
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أذْكِرهـمُ الـوُدّ إن صَدّوا وإن صَدفُوا
إنّ الكَـرامَ إذا اسـتَعطفْتَهُم عَطَفُوا
ولا تُــرِدْ شــَافعاً إلاّ هَــواكَ لَهـم
يكفيـكَ ما اختَبرُوا منه وما كَشَفُوا
بــه دنَــوتَ وإخلاصُ الهَــوى نَســَبٌ
كمــا نَـأيتَ وإفـراطُ الهَـوَى تَلَـفُ
رأى الحســودُ تَـدانِي وُدِّنَـا فَسـَعَى
حتّـى غَـدتْ بَيـن دَارينَـا نَـوىً قُذُفُ
ومَـا البعيدُ الّذي تَنأى الدّيارُ به
بَـل مَـن تَـدانَى وعنهُ القلبُ منصرفُ
أجيــرةَ القلـب والفُسـطَاطُ دَارُهُـمُ
لـم تُصـقِبِ الـدّارُ لكنْ أصقَبَ الكَلَفُ
أدْنَى التدانِي الهَوَى والدّارُ نازحةٌ
وأبْعـدُ البُعـد بيـن الجيرةِ الشَّنَفُ
فـارقْتُكُم مُكرَهـاً والقلـبُ يُخبِرُنـي
أنْ لَيــس لـي عِـوَضٌ منكـمْ ولاَ خَلَـفُ
ولـو تعوّضـتُ بالـدّنيا غُبِنـتُ وهَـل
يَعُوضـُني مـن نَفيـس الجـوهرِ الصّدفُ
ولسـتُ أنكِـرُ مـا يـأتِي الزّمانُ به
كُــلّ الـوَرَى لِرَزَايـا دَهرِهـم هَـدَفُ
كـم فَاجأتني اللّيالِي بالخُطوبِ فَما
رَأتْ فُــؤادِيَ مــن رَوْعَاتِهــا يَجِـفُ
واسـتَرجَعَتْ مـا أعَـارتْ من مَواهِبِها
فمـا هَفَـا بـي عَلَـى آثـارِهِ اللّهَفُ
ولا أســـِفتُ لأمـــرٍ فــاتَ مطلبُــهُ
لَكِــن لفُرقــةِ مـن فـارَقْتُه الأسـفُ
وفي تاريخ دمشق لابن عساكر: (قال لي أبو عبد الله محمد بن الحسن بن الملحي(1): الأمير مؤيد الدولة أسامة بن مرشد بن منقذ شاعر أهل الدهر، مالك عنان النظم والنثر، متصرف في معانيه، لاحق بطبقة أبيه، ليس يستقصى وصفه بمعان، ولا يعبر عن شرحها بلسان، فقصائده الطوال لا يفرق بينها وبين شعر ابن الوليد، ولا ينكر على منشدها نسبتها إلى لبيد، وهي على طرف لسانه، بحسن بيانه، غير محتفل في طولها، ولا يتعثر لفظه العالي في شيء من فضولها؛ وأما المقطعات فأحلى من الشهد، وألذ من النوم بعد طول السهد، في كل معنى غريب وشرح عجيب. ...إلخ)وجدير بالذكر أن ابن العديم نقل في ترجمة أسامة من كتاب "إنموذج الأعيان" الذي وصفته في صفحة الشاعر (الصائغ العراقي) وهو من نوادر كتب التراجم الضائعة قال: (وقرأت في كتاب أنموذج الأعيان لعبد السلام بن يوسف الدمشقي بخطه قال: الأمير الأوحد، العالم، مجد الدين، مؤيد الدولة، أبو المظفر أسامة بن مرشد ابن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ الشيزري الكناني، مبرز في علم الأدب، عريق في النسب، من بيت التقدم والإمارة والسيادة في البداوة والحضارة، مع عقل كامل وافر، ورأي وجه العواقب عنده سافر، لم يزل موصوفاً بالإقدام والشجاعة، معروفاً باللسن والبراعة، لقيته بدمشق في شهر جمادى الآخرة سنة إحدى وسبعين وخمسمائة، وأخبرني أن مولده في ثالث عشري جمادى الآخرة، يوم الأحد، سنة ثمان وثمانين وأربعمائة، وأنشدني من نظمه ما يضاهي نظام اللآلي، ويكون قلادة في جيد الأيام والليالي.) قلت: كان في الأصل بخط عبد السلام بن يوسف سابع عشري جمادى، فضرب بخطه على سابع وكتب فوقه ثالث، والذي يظهر لي أن المضروب عليه هو الصحيح. وقرأت في كتاب الاعتبار تأليف أسامة بن مرشد: ولدت أنا وهو- يعني ابن عمه سنان الدولة شبيب بن حامد بن حميد- في يوم واحد، يوم الأحد السابع والعشرين من جمادى الآخرة سنة ثمان وثمانين وأربعمائة. ...إلخ(1) انظر ديوانه في الموسوعة