُنْفَــرِدُ
ظَريــفَ مَـزْحٍ مَليـحَ نـادِرَةٍ
جَــوْهَرَ حُســْنٍ شـَرارُهُ يَقِـدُ
مـا غـاظَني سـاعَةً فَلا صـَخَبٌ
يَمُــرُّ فـي مَنْزِلـي ولا حَـرَدُ
مُسـامِري إِنْ دَجا الظَّلامُ فَلي
مِنْــهُ حَـديثٌ كَـأَنَّهُ الشـَّهَدُ
مُبـارَكُ الـوَجْهِ مُذْ حَظيتُ بِهِ
بــالي رَخـيٌّ وعيشـَتي رَغَـدُ
خـازِنُ مـا فـي يَدي وحافِظُهُ
فَلَيْــسَ شــَيْءٌ لَـدَيَّ يُفْتَقَـدُ
يَصــُونُ كُتْـبي فَكُلُّهـا حَسـَنٌ
يَطْـوي ثِيـابي فَكُلُّهـا جُـدُدُ
وحــاجِبي فَـالخَفيفُ مُحْتَبَـسٌ
عِنْـدي بِـهِ والثَّقيـلُ مُطْـرَدُ
وصــَيْرَفيّ القَريـضِ وازِنُ دي
نارِ المَعاني الجِيادِ مُنْتَقِدُ
ويَعْـرِفُ الشـِّعْرَ مِثْلَ مَعْرِفَتي
وهـو عَلـى أَنْ يَزيـدَ مُجْتَهِدُ
وحـافِظُ الدّارِ إِنْ رَكِبْتُ فما
علــى غُلامٍ ســِواهُ أَعْتَمِــدُ
ومُنْفِـقٌ مٌشـْفِقٌ إِذا أَنـا أَسْ
رَفْــتُ وبَـذَّرْتُ فَهـو مُقْتَصـِدُ
وأَبْصَرُ النّاسِ بِالطَّبيخِ فَكال
مِسْكِ القَلايا والعَنْبَرِ الثَّرِدُ
وهـو يُديرُ المُدامَ إِنْ جُليَتْ
عَــروسُ دِنٍّ نِقابُهـا الزَّبَـدُ
تَمْنَـحُ كَأْسـي يَـدٌ أَنامِلُهـا
تَنْحَـلُّ مـن لينِهـا وتَنْعَقِـدُ
وكَـاتِبٌ تُوجَـدُ البَلاغَـةُ فـي
أَلْفَـاظِهِ والصـَّوابُ والرَّشـَدُ
وواجِـدٌ لي مِن المَحَبْةِ والرْ
رَأْفَـةِ أَضـَعافَ مـا بِـهِ أَجِدُ
إِذا ابْتَســَمْتُ فَهـو مُبْتَهِـجٌ
وإِنْ تَنَمَّــرْتُ فَهــو مُرْتَعِـدُ
ذا بَعْـضُ أَوْصـافِهِ وقَدْ بَقيَتْ
لَـهُ صـِفاتُ لَمْ يَحْوِها العَدَدُ
سعيد بن هاشم بن وعلة بن عرام بن عبد القيس أبو عثمان الخالدي.شاعر، أديب، اشتهر هو وأخوه محمد، بالخالديين، وكانا آية في الحفظ والبديهة، يتهمهما شعراء عصرهما بسرقة شعرهم.قال ابن النديم: كانا إذا استحسنا شيئاً غصباه صاحبه، حياً أو ميتاً، ليس عجزاً منهما عن قول الشعر ولكن كذا كانت طباعهما.وهما من أهل الخالدية قرب الموصل، ونسبتهما إليها، وقيل نسبتهما إلى جدهما واسمه خالد بن منبّه، أو ابن عبد القيس ، أو ابن عبد عنبة.وعرّفهما الزبيدي في التاج: بالموصليين، وقال ياقوت في معجم الأدباء: كانا أديبي البصرة، وشاعريها في وقتهما.