
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بـــدت لــوداعٍ والتجمُّــل ســترُها
فـــزال لإشــفاق التفــرُّق هجرُهــا
فتــاةٌ كـأن الصـبح يجلـوه وجهُهـا
لنــا وكـأن الليـل يـدجيه شـَعرُها
فلـــو أبصـــَرَتها أُمَّـــةٌ ثَنَويَّــةٌ
لكـان إلـه القـوم مـا ضـمَّ خِـدرُها
نفــى حُسـنُها عنهـا العتـابَ لأنهـا
إذا مـا أساءت كان في الحُسن عُذرُها
لقـد زال طيـبُ العيـش عنّـي لفقدها
كمــا زال عنهــا للتفجُّــع كِبرُهـا
ولمّــا تســارقنا الـوداعَ تخالُسـاً
لعَينـي رقيـبٍ يغلـب الليـلَ خزرُهـا
جـرى مـاءُ جفنَيهـا علـى نـار خدِّها
فصــار لظاهـا فـي فـؤادي وجمرُهـا
لقــد قــلَّ صــبري بعـدها وتجلُّـدي
فيـا ليـت شـعري بعـدنا كيف صبرُها
فأصــبحتُ حيــرانَ الفــؤاد لفُرقَـةٍ
أُقاســي هَنــاةً ليـس يجمـل ذكرُهـا
ومـا افتقـرت نفسـي إذا كـان إنما
يلــوذ بــإخوان التَّــديُّنِ فقرُهــا
فكـــلُّ مُحبّـــي آل أحمـــد أنجــمٌ
وآلُ أبيــك الســادةُ الغُـرُّ زُهرُهـا
إذا اختلفـــت بــالأكرمين مجــالسٌ
فإنــك فــي كــلِّ المجـالس صـدرُها
وإن كنـتَ فـي شـرخ الشـباب هلالهـا
فإنــك فـي مسـتكمل القَـدرِ بـدرُها
تخلَّقــتَ أخلاقــاً هــي الخمـر لـذَّةً
وطيبـاً ولكـن فـي الصـَّبابة سـُكرُها
وليـس قبيحـاً سـكرة اللهـو بالفتى
ولا ســيَّما والظَّـرف والشـَّكل خمرُهـا
وكـان وصـيُّ المصـطفى خيـرةِ الـورى
لــه مزحــات ينــثر الأُنـسَ نَشـرُها
تَلَقّــى العَــوافي بالأيـادي فإنهـا
مـآثرُ لا يعفـو علـى الـدهر أثرُهـا
وتزكو الأيادي عند ذي الشكر مثل ما
تَضــاعف فــي الأرض الزكيَّـة بـذرُها
مشـــاكلة الآداب والشــكل فيهمــا
وســائل لا يُخشـى مـن الحـرِّ خَفرُهـا
فــدُونَكها بِكــر المعـاني زففتُهـا
عروسـاً ومـن خيـر العـرائس بكرُهـا
إذا نحـن قلنـا طـال عمـرُك أيقنـت
بــذاك المعــالي أنَّ عمـرك عمرُهـا
نصر بن أحمد بن نصر بن مأمون البصري أبو القاسم.شاعر غزل، علت له شهرة.يعرف بالخبز أرزي ( أو الخبزرزي )، وكان أمياً، يخبز خبز الأرز بمربد البصرة في دكان، وينشد أشعاره في الغزل ، والناس يزدحمون عليه ويتعجبون من حاله.وكان (ابن لنكك) الشاعر ينتاب دكانه ليسمع شعره، واعتنى به وجمع له (ديواناً).ثم انتقل إلى بغداد، فسكنها مدة، وقرأ عليه ديوانه، وأخباره كثيرة طريفة.