
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
رَمِـيَّ المَـوتِ إِنَّ السـَهمَ صابا
وَمَـن يُـدمِن عَلـى رَمـيٍ أَصابا
وَكُنــتَ العَيــشَ مُتَّصـِلاً وَلكِـن
تَصـَرَّمَ حيـنَ لَـذَّ وَحيـنَ طابـا
وَشــَيَّبَني اِنتِظـاري كُـلَّ يَـومٍ
لِعَهــدِكَ كَـرَّةً وَالـدَهرُ يـابى
إِلامَ أَشــُبُّ مِـن نيـرانِ قَلـبي
عَلَيــكَ لِكُــلِّ قافِيَـةٍ شـِهابا
وَقَــد وَدَّعـتُ قَبلَـكَ كُـلَّ سـَفرٍ
وَلكِــن غـابَ حينـاً ثُـمَّ آبـا
وَأَهيَـجُ مـا أَكـونُ لَكَ اِدِّكاراً
إِذا مـا النَجـمُ صَوَّبَ ثُمَّ غابا
أَرى فَقـدَ الحَبيبِ مِنَ المَنايا
إِلـى يَـأسٍ كَمَـن فَقَدَ الشَبابا
وَمـا مَعنـى الحَيـاةِ بِلا شَبابٍ
سـَواءٌ مـاتَ في المَعنى وَشابا
وَلَيـلِ أَسـىً كَصُبحِ الشَيبِ قُبحاً
أُكابِــدُهُ ســُهاداً وَاِنتِحابـا
تَزيــدُ بِـهِ جَـوانِحِيَ اِتِّقـاداً
إِذا زادَت مَــدامِعِيَ اِنسـِكابا
وَشــَرُّ مُكابَـداتِ القَلـبِ حـالٌ
يُريـكَ الضـِدَّ بَينَهُما اِنتِسابا
لَعَلَّـــكَ وَالعُلــومُ مُغَنِّيــاتٌ
نَسـيتَ هُنـاكَ بَـالغُنمِ الإِيابا
أَيـا عَبـدَ الإِلـهِ نِـداءَ يَـأسٍ
وَهَـل أَرجـو لَـدى رَمـسٍ جَوابا
أَصـِخ لـي كَيـفَ شِئتَ فَإِنَّ أُنساً
لِنَفســِيَ أَن تُبَلِّغَـكَ الخِطابـا
يَســوءُ العَيـنَ أَن يَعتَـنَّ رَدمٌ
مِـنَ الغَـبراءِ بَينَكُمـا حِجابا
وَأَن تَحتَلَّهــا غَــبراءَ ضـَنكاً
كَمـا يُسـتَودَعُ السَيفُ القِرابا
مُجــاوِرَ جِلَّــةٍ ضــَرَبَت شـَعوبٌ
بِعالِيَـةِ البَقيـعِ لَهُـم قِبابا
وَكَـم فَـوقَ الثَرى مِن رَوضِ حُسنٍ
جَـرى نَفَـسُ الأَسـى فيـهِ فَذابا
فَقَد نَشَرَ الخُدودَ عَلى التَراقي
وَشـابَ بِقَلبِـيَ الدَمعَ الرُضابا
ســَقاكَ وَلا أَخُــصُّ رَبـابَ مُـزنٍ
لَعَـلَّ ثَـراكَ قَـد سَئِمَ الرَبابا
وَلكِـن مـا يَسوغُ عَلى التَكافي
لِقَـبرِكَ أَن يَكـونَ لَـهُ شـَرابا
فَـإِنّي رُبَّمـا اِستَسـقَيتُ يَومـاً
لَـكَ الجَـونَينِ جَفنِيَ وَالسَحابا
فَتَخجَـلُ مِـن مُلوحَتِهـا دُمـوعي
إِذا ذَكَـرَت شـَمائِلَكَ العِـذابا
تَكـادُ عَلـى التَتابُعِ وَهيَ حُمرٌ
تَحَيَّـرُ فـي مَحـاجِرِيَ اِرتِيابـا
فَلَيـتَ أَحَـمَّ مِسـكٍ عـادَ غَيمـاً
فَحـامَ عَلـى ضـَريحِكَ ثُـمَّ صابا
وَزاحَـمَ فـي ثَـراكَ الدَمعَ حَتّى
يَشـُقَّ إِلـى مَفارِقِـكَ التُرابـا
محمد بن غالب الرفاء الرصافي أبو عبد الله البلنسي.شاعر وقته في الأندلس، وأصله من رصافة بلنسية وإليها نسبته.كان يرفأ الثياب ترفعاً عن التكسب بشعره.وعرفه صاحب (المعجب) بالوزير الكاتب، أقام مدة بغرناطة، وسكن مالقة وتوفي بها.له ديوان شعر.