
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حَتَّـامَ أرغـبُ فـي مـودَّةِ زاهـدٍ
وأرُومُ قُـربَ الـدّارِ من مُتَباعِدِ
وإلاَمَ ألــتزمُ الوفـاءَ لِغـادرٍ
وأُقِــرُّ بـالعُتبي لِجَـانٍ جَاحِـدِ
وعلاَمَ أُعمِـلُ فِكرتـي فـي سـادِرٍ
ســَاهٍ وأُســهِرُ مُقلـتيَّ لراقـدِ
وأروضُ نفسـي فـي رِضـَا مُتَجـرِّمٍ
فَــاتَتْ مــودّتُه طِلاَبَ الناشــدِ
وأقــولُ هجِرتُـه مخافَـة كاشـحٍ
يُغـري بِنَـا وحِـذَارَ واشٍ حاسـِدِ
وأظُنُّـه يُبـدي الصـدودَ ضـرورةً
وإذا قطيعَتُــه قطيعــةُ عَامِـدِ
مَـن لـي بِنَيْـلِ مـودّةٍ مَمْذُوقَـةٍ
منـهُ يُبَهْرجُهـا اختبارُ النّاقِدِ
أَرضـى بباطِلهـا وأقْنَعُ بالمُنَى
منهـا وأدْفَـعُ غَيبَهـا بالشّاهِدِ
يـا ظالماً أفْنَى اصْطِبَارِي هجرُه
وابتَـزَّ ثَـوبَ تَماسـُكِي وتَجالُدِي
كيـف السبيلُ إلى وِصَالِكَ بعدما
عفّيـتَ بـالهِجرانِ سـُبلَ مَقاصدي
ويلـومُني فـي حمـلِ ظُلمكَ جاهلٌ
يلقَـى جَـوَى قلـبي بقلـبٍ باردِ
يُـزرِي عـل جَزَعـي بصـبرٍ مُسـعدٍ
ويصـُدُّ عـن دَمعـي بطـرفٍ جَامـدِ
لِــمَ لا تَــرِقُّ لنــاظرٍ أرَّقْتَـه
وحَشـا حشـاهُ الوجدُ جَذْوةَ واقِدِ
ومروَّعٍ يلقَى العواذلَ في الهَوى
بفــؤادِ مَوتُـورٍ وسـمعِ مُعانِـدِ
قَلـقِ الوِسـاد كـأنّ تحتَ مِهادِه
أُســداً ومَضـجَعَهُ نيُـوبُ أَسـاوِدِ
أَتُـراكَ يَعطِفُـك العِتـابُ وقلّما
يَثنـي العِتَـابُ عِنانَ قلبٍ شَاردِ
هيهـاتَ وصـلُكَ عنـد عَنْقَا مُغْرِبٍ
ورِضـَاكَ أبعـدُ مـن سُهاً وفَراقِدِ
ومِــنِ العنَــاءِ طِلابُ وُدٍّ صـادقٍ
مــن مَـاذِقٍ وصـلاحُ قلـبٍ فاسـدِ
وفي تاريخ دمشق لابن عساكر: (قال لي أبو عبد الله محمد بن الحسن بن الملحي(1): الأمير مؤيد الدولة أسامة بن مرشد بن منقذ شاعر أهل الدهر، مالك عنان النظم والنثر، متصرف في معانيه، لاحق بطبقة أبيه، ليس يستقصى وصفه بمعان، ولا يعبر عن شرحها بلسان، فقصائده الطوال لا يفرق بينها وبين شعر ابن الوليد، ولا ينكر على منشدها نسبتها إلى لبيد، وهي على طرف لسانه، بحسن بيانه، غير محتفل في طولها، ولا يتعثر لفظه العالي في شيء من فضولها؛ وأما المقطعات فأحلى من الشهد، وألذ من النوم بعد طول السهد، في كل معنى غريب وشرح عجيب. ...إلخ)وجدير بالذكر أن ابن العديم نقل في ترجمة أسامة من كتاب "إنموذج الأعيان" الذي وصفته في صفحة الشاعر (الصائغ العراقي) وهو من نوادر كتب التراجم الضائعة قال: (وقرأت في كتاب أنموذج الأعيان لعبد السلام بن يوسف الدمشقي بخطه قال: الأمير الأوحد، العالم، مجد الدين، مؤيد الدولة، أبو المظفر أسامة بن مرشد ابن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ الشيزري الكناني، مبرز في علم الأدب، عريق في النسب، من بيت التقدم والإمارة والسيادة في البداوة والحضارة، مع عقل كامل وافر، ورأي وجه العواقب عنده سافر، لم يزل موصوفاً بالإقدام والشجاعة، معروفاً باللسن والبراعة، لقيته بدمشق في شهر جمادى الآخرة سنة إحدى وسبعين وخمسمائة، وأخبرني أن مولده في ثالث عشري جمادى الآخرة، يوم الأحد، سنة ثمان وثمانين وأربعمائة، وأنشدني من نظمه ما يضاهي نظام اللآلي، ويكون قلادة في جيد الأيام والليالي.) قلت: كان في الأصل بخط عبد السلام بن يوسف سابع عشري جمادى، فضرب بخطه على سابع وكتب فوقه ثالث، والذي يظهر لي أن المضروب عليه هو الصحيح. وقرأت في كتاب الاعتبار تأليف أسامة بن مرشد: ولدت أنا وهو- يعني ابن عمه سنان الدولة شبيب بن حامد بن حميد- في يوم واحد، يوم الأحد السابع والعشرين من جمادى الآخرة سنة ثمان وثمانين وأربعمائة. ...إلخ(1) انظر ديوانه في الموسوعة