
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أعـاذل حسـبُ المـرء بالشيب عاذلا
وأفحـشُ جهـلٍ أن يُـرى الكهل جاهلا
أعـاذل قد أمضيتُ في اللهو والصبا
طـويلاً فلـم يُكسـبنيَ اللهـوُ طائلا
أكلـتُ ثمـارَ الـدهر والـدهرُ آكِـلٌ
حيـاتي وأغضـبتُ الـذي ليـس غافلا
ومــا الــوقت إلا كـالمودع إنمـا
تـراه بمـا فيـه مـن الحال زائلا
كأن لم يكن غصنُ الشباب إذا انثنى
يُغـازِل بالشـكل الغـزالَ المُغازِلا
كـأنيَ لم أنفث رُقى السِّحر في التي
لواحظُهــا عَطّلــنَ بالسـحر بـابلا
كـأن لـم أُجامِل في هوىً مَن جمالها
ليعلـم مَـن يُبلـى بهـا أن يُجامِلا
لقـد أقصـرت فيها العواذلُ إذ بدت
مَحاسـِنُ قـد أخرَسـنَ حتّـى العواذِلا
فمــا جُــرِّدَت إلا تســربلَ جســمُها
غلائلَ نــورٍ حيــن تنضــو الغلائلا
أعيــش بهـا عـن كـلِّ عضـوٍ بمسـها
وتجعــل أعضــائي جميعـاً مقـاتلا
وفــي العَيــن لاهُوتيّــةٌ جوهريّــةٌ
بهـا صـار مَحيـايَ وللنفـس قـاتلا
مَهابَتُهـا تَثنـي دمـوعي عـن البكا
وتنســينيَ الشــكوى فـأبهَت ذاهِلا
ومَـن يُحـي نفسـاً بالذي فيه موتُها
قـديرٌ علـى أن يجعـل الحـقَّ باطلا
لقــد خــذل السـلوانُ قلـبي لأنـه
تأمّــل خصــراً للــرَّوادف حــامِلا
هنالـك صـار الصـبرُ منفصـمَ العُرا
كمـا فصـمت سـاقُ الحـبيب الخَلاخِلا
فهـذا نحـولي شـاهدٌ لـي بـأنَّ لـي
فـؤاداً مـن الشـوق المـبرِّح ناحلا
لأنَّ ريــاحَ الشــوق هبّــت شـمائلاً
فغــادَرنَ أغصــانَ الحيـاة ذَوابِلا
إذا شـاكل العشـّاقُ وجـدي بوجـدهم
فقـد يئسـوا أن لا يروا لي مُشاكلا
كــذا مَـن تحلّـى بـالعلوم محقّقـاً
تـراه لـدى القاضي التّنوخي عاطلا
رأيــتُ رجــالاً لا يُــرَامُ كمــالُهُم
ولـم أرَ كالقاضـي التنـوخيِّ كاملا
إذا استنبط القومُ العلومَ تشاجَروا
وأوضــح برهـان العقـول الـدلائلا
أطــلَّ علــى فصـل الخطـاب بمنطـقٍ
إذا جَـدَّ في المعنى أصاب المقاتلا
يُقيِّـــد ألفـــاظَ الألــدِّ بلفظِــهِ
ويفضـُل بـالحقِّ المـبين المُفاضـِلا
فيشــفي قلـوبَ السـائلينَ مُجاوبـاً
كمـا يختـم الأفـواه إن كانَ سائلا
يخــوض بلُــجِّ العلــم غيـرَ مشـمِّرٍ
عـن السـّاقِ حتّـى يُحسَبَ اللُّجُّ شائلا
فلـو شـاجَرَته ألسـنُ النـاس كلهـم
دِراكـاً وعـى فهمـاً وأفهَـمَ قـائلا
ويـدرك مـا قـالوا جميعـاً فُجـاءَةً
ويبـــدؤهم بالمشـــكلات مُقــابلا
إذا هـو حاجى ذا الحِجا بَصَّرَ الهدى
وأنــت تــراه مُرشــِداً لا مُخـاتِلا
لـذاك تُـرى فـي النـاس أيّامُ حكمِهِ
تُــبيِّضُ مــن إشــراقهنَّ الأصــائلا
جلا ظلمــاتِ الظُّلــم نــورُ قضـائه
فصـيَّر شـملَ العدل في الناس شاملا
إذا مــا قضــاياه تخللــن ظلمـةً
توقَّـدن إذ قـد كُـنَّ فيهـا قنـادلا
إذا مـا أراد اللَـهُ خيـراً لمعشـرٍ
يـولِّي عليهـم ثـاقب الـرأي عامِلا
لقـد سـرَّ أهـلَ السـرِّ تجديـدُ عهده
كمــا ســرَّ ميلادُ الغلام القَـوابِلا
بــه أوضـح السـلطان يقظـةَ رأيـه
وإن كــان عمّـا غيـر ذلـك غـافلا
تَــداركَ منهــم أصـلَ صـر تحمَّلـوا
على الضرِّ حتى لم يطيقوا التحامُلا
فأبــدأهم بالطــلِّ ميســور فضـلهِ
وأتبعَهــم فـي عُقبَـةِ الطـلِّ وابلا
بـه بسـط الرحمـنُ فـي الخلق رحمةً
وخــصَّ اليتــامى منهــمُ والأرامِلا
عن العقل فاسأل لا عن العلم واتبع
فقـد أكمـل الخيرات من كان عاقلا
وذو العقـل من يبغي النجاةَ لنفسه
ويخلـص بالتفضـيل مـن كـان قابلا
فيــا مــن أحلَّتــه تنـوخُ بنجـوةٍ
لأنَّ لــه فيهــا ســناماً وكــاهلا
لئن أنـتَ جـرَّدتَ العزيمةَ في العلا
لقـد جـردت فيهـا تنـوخُ المعابلا
وإن تفضـل الحكـامَ علمـاً وسـؤدداً
فقـد فضـلت قـدماً تنـوخُ القبائلا
قســمتَ العطايـا إذ كُنيـتَ بقاسـمٍ
لأنــك تُكنــى بالـذي ظلـتَ فـاعِلا
فلـم أر ميلاً منـك عـن صـدق كنيـة
كُنيــتَ بهــا ممــا يقسـّم مـايلا
لعمــري لئن ســمَّوا أبـاك محمـداً
وأنـت عليّـاً قـد أصابوا الشواكلا
همـا اسـمان شـُقَّا مـن علاً ومحامـدٍ
رأوا فيكمـا منهـا قـديماً مخائلا
فراســة أنجــابٍ رأوهــا دقائقـاً
فلمـا أتـى التصـديق صـارت جلائلا
جــواهر أصــلٍ كُـنَّ فيكـم معادِنـاً
فهــذَّبتها حــتى يُريــنَ شــمائلا
كــذي جــوهرٍ راز المعـادن كلَّهـا
بتهــذيبها كـي تسـتتمَّ الفضـائلا
كـذلك تـأثير المغـارس فـي الثرى
يزكِّـي وينمـي فـي الفُروع الأماثلا
كـذا السـيف من سنخ الحديد فرنده
وإن يُجتلــى حـتى يكـدَّ الصـياقلا
فيومُــك بالحســنى يســاجل أمسـه
إذا لـم تجـد في المكرمات مساجلا
جمعـت قلـوبَ الناس فيك على الرضا
وحمَّلـت بالـذكر الجميـل المحاملا
فلا زلـتَ فـي شـكر المزيـد فلا يُرى
مـن الفضـل والإحسـان ربعُـك حائلا
نصر بن أحمد بن نصر بن مأمون البصري أبو القاسم.شاعر غزل، علت له شهرة.يعرف بالخبز أرزي ( أو الخبزرزي )، وكان أمياً، يخبز خبز الأرز بمربد البصرة في دكان، وينشد أشعاره في الغزل ، والناس يزدحمون عليه ويتعجبون من حاله.وكان (ابن لنكك) الشاعر ينتاب دكانه ليسمع شعره، واعتنى به وجمع له (ديواناً).ثم انتقل إلى بغداد، فسكنها مدة، وقرأ عليه ديوانه، وأخباره كثيرة طريفة.