
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كيفَ أنْساكَ يا أبا بكر أم كيْ
فَ اصطِباري ما عنكَ صَبري جَميلُ
أنـت حيثُ اتّجهتُ في أَسوَدَي عي
نــي وقلــبي ممثَّـلٌ لا تَـزولُ
وعلامَ الأَســـَى ونحــن كَســَفْرٍ
بعضــُنا ســائِرٌ وبعـضٌ نُـزولُ
عــرَّسَ الأوَّلـونَ والآخـرُ التَّـا
لـي إليهِـمْ عمّـا قليـلٍ يؤولُ
وإلـى حيـثُ عـرَّسَ السـَّلفُ الأ
وَلُ ميعادُنــا ومنـه القُفُـولُ
أُحـدِّثُ عنـكَ بالسـُّلوانِ نَفسـي
وهَــل تَســلو مُوَلَّهَــةٌ ثَكـولُ
إذا ناجيتُهــا بالصـَّبرِ حنَّـتْ
كَمــا حنَّــتْ إلـى بَـوٍّ عَجـولُ
إذا نَظَــرَتْ إليــه أنكَرَتْــهُ
وتَعطِفُهـا الصـَّبابةُ والغَليـلُ
ولـي فـي المـوتِ يأسٌ مُستبينٌ
ولكــن حــالُ وَجـدي لا تَحـولُ
أَحِـنُّ إِلـى أبـي بكـرٍ وما لي
إلـى رؤيـاهُ في الدّنيا سبيلُ
فيــا للــهِ مـن يـأسٍ مُـبينٍ
يخـالفُ حـالَه الصـبرُ الجميلُ
يغــالِبُني علـى عَقلـي حنيـنٌ
إليــهِ لا تُغــالِبُهُ العقــولُ
فيُنسـيني يقيـنَ اليـأسِ منـهُ
كمـا تُنسـي مُعاقِرَهـا الشَّمُولُ
ويَلحَـاني العَـذولُ ولَيس يدري
بمـا أُخفـي من الكَمَدِ العَذولُ
إذا نــامَ الخلـيُّ أراحَ هَمِّـي
وأسـهرَ ليلـيَ الحـزنُ الدّخيلُ
كــأنّ نُجــومَ ليلـي مُوثَقـاتٌ
فليســَتْ مـن أماكِنِهـا تَـزولُ
ومـا فـي الصُّبحِ لي رَوحٌ ولكن
بــه يتعلَّـلُ الـدَّنِفُ العَليـلُ
نَهـــاري لا يلائِمُنِـــي ســُلوٌّ
وليلــي لا يُفـارقني العويـلُ
وفي تاريخ دمشق لابن عساكر: (قال لي أبو عبد الله محمد بن الحسن بن الملحي(1): الأمير مؤيد الدولة أسامة بن مرشد بن منقذ شاعر أهل الدهر، مالك عنان النظم والنثر، متصرف في معانيه، لاحق بطبقة أبيه، ليس يستقصى وصفه بمعان، ولا يعبر عن شرحها بلسان، فقصائده الطوال لا يفرق بينها وبين شعر ابن الوليد، ولا ينكر على منشدها نسبتها إلى لبيد، وهي على طرف لسانه، بحسن بيانه، غير محتفل في طولها، ولا يتعثر لفظه العالي في شيء من فضولها؛ وأما المقطعات فأحلى من الشهد، وألذ من النوم بعد طول السهد، في كل معنى غريب وشرح عجيب. ...إلخ)وجدير بالذكر أن ابن العديم نقل في ترجمة أسامة من كتاب "إنموذج الأعيان" الذي وصفته في صفحة الشاعر (الصائغ العراقي) وهو من نوادر كتب التراجم الضائعة قال: (وقرأت في كتاب أنموذج الأعيان لعبد السلام بن يوسف الدمشقي بخطه قال: الأمير الأوحد، العالم، مجد الدين، مؤيد الدولة، أبو المظفر أسامة بن مرشد ابن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ الشيزري الكناني، مبرز في علم الأدب، عريق في النسب، من بيت التقدم والإمارة والسيادة في البداوة والحضارة، مع عقل كامل وافر، ورأي وجه العواقب عنده سافر، لم يزل موصوفاً بالإقدام والشجاعة، معروفاً باللسن والبراعة، لقيته بدمشق في شهر جمادى الآخرة سنة إحدى وسبعين وخمسمائة، وأخبرني أن مولده في ثالث عشري جمادى الآخرة، يوم الأحد، سنة ثمان وثمانين وأربعمائة، وأنشدني من نظمه ما يضاهي نظام اللآلي، ويكون قلادة في جيد الأيام والليالي.) قلت: كان في الأصل بخط عبد السلام بن يوسف سابع عشري جمادى، فضرب بخطه على سابع وكتب فوقه ثالث، والذي يظهر لي أن المضروب عليه هو الصحيح. وقرأت في كتاب الاعتبار تأليف أسامة بن مرشد: ولدت أنا وهو- يعني ابن عمه سنان الدولة شبيب بن حامد بن حميد- في يوم واحد، يوم الأحد السابع والعشرين من جمادى الآخرة سنة ثمان وثمانين وأربعمائة. ...إلخ(1) انظر ديوانه في الموسوعة